المحتوى الرئيسى

باتريك كوكبرن يكتب: فريق ترامب المجنون سيبدأ حروباً جديدة فى الشرق الأوسط | المصري اليوم

11/21 00:49

على الرغم من أن تنظيم «داعش» الإرهابى يتعرض لضغوط هائلة فى الموصل والرقة، فإنه يشعر بالابتهاج الشديد لانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.

ويقول أبوعمر الخراسانى، أحد رجال «داعش» فى أفغانستان، إن «قادتنا تابعوا الانتخابات الأمريكية عن كثب، ولكن لم نكن نتوقع أن يحفر الأمريكيون قبورهم بأيديهم، حيث إن كراهية ترامب للمسلمين ستساعدنا على تجنيد آلاف المقاتلين».

ويعتقد «داعش» أن تهميش المسلمين وتوجيه عقوبات جماعية لهم، كما جرى بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 سيدفع نسبة كبيرة من المجتمع الإسلامى إلى صفوفه، وبالنظر إلى أن هناك 1.6 مليار مسلم حول العالم، مما يشكل نحو 23% من سكان العالم، فإن تنظيمات مثل «داعش» و«القاعدة»، ستكون بحاجة إلى كسب ولاء نسبة صغيرة فقط من المجتمع الإسلامى لتبقى قوية.

ولعبت مسألة اضطهاد المسلمين المروعة دورًا رئيسيًا فى الحملة الانتخابية لـ«ترامب»، فقد دعا إلى منع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وسخر من المرشحة الديمقراطية، هيلارى كلينتون، لعدم حديثها عن «الإرهاب الإسلامى المتطرف».

وقد يتصور ترامب ومساعدوه أن هذه التصريحات قد تنتهى مثلما انتهى خطابه المُبالغ فيه أثناء الحملة الانتخابية، ولكن رجال «داعش» و«القاعدة» يحرصون على تكرار كلماته بلا نهاية.

ولكن الحديث عن تحيز الإدارة الجديدة ضد المسلمين ليس بعيدًا عن الحقيقة، بالنظر إلى السجل الحافل لكثير من الأشخاص فى فريق الأمن والسياسة الخارجية الخاص بترامب.

وعرض ترامب منصب مستشار الأمن القومى على الجنرال مايكل فلين، الذى أُقيل من منصبه من قِبَل الرئيس (الأمريكى باراك) أوباما كرئيس للاستخبارات العسكرية الأمريكية عام 2014، ولا يرى «فلين» التشدد الإسلامى باعتباره خطرًا فقط، ولكن باعتباره تهديدًا وجوديًا للولايات المتحدة، وقال- فى إحدى تغريداته على «تويتر»: «الخوف من المسلمين أمر منطقى».

وتقول إحدى زملاء «فلين» السابقين إن رؤيته السياسية يمكن أن تعيث فسادًا فى الشرق الأوسط، ويبدو أن شركته الاستشارية «مجموعة فلين إنتل» تعمل كجماعة ضغط للحكومة التركية، حيث كتب «فلين» مؤخرًا مقالًا يدعو الولايات المتحدة إلى دعم تركيا، التى تحاول واشنطن وقف شنها غزوا واسع النطاق فى سوريا والعراق، وكما هو متوقع، رحب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بانتخاب ترامب بحماس شديد، وانتقد الاحتجاجات ضد فوزه بشكل حاد.

ومن الأمثلة البشعة للفساد فى واشنطن، رودى جوليانى، الذى استغل شهرته كرئيس لبلدية نيويورك، إبان أحداث 11 سبتمبر، فى كسب الملايين من الدولارات فى تقديم الاستشارات للحكومات والشركات الأجنبية، وفى عامى 2011 و2012، ألقى خطابات يدافع فيها عن بعض التنظيمات الإيرانية الموجودة فى قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية، وعلى الرغم من الفساد المعروف عنه، فإنه يجرى النظر الآن ليحظى بمنصب وزير الخارجية فى إدارة ترامب.

وأرى أن «داعش» يقلل من الدرجة التى سيستفيد بها من انتخاب ترامب، الذى جاء فى لحظة قاتمة فى حظوظ التنظيم، فقد عمل هو وأتباعه على تخويف مئات الملايين من المسلمين، وأعتقد أن سبب نجاح 11 سبتمبر بالنسبة لأسامة بن لادن لم يكن تدمير برجى مركز التجارة العالمى، ولكن رد الفعل العسكرى للولايات المتحدة الذى أدى إلى الحروب فى أفغانستان والعراق، وهذا يمكن أن يحدث مجددا.

ومهما كانت نتيجة حصار الموصل، فإنه ستكون هناك مكاسب محتملة على المدى الطويل لزعيم «داعش» المحاصَر، أبوبكر البغدادى، فحركة طالبان وتنظيما «القاعدة» و«داعش» حركات عسكرية متطرفة وُلدت من رحم فوضى الحرب فى أفغانستان والعراق، وعزَّزت موقفها فى ظل الظروف الفوضوية فى سوريا وليبيا واليمن والصومال وخارجها.

ومن الناحية النظرية، يبدو أن ترامب يدعم فكرة عدم التدخل العسكرى، فهو يرفض التدخل العسكرى الأمريكى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال إنه يريد إنهاء الحرب فى سوريا، إلا أنه يعارض فى الوقت نفسه الاتفاق مع إيران، وانتقد أوباما لسحبه آخر جندى أمريكى من العراق، عام 2011.

ولكن أوباما كان ضد التدخل العسكرى عندما فاز أول مرة، ولكن موقفه تغير بتغير مجرى الأحداث، وبحماس مؤسسة السياسة الخارجية لواشنطن لمشاريع عسكرية أجنبية، والآن، تشارك قوات الجيش والقوات الجوية الأمريكية بكثافة فى العراق وسوريا، وهو الأمر الذى لن ينتهى مع رحيل أوباما.

وفى تناقض حاد مع عدم رغبة ترامب فى التدخل العسكرى، كان أعضاء قياديون فى فريقه للسياسة الخارجية- مثل جون بولتون، السفير الأمريكى السابق لدى الأمم المتحدة- يدعون إلى حرب مع إيران منذ 2003، واقترح «بولتون» إقامة دولة سُنية فى شمال العراق، وشرق سوريا، وهى خطة تنم عن جهله وسوء تقديره للقوات الموجودة على الأرض، كما ستؤدى إلى تعميق الصراع فى المنطقة.

ولطالما كان هناك أشخاص غريبو الأطوار فى واشنطن، وأحيانًا فى المناصب العليا، ولكن عدد الأشخاص الخطرين المحسوبين على الإدارة المقبلة قد يكون أكبر من أى وقت مضى فى التاريخ الأمريكى.

وعلى سبيل المثال، يرى كلير لوبيز، أحد مستشارى فريق الأمن القومى الخاص لـ«ترامب»، أن الإسلاميين والإخوان المسلمين، على وجه الخصوص، تسللوا إلى البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفيدرالى ووزارات الخارجية والعدل والدفاع والأمن الوطنى، ويرى أن الإرهابيين هم مَن تسببوا فى الانهيار المالى عام 2008.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل