المحتوى الرئيسى

ما الذي تغير في أوروبا والبرتغال منذ آخر زيارة لرئيس مصري؟

11/20 12:53

في 2007 زار مبارك البرتغال للمشاركة في قمة "إفريقيا- أوروبا".. واتفق المشاركون على علاقات ندية

في 1992 ذهب مبارك للشبونة للتشاور حولة عملية السلام التي كانت تقودها أوروبا وانتهت باتفاقية أوسلو

أوروبا الحالية مشغولة بالإرهاب واللاجئين ومستقبل "الناتو".. وتبدو أقل تأثيرا في القضايا المهمة عن قبل

أوروبا قلقة على علاقتها مع أمريكا.. وزيارة البرتغال من المرجح أن تطرح على السيسي صفقة حول اللاجئين

زيارة رئاسية مصرية للبرتغال ستبدأ غدا الإثنين، عندما يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي مدينة لشبونة، الأحد، ويلتقي نظيره مارسيلو ريبيلو دي سوزا، فى أول زيارة دولية للبلد الأوربية منذ تولي سوزا في مارس الماضي.

الصحف ووكالات الأنباء والمواقع أشارت ضمن تغطياتها التمهيدية لزيارة السيسي، أن هذه أول زيارة لرئيس مصري للبرتغال منذ وقت طويل، منذ أكثر من 20 عاما، لذلك سنرصد تاريخ آخر الزيارات الرئاسية المصرية للشبونة، وأسبابها ودوافعها، والتغيرات التي حدثت على المستوى الدولي والقاري وقتها والآن.

إذا بحثنا في التحركات المصرية تجاه البرتغال خلال الـ25 سنة الأخيرة، سنجد أن رئيس مصر زار لشبونة مرتين فقط، كانتا في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الأولى سنة 1992 والثانية كانت في 2007، لكن هناك اختلاف بين المرتين.

زيارة 92.. البحث عن "السلام" في أوروبا "القوية"

في تلك المرة، حطت الطائرة الرئاسية المصرية بمطار لشبونة في أبريلك 1992، والتقى خلالها رئيس الوزراء البرتغالي انيبال كافاكو.

الزيارة، بخلاف تعزيز سبل التعاون بين البلدين، كانت متعلقة بدور مصر في عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط، وخصوصا بين الفلسطينين ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

دليل ذلك أن الزيارة كانت قبل نحو عام ونصف من توقيع اتفاقية أوسلو في النرويج للسلام بين الدولة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وكانت أوروبا وقتها تلعب دورا بارزا في المفاوضات، وخصوصا البرتغال التي كانت تترأس المجموعة الأوروبية.

خلال زيارة الرئيس المصري، قال رئيس الوزراء البرتغالي في تصريحات للصحفيين: "من المهم بالنسبة لنا في البرتغال الرئيس الحالي للمجموعة الاوروبية ـ أن نستمع الي الرئيس حسني مبارك في مسألة ذات أهمية بالغة لدينا وهي إقرار السلام في الشرق الأوسط".

رئيس الحكومة البرتغالية أبدى اهتمام بلاده بإتمام عملية السلام، كما أثنى على الدور المصري في ذلك، فقال: "ولايمكنني هنا إغفال الجهود التي قامت بها مصر وأنتم يا سيادة الرئيس بصفة خاصة بهدف تحقيق حل تفاوضي عادل لصراع الشرق الاوسط الذي يمثل منطقة من أكثر بؤر التوتر التي تقلقنا على الساحة العالمية".

هذا هو العنوان العريض لزيارة مبارك للبرتغال وقتها، إذ لم يكن يشغل العالم وقتها سوى كيفية توقيع اتفاق بين فلسطين وكيان الاحتلال، وهو ما حدث في سبتمبر من العام التالي 1993، عندما وقعت "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقا يقضي باعتراف كل طرف بالآخر، وهو أول اعتراف من منظمة فلسطينية بدولة الاحتلال.

الاتفاقية وُقت وأعلنت نهائيا في واشنطن برعاية الرئيس الأمريكي وقتها بيل كلينتون، لكن جولات المفاوضات السرية جرت في أوسلو بالنرويج التي سميت باسمها الاتفاقية، كما جرى التوصل لمبادئ الاتفاق في مدريد بإسبانيا.

كانت أوروبا في ذلك الوقت في موضع قوة يسمح لها برعاية مثل هذه المفاوضات والإسهام في إنجاز اتفاق سمي بـ"التاريخي"، أما الآن فنقطة القوة هذه تراجعت، بفعل عوامل كثيرة ربما تكشفها زيارة السيسي الأحدث.

زيارة 2007.. مشاركة في قمة "إفريقيا- أوروبا"

قبل تناول زيارة السيسي وكيف اختلفت الأوضاع عنها منذ 24 عاما، نتوقف قليلا أمام الزيارة الثانية لرئيس مصري إلى البرتغال في العقود الأخيرة، وكانت في السادس من ديسمبر 2007.

الزيارة كانت لحضور قمة "إفريقيا- أوروبا"، ووفقا للبيانات الرسمية وقتها، فإن مبارك ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة طرح خلالها مواقف إفريقيا إزاء القضايا المطروحة علي جدول أعمال القمة الثانية‏.‏

وهذه القمة كانت عُقدت لأول مرة في أبريل 2000، وتولت مصر رئاستها طوال هذه الفترة، حتى سلم مبارك رئاسة الأعمال لرئيس الوزراء البرتغالي خوزيه سوكرانس.

وكانت القمة تعقد بمشاركة 54 دولة إفريقية و27 دولة أوربية، وتختص ببحث أبعاد المشاركة الإستراتيجية بين القارتين. وكان يصدر عن القمة بيان يسمى "إعلان برشلونة"، ويشمل كل جوانب ومحاور التعاون المشترك بين إفريقيا وأوروبا‏.‏

هذه الزيارة أيضا كانت تشير إلى موقف واضح للقارة العجوز تجاه إفريقيا وقضاياها، مثل: حفظ الأمن والسلام‏,‏ حقوق الإنسان‏,‏ الحكم الرشيد‏,‏ الهجرة غير المشروعة‏,‏ التكامل الإقليمي‏,‏ التعاون الاقتصادي‏,‏ ومواصلة الحوار السياسي الأوروبي الإفريقي‏.‏

وبخلاف أن بعض هذه القضايا كانت من باب التدخل في شؤون الغير، لكن دور أوروبا وقتها كان مقبولا فيما يخص الأزمات الاقتصادية والاضطلاع بمهماها تجاه البلدان التي استعمرتها لعقود طويلة، حتى أنه جرى الاتفاق في هذه القمة على أن تكون العلاقة بين دول القارتين قائمة على الندية والمشاركة لا على الأبوية.

بعد 24 عاما على زيارة مبارك للبحث عن السلام، و9 سنوات على زيارته للتنسيق الإفريقي مع القارة العجوز، كيف يمكن أن نقرأ زيارة السيسي اليوم، إلى دولة لها دور بارز في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وإن كانت غير ناشطة على المستوى السياسي المرتبط بقضايا المنطقة العربية.

السيسي يزور البرتغال في وقت تبدو القارة البيضاء في حالة سيئة للغاية، على المستوى الامني والاقتصادي وتحديات المستقبل كذلك، فالإرهاب طالها في أبرز عصامتين لديها، باريس وبروكسل، الأولى رمز أوروبا الحرة، والثانية رمز القوة حيث تتمركز قوات حلف الناتو.

كما أن أوروبا تضيق بملايين اللاجئين الذين زحفوا على شواطئها، ولا تخفي ضيقها ذلك، وإن كانت تخطب كل يوم عن الإنسانية والحضارة والمسؤولية التاريخية، وبجانب ذلك، كان انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تحديا للقارة، لأن الرجل المثير للجدل انتقد حلف "الناتو" الذي يمثل الوحدة العسكرية للقارة بمعاونة أمريكا، ما أثار شكوكا حول نية ترامب التخلي عن الحلف في مرحلة حرجة من تاريخ القارة والعالم بفعل الإرهاب.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل