المحتوى الرئيسى

جارة القمر.. أو الصباح «الفيروزي» الممتد منذ 81 عامًا

11/21 14:29

"بشائر صبح السًرى اّذنت بأنً الحبيب تدانا مزارا

جرى ذكرُ طيبه ما بيننا فلا قَلبُ في الًركب إلا وطارا"

مناسِبة هي فكرة أن الناس يسمعون فيروز في الصباح بينما يؤجلون أم كلثوم لجلسة المساء، ذلك لا يحمل أي تفضيل لواحدة على الأخرى، لكنه يبدو لائقًا بهاتين النغمتين الفريدتين: الناعمة التي تستقبلك في بداية اليوم، والقوية التي تجتر كل ما يدور في بالك طوال النهار وتُسمِعه لك ليلًا.

فيروز، ذلك الحجر الكريم الذي سميت به اللبنانية نهاد حداد، المولودة في 21 نوفمبر عام 1935، أصبح الآن علامة دالة على أحد الأصوات الخالدة في الوجدان العربي.

"أعطني الناي وغن فالغنا سر الوجود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود"

"الجو كان هناك بسيط جدا وجميل وكان كل همي الانتظار لأسمع الموسيقى، كنت حِب الموسيقى كتير، ما كان عندي راديو بل أسمع من راديو الجيران، كانوا ينزعجون من كثرة غنائي يوميًا"، تحكي فيروز في مقابلة قديمة عن حياتها في منطقة الديبة وهي صغيرة، ومع القول أنها بدأت الغناء في عمر الخمس سنوات، سنتخيل أن يد القدر خلقت فيروز صوتا في البداية ثم صنعت الجسد بعد ذلك، هي غناء من فوقه غناء.

تقول فيروز إن جيرانها في الديبة رحلوا من المنطقة لأنهم "انزعجوا" من غنائها المتواصل، الآن، وطيلة سنوات، يقول اللبنانيون إنها سفيرتهم إلى القمر.

صباحا، يوزع الله الرزق، وتحيا الدنيا في هبة واحدة تتكرر يوميا، وما ترسخ في أذهان الناس أن كل هذا يحتاج صوتا حيا، "ملائكي" كما يوصف، لكي تبدأ الحياة دورتها اليومية، ومع ذلك إن ودت فيروز الغناء في المساء فإنها لا تشدو إلا من جوار القمر.

فيروز نفسها هي من اختارت الصباح لتكون ممثلة له، تقول في أغنية: "ملأ الضحى عينيك بالأطياف من رقص الشعاع وتناثرت خصلات شعرك للنسيمات الصراعي"،  تشاهد لها صورة وهي تشرب قهوة الصباح، تغني للورود واسمها بلون السماء الزرقاء في نهار صافٍ، ويلقبونها بـ"سيدة الصباح".

"يا صوتي ضلك طاير زوبع بهالضماير

خبرهن عللي صاير بلكي بيوعى الضمير"

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل