المحتوى الرئيسى

"برغر القوارض" أشهر أطباق الطعام في موسكو.. لكن الفأر أهم مكوناته!

11/20 01:38

بدأ موسم جنون عُشاق الطعام في مدينة موسكو بأطباق محلية وأسعار زهيدة وبعناصر غذائية كاملة. وأصبح الطبق الرئيسي عندهم يتكون من فأر. لكنه ليس فأراً صِرفاً، وإنما "كَيب"، وهو قارضٌ عملاق ذو أسنان برتقالية معروف أيضاً باسم الكَيب أو فأر النهر، ويمكن العثور عليه في جنوب روسيا.

عَـثـَر هذا الوحشُ الفروي الأشنبُ على طريقه نحو أطباق موائد العديد من المطاعم في موسكو في خريف هذا العام، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

أكل القوارض ربما يستحضر صورة أولئك القُرويين الجوعَى الذين يستميتون في سبيل العيش والبقاء، أو ربما المواطنين السوفييت البؤساء الذين كانوا يصنعون طعامَهم من تلك القوارض أثناء حصار لينينغراد، لكنّ الطاهي وصاحب المطعم طاهر خوليكبيرديف "Takhir Kholikberdiev" البالغ من العمر 35 عاماً له رأي مُغاير تماماً، فهو يقدم برغر الكَيب ومجموعة كاملة من الأطباق الأخرى المعتمدة على القوارض في مطعمٍ له تصميمٌ سلس في وسط العاصمة موسكو.

هذا المطعم "كراسنودار بيسترو" الذي افتُـتِـح منذ وقت قريب، وترجع تسميتُه إلى مدينةٍ بجنوب روسيا التي ينحدر منها خوليكبيرديف، يُسوَّق له في سلسلة جديدة من المطاعم لسكان موسكو من الطبقة المتوسطة مع تميزه بآفاق طهيٍ واسعة، وهو ينسجم مع الموجة الحالية لمطاعم موسكو، التي تركز على المكونات المحلية ذات الجودة العالية.

يقول خوليكبيرديف عن فأر الكَيب: "إن تلك الفئة القليلة من الأشخاص المصدومين بفكرة مضغ طعام يحتوي على قوارض؛ هم ببساطة قد تم تضليلهم بمعلومات خاطئة، فهذا الحيوان نظيف جداً، ليس بالنظر إلى كوْنه نباتياً يعيش على الأعشاب، وإنما لأنه يغسل كل طعامه قبل أن يأكله. كما أنه غني جداً بأحماض أوميغا 3، وكثيرٌ من الأطباء وأخصائيي التغذية يوصون بتناوله".

من مواصفات برغر الكَيب الذي يُقدَّم في مطعم كراسنودار بيسترو أنه باهت اللون، وكثير العصارة، ورقيق إلى حد ما، أي أنه يشبه لحم الديك الرومي ولحم الخنزير. ويُقدَّم في خبزٍ طـرِيٍّ، مع نكهة قوية، موضوعاً على لوح تقطيع، ومذاقه جيد جيداً، على الرغم من أنه عند مضغه قد يستحضر متناوله صورة ذهنية لشواربه المرتجفة وأسنانه ذات اللون البرتقالي. وتبلغ تكلفة برغر الكَيب الكبير الحجم 550 روبلاً (6.90 جنيه إسترليني).

يتكاثر حيوان الكَيْب بوتيرة سريعة مثيرة للقلق، ما يجعله حيواناً رخيصاً وسهل التربية. في فترة التسعينيات، حين كان أغلب الروسيين يعيشون تحت خط الفقر، لم يكن بمقدور الناس تحمل تكاليف معاطف الفرْو التقليدية المصنوعة من حيوان الثعلب أو المِنك؛ لذا كانوا يربون الكَيْبُ ليكون بديلاً رخيصاً.

ومع كثرة الجثث الفائضة، بدأ الناس في تناول لحمه. ويضيف خوليكبيرديف: "إن كلَّ قرية في منطقة كراسنودار كان بها ما يقرب من 100 كَيب تقريباً، وعند ذهابك للمكوث عند أجدادك، تجدهم دائماً يطهون واحداً خصيصاً لك".

أما في العاصمة موسكو، فلم يكن أكلُ الكيب معروفاً، لكن هذا الوضع يتغير، على الرغم من أن فكرة وجود فأر على قائمة الطعام ستستغرق وقتاً ليعتادَ الناسُ عليها. كتب موقع Afisha، وهو بمثابة قـِـبلة مُحبي موسيقى الجاز "هبشت"، في استعراضه المُبهِر لكراسنودار بيسترو: "للتَّكرار فقط: نحن في عام 2016، ويمكنك أن تأكل برغر فأر في مكان لا يبعد عن الكرِملين إلا بضع مئات من الأمتار!".

ويعقب خوليكبيرديف: "يوجد لديّ هذا الصنف من البرغر هنا وفي أحد مطاعمي الأخرى. حتى إن بعض الطُّهاة بدأوا في استخدامه هنا. أما اليوم فلو ذهبتَ إلى السوق في موسكو فلن يكون لديهم حيوان كيبٌ كل يوم، ولكنهم سوف يجهزونه لك في غضون أسبوع لو طلبتَ ذلك".

ويشير خوليكبيرديف أيضاً إلى متعة طهي الكَيب وسهولته قائلاً: "إنك لو غفلت لدقائق عن أرنب يُطهى على النار، فستجده قد جفّ، أما الكَيب فإنه سيظل لذيذاً ومحتفظاً بعصارته مهما طالت مدة طهيك له".

يوجد في مطعم كراسنودار بيسترو قائمة بأطباق الكيب المشتهاة، منها هوت دوغ الكيب، وزلابية الكيب، والكيب الملفوف في أوراق الكرنب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل