المحتوى الرئيسى

فرنسا.. الانتخابات التمهيدية لليمين خطوة حاسمة لـ"الإليزيه"

11/20 06:58

المرشحون في الانتخابات التمهيدية بفرنسا خلال منظاهرتهم الأولي

يتوجه الناخبون الفرنسيون، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2017 في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين اليميني وأحزاب يمين الوسط، في خطوة مهمة وحاسمة لتحديد مسار السباق الرئاسي للوصول إلى الإليزيه. 

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها اليمين الفرنسي انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحه للرئاسة على خلاف الحزب الاشتراكي الذي خاض هذه التجربة للمرة الأولى عام 2011 واختار فرنسوا أولاند مرشحا للرئاسة عام 2012.

وتمثل الانتخابات التمهيدية فرصة أمام تعدد المرشحين لضمان منافسة شريفة بينهم، كما تمنح فرصة للناخبين لاختيار المرشحين الذين يودون أن يمثلونهم في معركة الانتخابات الرئاسية في 2017.

ويحق للمواطن الفرنسي الوارد اسمه بالقوائم الانتخابية المشاركة في عملية التصويت وبشرط توقيعه تعهدا باحترامه لقيم الجمهورية، ودفعه مبلغا رمزيا 2 يورو.

 ومن المنتظر أن يشارك في هذا الاقتراع ما بين مليونين وستة ملايين ناخب يصوتون في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع.

وستنظم جولة ثانية في السابع والعشرين من الشهر الجاري وذلك في حالة عدم حصول أي مرشح على غالبية الأصوات خلال الجولة الأولى وهو الأرجح حدوثه حيث يصعب حصول أي مرشح على أكثر من50 بالمئة من الجولة الأولى. والمرشح الذي سيخرج منتصرا من الجولة الثانية سيخوض رسميا غمار الانتخابات الرئاسية في 2017 باسم اليمين ويمين الوسط.

ويتنافس في هذه الانتخابات 7 مرشحين وهم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ورئيسا الحكومة السابقان آلان جوبيه وفرنسوا فيون، ووزير الزراعة السابق في حكومة فيون برينو لومير، والنائب في الجمعية الوطنية جان فرانسوا كوبيه، ورئيس حزب الكاثوليك الديموقراطي جان بيير بواسون، وأخيرا نتالي كوسيسكو موريزيه النائبة في الجمعية الوطنية وهي المرأة الوحيدة التي ستشارك في هذه الانتخابات التمهيدية.

وتحتدم المنافسة بين 3 مرشحين رئيسيين حيث تظهر آخر استطلاعات الرأي تقدم آلان جوبيه ونيكولا ساركوزي يليهما فرنسوا فيون في المركز الثالث.

 وعلى الرغم من توقعات استطلاعات الرأي غير أنه يصعب التنبؤ بما ستفرزه نتائج هذه الانتخابات خاصة أن نتيجة الانتخابات الأمريكية جاءت مخالفة لكافة الاستطلاعات وتوقعات وسائل الإعلام وهو ما يفرض حالة من الغموض حول نتائج هذا الاقتراع الحاسم.

وتتشابه برامج المرشحين الثلاثة الأبرز حيث يركز مضمونها على الرغبة المشتركة في تعزيز الأمن الداخلي ومراقبة الحدود الأوروبية وخفض النفقات العامة وتخفيض الضرائب ودعم التنافسية والحد بشكل كبير من الهجرة.

ويتبين مما سبق أن اختيار الناخب سيعتمد على أسلوب المرشح أكثر منه على مضمون البرنامج.

ويعمل ساركوزي على اجتذاب الجمهور من خلال التركيز على "حيويته" وصرامته وخبرته الرئاسية (2007-2012) فضلا عن تبنيه لملفات ذات أولوية لدى الجبهة الوطنية كالهجرة والأمن والاندماج، في محاولة لاجتذاب أصوات من اليمين المتطرف فضلا عن حرصه علي الظهور بمظهر "المدافع عمن جُردوا من طبقتهم الاجتماعية في وجه النخب" ليبعد عن نفسه صورة "رئيس الأغنياء" التي أطلقت عليه بعد ولايته خمس سنوات في قصر الإليزيه.

أما آلان جوبيه، المرشح الأوفر حظا وفقا للكثير من المراقبين، فإنه يعتمد على تبني خطاب أكثر اعتدالا بهدف جمع كافة أطياف الفرنسيين، لاسيما اليمين المعتدل والوسط. وأكد جوبيه تفهمه لغضب الفرنسيين ومعاناتهم من الأوضاع التي تمر بها البلاد، غير أنه حذر من خطورة تصاعد النزعة الشعبوية والتطرف، مؤكدا أنها ليست أكثر من "كذب على الشعب لإستغفاله قبل الانتخابات للقيام تاليا بعكس ما يعلن".

وفيما يتعلق بفرنسوا فيون، الذي يحظى بشعبية لدى أوساط الأعمال، فإنه يقدم نفسه باعتباره "الصوت المجدي الوحيد" في الانتخابات التمهيدية ويعتبر برنامجه "مزيجا من اليمين الليبرالي واليمين السلطوي". ويحرص فيون على تسليط الضوء على الحصيلة السلبية لساركوزي في الرئاسة كما يتوقع "خيبة هائلة" في حال انتخاب جوبيه.

وحقق فيون تناميا ملحوظا في شعبيته في الاستطلاعات الأخيرة حيث كشف آخر استطلاع للرأي أجراه معهد إيلاب للدراسات بأن فيون كان الأكثر إقناعا في المناظرة التلفزيونية الثالثة والاخيرة التي جرت الخميس الماضي بين المرشحين السبعة.

وفي ظل تنامي المخاوف من أزمة الهجرة والاعتداءات الإرهابية فضلا عن تشتت معسكر اليسار، تشير كافة استطلاعات الرأي إلى أن اليمين المتطرف سيصعد إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2017 أمام مرشح يمين الوسط وهو ما يعني سيناريو مماثل لما حدث في الانتخابات الرئاسية لعام 2002 عندما تم إقصاء اليسار في الجولة الأولى ممثلا في ليونيل جوسبان وتأهل للجولة الثانية مرشح اليمين آنذاك جاك شيراك أمام مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل