المحتوى الرئيسى

«النمر».. الغموض يلُف مصير أخطر رجال الأسد وصاحب فكرة البراميل المتفجرة - ساسة بوست

11/21 12:45

منذ 41 دقيقة، 21 نوفمبر,2016

يعرف عنه أنه مبتكر سياسة البراميل المتفجرة، مع بداية عام 2014 في سوريا، إنه رجل رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين مؤيدي النظام، فلا يكف مناصروه عن بث مقاطع الفيديو والأغاني التي تُنشد له خصيصًا.

إنه العقيد سهيل الحسن، أو «النمر» كما يُعرف. العسكري البعثي، ذو الشارب الخفيف، والقبعة المتناسقة مع زيه العسكري، الذي شكّل واحدة من أقوى ميليشيات النظام، وأكثرها شراسة في القتال. ويُوصف بأنه المهندس الأساسي لاستراتيجية النظام السوري، مُحققًا له العديد من الانتصارات العسكرية، من أهمها رفع الحصار عن الأحياء الموالية للنظام في حلب.

الآن، ورغم نفي النظام السوري، إلا أن وسائل إعلام تتحدث عن مقتل النمر، على يد حزب الله اللبناني، نتيجة خلافات بينهما. وينشغل المعارضون السوريون في تفنيد الصور التي يبثها النظام السوري بكثافة للرجل، لنفي مقتله.

يبلغ من العمر 48 عامًا، وتخرّج في الكلية الحربية السورية عام 1991. وتعود أصوله إلى قرية بيت عانا الواقعة في ريف جبلة. ويعُرف عنه صرامته الشديدة وحزمه العسكري، ويُقال إنّه «أحد مهندسي سياسة الأسد، سياسة الأرض المحروقة والبراميل المتفجرة، وتكاد شعبيته بين موالي النظام تبلغ حد العبادة«، بحسب ما قاله مدير مكتبه المنشق آفاق محمد أحمد في عام 2012.

وكما تقول الصحافية السورية هالة قضماني، في مقال نشرتها جريدة ليبراسيون

الفرنسية، فإنه «في تاريخ النظام السوري لم يسبق وأن حازت شخصية علوية بمثل مكانة النمر من حيث الفعالية والشعبية، وهو يمثل الأمل الوحيد لطائفته».

تدرّج الحسن في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة عقيد ركن في الحرس الجمهوري، وهو رئيس قسم العمليات الخاصة في المخابرات الجوية، لكنه رفض ترقيته إلى رتبة عميد بعد معاركه في حلب، بحجة أنه يريد «استكمال مهامه الميدانية».

مع بداية الثورة السورية في مارس (أذار) 2011، تشكلت النواة الأولى لقوات النمر على يد العقيد سهيل الحسن السهل، الذي أراد الاعتماد على قوات عسكرية كفؤة، غير تلك الميليشيا الموالية للنظام السوري، فسارع إلى تجنيد المدنيين من الطائفة العلوية فقط، ليُشكّل ما عُرف فقط بقوات النمر، التي اشتهرت بعملياتها في وسط وشمال سوريا.

وروى الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية الشرق أوسطية توبياس شنايدر، قصة نشوء قوات النمر، فقال إن الحسن «نسّق لقمع الاحتجاجات في حماة، معتمدًا على مجموعة من العصابات العادية، وضباط سلاح الجو والزعماء القبليين»، مُوضحًا أن قوته الحقيقية، كمنت في «قدرته على حشد الدعم المحلي، بدل الاعتماد على مؤسسات الدولة المفتتة أصلًا».

وأضاف: «فيما أنشأت هذه الوحدة نواة أكثر استقرارًا مع جنود شبه دائمين، ما يزال الموالون للنمر يتحدرون من شبكة واسعة من الميليشيات والمجرمين والمهربين من مناطق تمتد عبر وسط سوريا، وخصوصًا محافظة حماة الإستراتيجية».

أطلق الحسن رجاله في إدلب وحماة وحلب، وهم بحسب تقرير لفرانس24 «80 ألف مقاتل من ذوي التدريبات عالية الجودة، يحصل هؤلاء على رواتب تفوق نظرائهم من باقي التشكيلات الميليشية والعسكرية، إضافة إلى المكافآت المجزية والسيارات الحديثة، والغذاء الجيد، والاهتمام بالمصابين والأسرى منهم».

