المحتوى الرئيسى

ماذا وراء مدير المخابرات الأمريكية؟.. ثلاث زيارات متتابعة لـ"ستيوارت" تثير التساؤلات.. الأردن ‏والإمارات وبينهم مصر.. وخبراء يكشفون لغز جولته العربية المفاجئة

11/20 14:41

جولة مثيرة، وربما تكون مفاجئة، لم تلق عليها الأضواء كثيرًا أو أُعلن لها جدول محدد، دفعت البعض ‏لوصفها بالسرية بعض الشيء، لاسيما أنها جاءت متتابعة وخصت ثلاث دول عربية فقط، كانت مصر فيها ‏المحطة الثانية، بدأت بالأردن وقد تنتهي بالإمارات اليوم.‏

‏"فنسنت ستيوارت"، مدير المخابرات العسكرية الأمريكية، صاحب الجولة ذات المحطات الثلاثة المتتالية، ‏والذي لاحق زيارته علامات استفهامية كثيرة، لاسيما أنها جاءت بعد مرور نحو إسبوعين على صعود ‏الجمهوري "دونالد ترامب" إلى حكم البيت الأبيض.‏

كانت الأردن هي محطة انطلاق المخابرات العسكرية الأمريكية، التي زارها "فنسنت" يوم الأربعاء ‏الماضي، التقى خلالها "محمود فريحات" رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، بحث فيها وفقًا لموقع ‏‏"روسيا اليوم" تعزيز العلاقات بين القوات المسلحة للبلدين، وكذلك آخر التطورات الإقليمية والدولية.‏

مؤخرًا وقبيل مجىء "ترامب" للحكم، عمدت واشنطن على تعزيز علاقاتها بالأردن لاسيما العسكرية ‏والسياسية منها، شملت تسهيل بيع وتداول السلاح، وهو ما أتضح في تبني مجلس النواب الأمريكي ‏‏"الكونجرس"، نصًا يعزز العلاقات العسكرية مع الأردن بما يشمل توقيع عقود لتصدير السلاح الأمريكي.‏

كذلك أعلنت واشنطن عن نيتها في زيادة المساعدة الأمريكية للعاصمة عمان سنويًا من 600 مليون إلى ‏مليار دولار، وذلك بين العامين 2015 و2017 ، تشمل الجوانب الاقتصادية والتنموية والعسكرية، ودومًا ما تفتح ‏مياه خليج العقبة الساحلي جنوب العاصمة الأردنية عمان أبوابها للبوارج الأمريكية والمروحيات.‏

أما مصر فقد كانت المحطة الثانية لجولة "ستيوارت" العربية، يوم الخميس الماضي، والتي وصفها الموقع ‏الروسي بإنها كانت مفاجئة، ولم يعلن عن تفاصيل الزيارة من جانب واشنطن أو القاهرة حتى ساعات ‏متأخرة من ليل ذلك اليوم.‏

جاءت الزيارة بدعوى دعم التعاون المشترك في مجالات الدفاع وسبل مكافحة الإرهاب، وتطورات ‏الأوضاع بالمنطقة وما تشهده من متغيرات وانعكاساتها على الساحتين الإقليمية والدولية، وكذلك تعزيز ‏التعاون العسكري.‏‎

زيارة "ستيوارت" للقاهرة لم تكن الأولى فقد سبق وجاء لمصر في يونيو الماضي، لكن الزيارة أعلنت من ‏قبلها وحدد لها يومين، كما التقى خلالها الأخير بوزير الدفاع المصر "صدقي صبحي" ورئيس الأركان ‏"محمود حجازي"‎.‎

نوعًا من الهدوء والتعاون، يعنون علاقة مصر بواشنطن على الصعيد العسكري، يتضح من خلال منح القوات ‏الجوية الأمريكية شركة "جنرال إلكتريك" عقد تطوير المقاتلات الجوية التابعة للقوات الجوية المصرية ‏في صفقة بلغت ١٤ مليون دولار مؤخرًا.‏

وتمثل أيضًا في أبرم الجيش المصري عقدًا مع شركة "رايثيون" الأمريكية عملاق صناعة الأسلحة، ‏حصلت بموجبه علي تقنيات وأجهزة حديثة للكشف عن الأنفاق لاستخدامها في سيناء، وبعدها حصل علي ‏عقد آخر يخص أنظمة رادار متطورة‎.‎

وبشكل عام، كانت تمثل المساعدات العسكرية الأساس الصلب من أموال المعونة العسكرية الأمريكية التي توقفت لفترات، من ‏برنامج التمويل العسكري الأجنبي، وبرنامج التدريب والتعليم العسكري الدولي، إضافة لبعض البرامج ‏الأخرى غير الدورية‎.‎

وحط رحال مدير المخابرات الأمريكية، أمس السبت، في الإمارات الشقيقة، وعلى صعيد الهدف المعلن ‏من زيارته، بإنه سيلتقي كبار المسؤولين في الإمارات لبحث سبل دعم التعاون في مواجهة الإرهاب ‏والجماعات المتطرفة، ولم يُعرف حتى الآن مدة جولة المسؤول الأمريكي للمنطقة، ومتى ستنتهي؟.‏‎ ‎

وشهدت العلاقات العسكرية بينهم صفقات عدة لطائرات أمريكية من طراز ‏‎ F-16‎‏ فالكون المقاتلة، وعمد ‏‏"الكونجرس" الأمريكي أيضًا على تعزيز التعاون العسكري مع عمان، وتسهيل عمليات بيع وتصدير ‏السلاح لها.‏

من خلال البحث والتحليل، فإن العامل المشترك بين الدول العربية الثلاثة، هي الحدود السورية الملتهبة ‏والمشتركة بينهم، وتصاعد الحرب والضربات ضد تنظيم "داعش" هناك، الذي تقود أمريكا تحالف دولي ‏ضده، في مواجهة غريمتها الروسية التي تدعم بقاء الرئيس الروسي "بشار الأسد".‏

فتشهد الحدود الأردنية مع سوريا منذ اندلاع الأزمة، محاولات تسلل مستمرة وإغلاقات شبه تامة للمنافذ ‏بين البلدين، باستثناء مناطق عبور اللاجئين، ولا يكاد يمر أسبوع إلا وتعلن فيه قوات حرس الحدود ‏الأردنية إحباط محاولة تسلل للبلاد، أو تدمير لمركبات حاولت اجتياز الحدود.‏

أما الإمارات فيصفها جنرالات أمريكيون بـ"سبارتا الصغيرة"، التي خصصت قاعدة "الظفرة ‏الجوية" للمقاتلين الأمريكان من ناحيتها الشمالية، لقصف التنظيم في سوريا والعراق، ويتمركز نحو 3500 جنديًا أمريكيًا بها، وقد شنت هذه ‏القاعدة الجوية من خلال الوجود الأمريكي بها، الذي لم يعترف به "البنتاجون" علنًا معاقل صعبة لتنظيم ‏داعش.‏

وليست الحدود المصرية بأحسن حال أيضًا، فهي ملتهبة لدرجة كبير بسبب الضربات التي تشنها روسيا ‏على معاقل تنظيم داعش في سوريا، وتدفع الأخير للتوجه إلى ليبيا بما يعرف بعمليات الفرار الجماعي ‏على حدودها مع طرابلس.‏

ومن ضمن الأسباب الخفية التي تكمن وراء الزيارة، هي توتر علاقة أمريكا خلال عهد "باراك أوباما" ‏مع الحلفاء القدامى مثل تركيا والسعودية وروسيا أيضًا، ما يدفعها للتعاون العسكري مع قوى الشرق ‏الكبرى مثل مصر والأردن والإمارات.‏

وأعزى مراقبون الزيارة التي خصت الثلاثة الكبار في المنطقة العربية، إلى شعور أمريكا بوجود تغييرات ‏استراتيجية في حروبها المتعددة، وشعورها بالخطر تحديدًا على صعيد الحرب السورية، وربما يكون هناك ‏أمرًا جديدًا سيحدث في المشهد وتستعد له واشنطن بالتعاون مع مصر والأردون والإمارات.‏

وهي نفس الأسباب التي توجه إليها الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فيرى أن ‏الزيارة جاءت تبعًا للإستراتيجية الجديدة المقبلة عليها أمريكا لتحديد ملامحها وأسسها، من خلال تبادل ‏المعلومات الأمنية والاستراتيجية، والإتجاه نحو التعاون مع دول الشرق الأوسط الكبرى.‏

ويشير إلى أن الأردن من أهم الدول المحورية في الحرب على داعش، وتطبق الاستراتيجية الأمريكية ‏العسكرية بأكلمها، والإمارات دولة هامة وتلعب دور ضابط محوري في المنطقة، وتساعد بشكل كبير في ‏الحرب داخل اليمن ضد الحوثيون وأزمات الخليج كافة.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل