بعد تولي «مصيلحي» للتموين.. «إحنا الشعب فين السكر»

عندما وافق مجلس النواب على ترشيح اللواء أركان حرب محمد علي الشيخ كوزيرًا للتموين، من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد وقائع فساد القمح، عمت الفرحة الكثير من المواطنين، لكونه أحد أفراد المؤسسة العسكرية المعروفة بالإنضباط، بخلاف أن الرجل كان المسؤول الأول عن الإمداد والتموين بالقوات المسلحة، وكان له دورًا إبان ثورة 25 يناير، في حل أزمة اضطرابات النقل العام المتكررة في القاهرة الكبرى، وذلك بعد نجاحه في تشغيل سيارات النقل التابعة للهيئة بدلًا من "أتوبيسات" النقل العام.

ولكن بمجئ الرجل - حدثت أزمات طاحنة متتالية، بداية من اختفاء وارتفاع أسعار الأرز وزيت الطعام، وصولاً إلى أزمة اختفاء "السكر" وزيادة سعره في السوق الحرة والرسمية، وهو ما جعل الكثير يتذكر المشهد العبقري في فيلم "صرخة نملة" والهتاف الشهير الذي غيره البعض إلى "أحنا الشعب فين السكر"، كي يتطابق مع الواقع الحالي لأزمة السلع الغذائية التي تعيشها مصر، بالرغم من رفع أسعار الكثير من السلع إلا أنها أصبحت غير موجودة.

الوزارة قررت تحرير سعر السكر وزيادة سعره جنيهان ليصل إلى 7 جنيهات للكيلو الواحد، "التحرير" حاولت رصد أزمة السكر من بدايتها حتى الآن.

نقابة البقالين: الوزارة أهدرت 400 ألف طن

كشف سالم عبدالحميد المتحدث الإعلامي باسم نقابة البقالين، أن وزارة التموين أهدرت أكثر من 400 ألف طن تم توزيعها بشكل عشوائي من خلال نواب البرلمان والمؤسسات الحكومية، مشيرًا إلى أن معظم هذه الكميات ذهبت إلى التجار، بينما اختفى تمامًا من البقالة التموينية.

وتابع "عبدالحميد" أن ذلك أدى إلى استمرار الأزمة حتى الآن وعدم وجود أي بوادر لحلها قريبًا، مطالبًا وزير التموين محمد علي مصيلحي بضرورة ربط كميات من السكر على البطاقات التموينية حسب عدد أفراد كل بطاقة - مع السماح للقطاع الخاص باستيراده من الخارج وطرحه في محلات البقالة والسوبر ماركت والهايبر بالسعر الحر.

الغرف التجارية: السعر وصل إلى 12.5 جنيه

قال الاتحاد العام للغرف التجارية: إن "المعروض من السكر الحر بالأسواق أقل من المعدلات الطبيعية للطلب عليه، ما يتسبب فى ارتفاع سعره، الأمر الذى ظهر واضحًا بعد ارتفاع أسعار الحلويات، خاصة أن مصانعها كانت تشترى الكيلو بـ4 جنيهات، ثم ارتفع جنيهين، والآن وصل 10 جنيهات".

وأكد مصدر بالاتحاد أن شركة "صافولا"، المُورِّد الوحيد للسكر الحر الآن فى السوق، رفعت سعر كيلو السكر في مبيعات الجملة إلى 11.5 جنيه ليصل للمستهلك بـ 12.5 جنيه.

من جانبه أوضح الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، أن أزمة السكر ستنتهي في غضون 10 أيام بعدما استأنفت الشركات الاستيراد.

وأشار "عز" إلى أن مصر استقبلت 60 ألف طن من السكر في شحنتين منذ الخميس الماضي، وذلك بعد قرار إلغاء الجمارك، لافتًا إلى أن الشركات تعاقدت على استيراد ما يقرب من 100 ألف طن، أغلبهم من البرازيل وسيصلون خلال أسابيع.

غرفة الصناعات الغذائية: الحل بعد شهر

أكد أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، أن تعاقدات القطاع الخاص على استيراد السكر بدأت بالفعل فور إلغاء الرسوم الجمركية على الخام والمكرر المستورد، وتوقع وصول الشحنات الجديدة خلال شهر.

وكانت غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، برئاسة المهندس أشرف الجزايرلي، عقدت اليوم، اجتماعًا مُوسعًا لبحث تداعيات أزمة السكر بحضور ممثل الغرفة بلجنة تداول السكر ورؤساء الشعب المختصة.

وشهدت الفترة الماضية مداهمات من مباحث التموين على المصانع المتخصصة في المنتجات الغذائية ومصادرة أي كميات متوافرة لديهم من السكر - بما تسبب في قيام بعض المصانع بوقف بعض خطوط إنتاجها.