ورغم تلك المزايا الموفرة لهم، تشتهر قوات النمر وقادتها بالسمعة السيئة، كالسرقة والنهب للأماكن التي يُسيطرون عليها، وأصبحت مصادر تمويلهم هي الخطف، وتجارة السلاح، مع أي أحد، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وقوات المعارضة.

«قوات النمر  تسرق بيوت المدنيين في حلب، ويقاتلون في الصفوف الخلفية، بينما حزب الله ومليشيات إيران تقاتل في الصفوف الأمامية»، هذا ما نقله قبل أيام مراسل قناة الميادين، رضا الباشا، أثناء مداخلته على إذاعة نينار.

وبمرور الوقت، بدأت سطوة قوات النمر بالتراجع، وتمكن الثوار من التنصت على مكالمات سهيل الحسن، الذي قال حرفيًّا لقواته في إدلب: «إن إدلب ستسقط ولا نستطيع أن نفعل شيئًا، ولا نستطيع أن نرسل تعزيزات لأن قوات المعارضة أقوى منا».

كما تراجعت استقلالية قوات سهيل الحسن في حلب، بعد أن ساهمت في جعل المدينة على أبواب حصار قوات النظام السوري، بخاصة بعد التدخل الروسي، وتراجع تسويق أسطورة النمر كبطل للطائفة العلوية.

وفيما يخص معركة حرب، أكد رئيس المجلس العسكري لحلب وريفها، العميد زاهر الساكت، في تصريحات لـ«ساسة بوست»، أن الميليشيات الإيرانية هي من تتحكم في إدارة وتخطيط المعركة في حلب، فيما ينحصر دور قوات النظام، في الوقوف على خطوط الاحتياط.

وقال الساكت: «ظهرت خلافات أخرى من خلال القبضات اللاسلكية تظهر انسحاب قوات النظام من قطاعات مهمة، وقامت الميليشيات بتغطيتها، وقد امتلك الثوار محادثة مسجلة تؤكد تراجع قوات النمر».

من جانبها، تؤكد صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن النمر قد قُتل بالفعل، على يد عناصر من حزب الله اللبناني، «خشيت من استغناء النظام عن دور حزب الله في سوريا، بخاصة بعد التدخل العسكري»، لكن من جهة أُخرى، نفى النظام السوري، مقتل الحسن، وأخد يُكثّف من نشر صور له، ومقاطع فيديو على وسائل الإعلام التابعة له.

ولم يتوان النشطاء السوريون عن تفنيد ما أسموه «تمثيلية النظام السوري»؛ لإثبات أن الحسن ما يزال على قيد الحياة، فأخذوا يبرزون الاختلافات الجذرية، من حيث الشكل والملامح، لصور متتابعة، وكثيفة نشرت خلال الفترة الأخيرة على أنها للنمر.

وكانت المقارنة تظهر اختلافات واضحة بين الصور القديمة لسهيل الحسن، والصور الحديثة التي يزعم النظام أنها تعود للنمر. وذكرت صفحة «كلنا هادي العبد الله» أن «هناك اختلاف شكل العينين بين الشخصيتين، والبشرة التي باتت مشدودة، وكأنه تم حقنها بالمادة التجميلية سيليكون، لتختفي بذلك التجاعيد التي تظهر في جبين سهيل الحسن بصوره القديمة، وكذلك التباين في بنيته الجسدية، كما أن الشخصية الجديدة قامت بإطالة الذقن في محاولة لطمس ملامح الوجه التي اختلفت اختلافًا ملحوظًا«.

كذلك شككت صحيفة الإندبندنت في صحة الصور، وقالت إن «الشخص الذي يمثل دور شخصية سهيل الحسن، ليس عسكريًّا، بل هو شخص مدني من ريف حماة بمنطقة سلحب«.

ولم يقتصر تفنيد حقيقة مقتل النمر على الشكل، إذ ركز النشطاء السوريون أيضًا على التسجيلات المصورة للحسن، إذ يعتقدون أنها لشخصية «كوميدية مضطربة» تتحدث عن نظريات حول العالم، واللاشعور!

وكان أحد مقاطع الفيديو تلك، قد أظهر النمر، أو شبيهه، وهو يقول: «على العالم كله أولًا أن يعرف عدو العالم، وعلى من يدعم أعداء العالم أن يعرف أنه ليس من العالم، وإذا كان يظن من يقول غير ذلك، فلينتظر منا ولينتظر منهم، أقول منهم أعداء العالم البرهان والدليل«.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل