المحتوى الرئيسى

عبداللطيف المناوي:إصدار قناة إخبارية عربية من مصر كان تحدياً كبيراً..

11/20 10:23

قال الإعلامى الكبير عبداللطيف المناوى، لا أنظر لأى عمل أقوم به من وجهة نظر الوظيفة، ولا أعمل سوى ما يجعلنى أشعر بالمتعة على المستوى المهنى ويمثل تحدياً بالنسبة لى، وفى هذا الإطار عندما عرضت علىّ القناة ودفعت إليها دفعاً -إن جاز التعبير- لم أقاوم لأننى وجدت فى هذه الفرصة ما يتوافق مع ما كان يشغلنى على المستوى المهنى خلال الفترة السابقة عبر 3 سنوات، على الرغم من أن الإمكانيات المادية التى كانت متاحة للقناة لم تتجاوز 20% من ميزانية أى قناة إخبارية عربية على الساحة حالياً، وبالتالى وجدت فى مرحلة ما أن دورى انتهى بناء على ما حدث.

وأضاف "المناوى" في حواره لـ"الوطن": المسألة بالنسبة لى كانت تمثل تحدياً كبيراً، فأن يتم إصدار قناة إخبارية عربية بالكامل من مصر أمر غير مسبوق، على الرغم من أن الكوادر المصرية فى الإعلام تمثل العمود الفقرى لكل القنوات الإخبارية العربية أو المحلية، يضاف إلى ذلك أن تمويل القناة من القطاع الخاص وغير الحكومى، وهو أيضاً لم يسبق أن تحقق فى مصر التى تملك قنوات إخبارية رسمية، باستثناء بعض المحاولات لعمل تجارب إخبارية محلية فى القطاع الخاص، تهتم بشكل أساسى بالشأن المصرى أكثر من الشأن العربى أو الدولى، وكذلك رأيت أن هناك قدراً كبيراً من التوافق بين مصر والإمارات التى تعتبر الممول الرئيسى للقناة ولا يوجد أى تناقض شكلى أو موضوعى بينهما فى المواقف والرؤى، وكان التحدى من البداية فى تكوين فريق عمل يضم جميع العناصر الفنية والتحريرية، والتى جاء اختيارها بناءً على الكفاءة والاحتياج والإمكانيات المتاحة، وأعتقد أننا استطعنا أن نقدم قناة ذات حضور معقول وجيد، صنعنا قناة من لا شىء، وقدمت القناة مضموناً لا يقل عن أى قناة أخرى، ولكن بقيت عدة مشاكل منها ما يتعلق بالتسويق، وكذلك كانت هناك مشكلة الاتفاق الكامل على تفهم الملمح الرئيسى للقناة الذى اتفقنا من البداية على أن يكون مصرياً، التجربة أعتقد أنها أدت جزءاً كبيراً مما كنت أتمناه لها خلال العام الماضى.

وبسؤاله "فى تقديرك متى تتحرر القنوات الإخبارية العربية من أسر التدفق الإخبارى الغربى، حتى فيما يتعلق بالأحداث التى تجرى على أرضها؟" قال: لا بد أن يكون هناك حضور خاص لأى قناة عربية من خلال وجود شبكة مراسلين مترامية وممتدة، وكذلك تحالفات مع مؤسسات إعلامية دولية تمنح فرصاً للانتشار، ومن خلال التبادل مع وكالات أخرى عالمية تضمن التغطية المتوازنة، فنحن درسنا طوال الوقت فى الإعلام أننا أسرى للوكالات الغربية وأسرى للرؤية الغربية للأحداث العربية، وكنت أبحث فى خلق تحالف وتعاون بين أطراف عربية مختلفة فى إدارة المحتوى والمواد الإعلامية، وهذا الأمر بدأت فيه مع القناة ومستمر فيه حتى بعد أن تركت القناة، لكى يتم إنجاز محتوى يعتمد على رؤية عربية للأحداث التى تجرى فى العالم كله، وذلك من خلال حضور قوى.

وردا على سؤال "هل يمكن للتليفزيون تعويض الفارق التفاعلى بين القنوات الإخبارية وبين مواقع التواصل الاجتماعى التى تحتكر هذه الأفضلية" تابع: لا شك فى أن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت من العناصر المهمة التى ينبغى لأى مؤسسة إعلامية أن تضعها فى اعتبارها، وينبغى أن يدرك القائمون على أى مؤسسة أنه إذا كان هناك استهداف لتحقيق نسبة من المشاهدة عبر الشاشة، فإن 50% منها على الأقل ينبغى أن يتم تحقيقه من خلال وسائل التواصل وأدواتها، كما ينبغى أن يعاد التفكير من جديد فى طبيعة المواد المقدمة، من خلال تقديم إنتاج خاص بوسائل التواصل الاجتماعى، والتى تتحول إلى أذرع تساهم فى دعم القناة التى تتحول وقتها إلى «ماركة» يتم تسويقها من خلال أشكال مختلفة.

وحولرؤيته للوضع الحالى فى خريطة الإعلام المصرى وما تشهده من خلق كيانات جديدة وإبرام تحالفات بين كيانات أخرى؟، قال: دون الخوض فى تفاصيل دقيقة، أتمنى أن تكون هناك حسابات صحيحة لدى الدولة فى إدارة المسألة الإعلامية، وأرى أنه ينبغى أن تكون هناك قواعد حاكمة فى إدارة الإعلام فى هذه المرحلة، فأنا مؤمن بأنه ينبغى أن يكون هناك حضور قوى للدولة المصرية فى الإعلام هذه المرحلة وفى هذا التوقيت، ولكن ينبغى أن يكون حضوراً مدروساً بمعايير وبجرعات معينة تدار بذكاء، ولا بأس أن يكون للدولة حضور إعلامى مباشر وغير مباشر فى مؤسسات إعلامية خاصة وشبه خاصة، ولكن ينبغى أن يتم إدارة ذلك بدقة وعناية وفى إطار رؤية أشمل لخريطة أكبر تراها الدولة وفق استراتيجيتها الإعلامية المفترض وجودها، وأتصور أن وجود الدولة فى المؤسسات الإعلامية الخاصة وشبه الخاصة ينبغى ألا يكون بهدف تحقيق أرباح أو معادلة اقتصادية ربحية، وإنما من أجل الحضور والتأثير بشكل إيجابى وممتع وجذاب وقادر على تسديد تكلفته بشكل أو بآخر، وهذا يعنى أن حضور الدولة بشكل مباشر وغير مباشر ينبغى أن يهدف إلى تحقيق المعادلة التى تحقق أهداف الدولة دون تحميلها الكثير من الأعباء.

وعن سؤاله "وكيف ينجح ذلك من وجهة نظرك؟" استطرد: هذا يستدعى أن تكون الدولة حريصة على نجاح الكيانات الإعلامية الخاصة وشبه الخاصة، بنفس درجة حرصها على نجاحها فى أن تكون موجودة داخل الإعلام الخاص، وهذا ينبغى أن يتسق ويتوازى مع وجود أطر تشريعية وقانونية تنظم علاقات هذه المؤسسات الإعلامية ببعضها البعض، وعلاقاتها بالدولة، وعلاقتها بالعاملين فيها، وعلاقات كل هذا بقضايا المجتمع ومشاكله، الخلاصة تعنى ضرورة وجود قانون حقيقى منظم يعتمد على فكرة حماية الإعلام والإعلان والمجتمع والدولة بقوانين حاكمة تضمن هذه الحماية وبنفس الوقت تضمن شفافية الحصول على حق المعرفة والمعلومات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل