بمناسبة عيد ميلادها.. تعرف على قصة أغنية «ع هدير البوسطة» للفنانة فيروز

بمناسبة ذكرى عيد ميلاد المطربة اللبنانية فيروز الـ 81 الذي يوافق اليوم، نرصد قصة ميلاد أشهر أغانيها والتي كانت سببا كبيرا في شهرتها لتصل خارج حدود الوطن العربي، فلم تكن تلك الأغنية في الأصل للمطربة فيروز، ولا تعد أول من تغنت بها ولكن البداية كانت في السبعنيات من القرن الماضي.

(ع هدير البوسطة كانت تنقلنا من ضيعة حملايا على ضيعة تنورين.. واتذكرتك يا عالية.. واتذكرت عيونك.. ويخرب بيت عيونك يا عالية شو حلوين).. تعد كلمات الأغنية هي الأشهر للمطربة اللبنانية فيروز.

وما دمت أحد أبناء الوطن العربي فمن المؤكد أن تكون قد استمعت إلى تلك الأغنية، وبالتأكيد أيضا أنك عشت معها حالات من الشجن والفرح والبهجة حتي بدون أن تعرف ما تعني بها فيروز.

لم تكن فيروز تقصد البوسطة المختصة بإرسال الخطابات للأحبة بكل تأكيد ولكن في لبنان معني (البوسطة) مصطلح قديم في لبنان يطلقوه علي (الاتوبيس ) وكلمة حملايا وتنورين ما هي إلا محطتين في قري لبنان المنتشرة ينتقل اليهم الاتوبيس ذهابا وايابا.

فقد حاول زياد الرحباني ابن فيروز وعاصي الرحباني الاستقلال بنفسه كنوع من اثبات الذات وتحقيق افكاره ونشر قناعاته، ولذلك قرر أن ينفصل عن المؤسسة الرحبانية التي يتراسها والده عاصي الرحباني وبالفعل قام زياد بتكوين فرقة مسرحية، خاصة به حيث قدم من خلالها أكثر من مسرحية فنية لاقت نجاحا كبيرا وانشارا واسعا منها مسرحية (سهرية ) و(نزل البرد ) و(بالنسبة لبكرة شو )، وفي المسرحية الأخيرة قام زياد بكتابة وتلحين اغنية (ع هدير البوسطة)، والتي تغني بها في أحداث المسرحية المطرب اللبناني جوزيف صقر عام 1979.

وبعد إذاعة الأغنية في المسرحية وصلت إلى مسامع عاصي الرحباني الذي أعجب بها، وطلب من ابنه زياد أن تقوم والدته فيروز بغنائها في حفلها القادم،  والذي يقام على إحدى مسارح باريس وبالفعل تم الاتفاق بين عاصي ونجله، وكانت موافقة الابن مشروطة بأن يدفع له والده 500 ليرة لبنانية ثمن الأغنية انذاك قائلا (أنت أبي صحيح ولكن إحنا في حالة حرب).

وتم الاتفاق وقبل الأب شرط نجله وغنت فيروز الأغنية في باريس، ولاقت قبولا واسعا بين الأوساط الفنية،  ولكن الذي أزعج زياد هو أن لحنه الذي أعده مسبقا تم تسريعه بشكل كبير عن لحنه الأصلي الذي غناه المطرب جوزيف صقر.

ومع هذا النجاح الذي حظيت به الأغنية، إلا أنها لاقت هجوما كبيرا في لبنان، فقد اتهم زياد مؤلفها بأنه يدعو بالتحريض علي الخيانة الزوجية بسبب كوبليه ( فيه واحد هو مرته ولو شو بشعة مرته وحياتك كان يتركها تطلع وحدها علي تنورين ولو بتشوفوا عيونك يا عالية شو حلوين).