المحتوى الرئيسى

دراسة بريطانية: الألمان أقل تأثرا بالأفكار الشعبوية

11/21 12:25

كشفت دراسة أعدها معهد "يوغوف" الحكومي البريطاني وحصلت صحيفة "دي فيلت" الألمانية على نسخة منها، مناعة المواطنين الألمان ضد الأيدولوجيا الشعبوية مقارنة مع باقي الأوروبيين. وحسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية في عددها الصادر اليوم (الاثنين 21 نوفمبر/ تشرين لثاني 2016) فإن الدراسة قارنت بيانات 12 بلدا أوروبيا وخلصت إلى أن 18 بالمائة من الأشخاص في ألمانيا قناعات سياسية يتم استخدامها من جانب أحزاب مثل حزب البديل لأجل ألمانيا "ايه اف دي" المعارض للاتحاد الأوروبي والمناوئ لعمليات إنقاذ اليورو، فيما تبلغ تلك النسبة 78 بالمائة في بولندا و63 بالمائة في فرنسا و55 بالمائة في هولندا.

ويميل الألمان للاتجاهات الشعبوية أو اليمينية المتطرفة كلما تقدموا في العمر، حسب الدراسة التي أظهرت أيضا أن الأفكار الشعبوية لا تتمتع بجاذبية على الإطلاق بالنسبة للألمان ذوي المستوى التعليمي المنخفض، ولكنها تتمتع بجاذبية أكبر نوعا ما بالنسبة للأشخاص ذوي المستوى التعليمي المتوسط. كما أن الأفكار الشعبوية تمارس تأثيرا أكبر على الرجال (65 بالمائة) بالمقارنة مع النساء (65 بالمائة). وأشارت صحيفة "فيلت" الألمانية إلى أن الدراسة حددت تعريفا للأشخاص الذين لديهم استعداد لاتخاذ مواقف شعبوية تتمثل في أنهم يتشاركون في قناعات أساسية محددة، مثل رفض الاتحاد الأوروبي ولديهم تحفظات عامة ضد الهجرة في بلادهم وموقف منتقد للصياغة الحالية لحقوق الإنسان وكذلك تفضيل السياسة الخارجية الجامدة التي تركز على المصالح القومية. جدير بالذكر أن معهد "يوجوف" أجرى هذه الدراسة في الفترة بين 31 آب/أغسطس و9 أيلول/سبتمبر الماضيين، وشملت ألف شخص على الأقل في كل دولة من بين 12 دولة.

أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.

فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.

شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.

خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".

اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".

كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.

إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.

بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل