المحتوى الرئيسى

حكايات من دفتر «أسر وجيران» المحبوسين احتياطياً | المصري اليوم

11/19 23:44

فتحى جاد.. عام من الاعتقال بسبب تحريات «مُرسلة»

منذ عام تقريبا، اختفت ضحكات مجدى، الذى لم يستكمل عامه الثالث، بعد اعتقال والده فتحى مجدى أحمد جاد، مسؤول بوحدة الدعم الفنى بجريدة «المصرى اليوم»، وتحديدا شهر أكتوبر العام الماضى، وأصبح الطفل شاردا طول الوقت يخشى رؤية ضابط أو فرد أمن فى الشارع، فالطفل لا يفارقه مشهد اقتحام أفراد الأمن لمنزله فى الساعات الأولى من الفجر، لاعتقال والده الشاب الثلاثينى، بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية.

تقول زوجته صافى فوزى: «تعود واقعة القبض على فتحى إلى 14 أكتوبر 2015، حيث حضرت قوة أمنية، أفرادها ملثمون، وقبضوا عليه من منزله فجراً، بعد ساعات قليلة من مغادرته مناوبة عمل بالجريدة استمرت يومها حتى منتصف الليل، وأخذوا هاتف فتحى و(اللاب توب عهدة الجريدة)، وأخبرونا أنه سيعود بعد ساعتين، إلا أنه من وقتها معتقل ولم يعُد لمنزله».

وتابعت: «تعرض فتحى على مدار أسابيع للتحقيق من قبل الأمن الوطنى بقسم المعصرة، وتم ترحيله لسجن طرة، شديد الحراسة، قبل أن يستقر مؤخراً فى سجن طرة استقبال، ورغم أنه لا يوجد دليل على تورط زوجى فى أعمال عنف أو تواصل مع أى جماعة إرهابية إلا أنه مازال معتقلا، وجميع التحريات التى كتبها الضابط غير صحيحة ومُرسلة، ونأمل أن يتم العفو عن فتحى، ضمن شباب المعتقلين».

محمد أبوالوفا.. لم يلق «آخر نظرة» على والدته قبل دفنها

أيام طويلة قضتها السيدة الخمسينية، تتألم من جلسات الكيماوى بسبب إصابتها بسرطان الثدى، إلا أن الألم الأكبر كان فراق ابنها محمد بكر أبوالوفا، مهندس، من محافظة الدقهلية، بعد اعتقاله يوم 25 من شهر يناير 2014، لتفارق الحياة فى شهر يوليو الماضى حزنا على ابنها، فحرمت أن تراه حراً قبل وفاتها، وحرم من أن يُلقى نظرة الوداع الأخيرة على أمه.

تقول أسماء بكر شقيقة محمد: «نحن أسرة متوسطة الحال، أبى منفصل عن والدتى منذ عدة سنوات، ولم نره منذ 6 أعوام، أمى حملت وحدها ثقل مسؤوليتنا حتى استطعنا جميعنا الحصول على مؤهلات عليا، أخى محمد حاصل على بكالوريوس هندسة جامعة القاهرة دفعة 1986، وعمل مهندسا بمصنع السماد بطلخا، وتم القبض عليه فى شهر يناير 2014، بتهمة نية تظاهر، أمى حزنت حزنا شديداً وأصيبت بسرطان الثدى، وبعد القبض على محمد انقطع عنا مصدر دخلنا الوحيد، لأنه كان السند الوحيد لنا، وتدهورت الحالة الصحية لأمى، لأن أمى كانت تعتبره بمثابة الابن والأب والزوج الذى فارقها، حتى انتشر السرطان بجسمها وتوفت شهر يوليو الماضى، دون أن يستطيع محمد أن يودعها الوداع الأخير».

بعد وفاة أمها أصبحت أسماء الفتاة العشرينية وحيدة، تنتظر عودة شقيقها محمد الذى حكم عليه بـ10 أعوام، فى قضية نية تظاهر رقم 38 لسنة 2014، وتابعت أسماء: «ماليش حد فى الدنيا غير محمد أخويا بعد وفاة أمى، ونفسى يخرج لأنه اتظلم ومالوش أى علاقة بالسياسة، محمد اتحبس الأول فى سجن جمصة ثم سجن العرب، وهو الآن محبوس فى سجن طرة شديد الحراسة 2، أنا تعبت من اللف فى السجون، ومحمد سنه كبر ونفسى يتجوز، 3 سنين قضاها فى السجن كفاية عليه».

«ربما لم يسمع إسلام محيى الدين، الشاب العشرينى، عن الوايت نايتس سوى من الصحف أو عبر شاشات التليفزيون، حتى تم القبض عليه فى يوم 7 مايو الماضى، بتهمة الانتماء لـ«الوايت نايتس»، هذا ما أكدته والدة إسلام لـ«المصرى اليوم».

وقالت: «إسلام طالب بكلية الآداب قسم إعلام جامعة حلوان، يسكن فى مدينة نصر، ليس له نشاط سياسى بالجامعة أو الشارع، فوجئنا بالقبض عليه 7 مايو الماضى، بتهمة الانتماء للوايت نايتس، رقم القضية 327، ودخل سجن طرة فى 31 مايو، وتم تعذيبه فى قسم مدينة نصر أول بالكهرباء حتى يعترف بأشياء لا يعرف عنها شيئا».

وتابعت الأم: «إسلام حُرم عامين متتاليين من دخول امتحان التيرم الثانى من الكلية، بسبب اعتقاله، ومازال مقيدا طالبا فى الصف الثانى بكلية الآداب، ومعتقلا فى سجن طرة، وطوال الفترة الماضية كان يتم عرضه على النيابة التى جددت حبسه، حتى أصدر القاضى يوم ٢٢ الشهر الماضى حكما بتجديد حبسه لمدة 45 يوما بدون إثبات أى دليل ضده».

أحمد خليل «تلميذ ثانوية» فى «برج العرب»

لم يمنع احتضان أحمد محمد خليل، التلميذ بالثانوية العامة، حقيبته الدراسية من اعتقاله فى شهر يناير العام الماضى، من جانب أحد أفراد الشرطة، بسبب مروره بالقرب من إحدى المظاهرات، واتهمته السلطات بالتظاهر دون تصريح والانضمام لجماعة إرهابية، وصدر ضده حكم بالحبس لمدة 3 سنوات.

قالت والدته: «كعادته نزل أحمد، من أحد المراكز التعليمية، بعد انتهاء حصة اللغة الانجليزية، ليفاجأ بمظاهرة لمجموعة من الشباب، تطاردهم الشرطة، وتقبض عليهم بشكل عشوائى، ليندفع أحمد فى أحد الشوارع الجانبية فى الشارع، خوفا من الاشتباه فيه وإلقاء القبض عليه دون وجه حق، بتهمة التظاهر بدون تصريح والانضمام لجماعة إرهابية، وحكم عليه فى 21 يوليو الماضى بالسجن لمدة 3 سنين، ورغم وجود تحريات من الشؤون الاجتماعية، لأنه كان حدث لم يتم عامه ١٨ قبل حبسه، وثبت أنه ليس له علاقة بالإخوان، إلا أنه مازال محبوسا فى سجن برج العرب».

مع بداية العام الدراسى، تحل ذكرى اعتقال محمود شحاتة إبراهيم، الطالب بكلية الزراعة، والمتهم بخرق قانون التظاهر والتجمهر، والمحكوم عليه بالسجن المشدد 7 سنوات رغم شهادة الأمن الوطنى وضابط القسم بعدم انتمائه لجماعة الإخوان أو خروجه فى مظاهرات

وقالت رشا شحاتة إبراهيم، مهندسة معمارية وشقيقة محمود لـ«المصرى اليوم»: «محمود طالب فى كلية الزراعة ولاعب تجديف بنادى المقاولون العرب، قبض عليه يوم 28 أكتوبر 2014 أثناء عودته من الكلية بعد أن حضر (سيكشن العملى)، وبالتزامن مع فض الشرطة لإحدى المسيرات، قام مجموعة من المواطنين بالقبض والاعتداء عليه بالضرب قبل تسليمه لقوات الأمن، ظناً منهم أنه أحد أفراد المسيرة، ورغم شهادة ضابط القسم لاحقاً بعدم معرفته محمود، وأن الأهالى من قاموا بتسليمه لقوات الأمن التابعة للقسم، إلا أنه سُجن احتياطيا لمدة 14 شهرا داخل معسكر الأمن المركزى، ثم 5 شهور فى سجن وادى النطرون، وبعدها تم ترحيله إلى سجن وادى النطرون، وحكم عليه بالسجن المشدد 7 سنوات بتهمة خرق قانون التظاهر والتجمهر».

وتابعت: «رغم تقرير الأمن الوطنى بعدم تورط شقيقى، إلا أنه صدر حكم بحبسه بالسجن المشدد 7 سنوات ليتم ترحيله إلى سجن وادى النطرون 440 الصحراوى لتنفيذ مدة عقوبته، ومن المعروف عن هذا السجن أنه سيئ السمعة، وهذا ما لامسناه بأنفسنا، فأغلبية محتويات الزيارة التى نقوم بتحضرها لمحمود من كتب ومجلات وأدوات نظافة وطعام يتم رفضها، والتريض لمدة ساعتين يومياً فى الممرات الداخلية بين الزنازين، ورغم استخراج جميع الأوراق الخاصة بامتحانه فى السجن، إلا أن كليته رفضت بحجة أنه تجاوز نسبة الغياب، الأمر الذى لا نجد له تفسيراً حتى الآن، لأنه كيف يستطيع محمود حضور المحاضرات وهو مسجون».

الشقيقان أحمد ورأفت توجها لحضور زفاف.. فتم اعتقالهما فى «أحداث الأزبكية»

على مدار عامين، تغير حال أسرة محمود عبدالباقى، بعد القبض على ابنيه أحمد ورأفت، حيث تنقل فيهما بين مجموعة من السجون لرؤية ابنيه، المحكوم عليهما بـ15 عاما فى أحداث الأزبكية لسنة 2013.

وقالت زوجة أحمد محمود عبدالباقى: «نعيش فى منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، زوجى وشقيقه معتقلان منذ عامين، فى قضية تحمل رقم 3600 ح لسنة 2013، وليس لهما أى علاقة بالسياسة، فأثناء توجههما إلى فرح أحد أقاربنا، تم إلقاء القبض عليهما من الشرطة، وحياتنا تحولت إلى جحيم ونقضى أوقاتنا ما بين أخذ تصريح بالزيارة وتحضير الطعام لتسليمه فى الزيارة، وهما محتجزان فى سجن طرة شديد الحراسة 2، ونناشد الرئيس العفو عنهما حتى لا يضيع مستقبل أبنائنا».

وفاة شقيقته بسرطان الدم يوقع «أحمد عمر» فريسة للمتطرفين

مروره بحالة نفسية سيئة، بسبب وفاة شقيقته بعد إصابتها بسرطان الدم، جعل أحمد الشاب العشرينى، فريسة سهلة لأحد الأشخاص المتطرفين دينيا، فى قرية بلفيا مركز بنى سويف.

تسترجع والدة أحمد عمر أحمد، الطالب بكلية العلاج الطبيعى بجامعة القاهرة، لحظة القبض عليه، وتقول لـ«المصرى اليوم»: «أحمد طالب فى كلية العلاج الطبيعى، 22 عاما، أخ وحيد لأربع شقيقات توفيت إحداهن بسرطان الدم بعد معاناة طويلة مع المرض، وأصيب بصدمة عصبية لارتباطه الشديد بها، وكان يتردد على المقابر بشكل يومى لزيارتها، حتى وصل به الحال أن يقع فريسة لأحد الأشخاص المتطرفين دينيا، لكن لم يرتكب أى جريمة، ووجهت له تهمة الانتماء لتنظيم «داعش» عن طريق النت، وتم ضبطه فى شهر أغسطس من العام الماضى، ورقم القضية 672 رغم أنه لم يتم ضبط شىء معه، وتم حبسه احتياطيا منذ 8 شهور داخل سجن وادى النطرون، وأحمد العائل الوحيد لنا وهو المسؤول الوحيد عنا، لذلك نناشد الرئيس العفو عنه».

هانى قطب «معاق».. والتهمة تخريب منشآت عامة

طوال العامين الماضيين، لم تتوقف أسماء الطفلة، التى لم تستكمل عامها الخامس عن البكاء، والسؤال عن أبيها المتغيب عن المنزل.

فى مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، تنتظر أسرة هانى قطب بكرى إبراهيم الزفتاوى، عودة ابنها المعتقل، وقالت كاملة رزق عبدالفتاح والدة هانى: «أنا سيدة ستينية مصابة بسرطان الثدى، وابنى هانى معاق ولديه 4 أبناء، تم اعتقاله فى 2014 بتهمة تخريب المنشآت العامة، وحكم عليه بالسجن المشدد لمدة 5 أعوام رغم إعاقته، فهو لا يستطيع أن يرفع أى شىء بيديه أو يأكل بالملعقة بسبب إعاقته فى يديه، ورقم القضية 1820 لسنة 2014، وبعد اعتقاله تم إيقاف راتبه الشهرى رغم أنه موظف بالدولة، ولا يوجد لنا أى مصدر رزق لرعاية أطفاله، وأحلم باليوم الذى يعود فيه ابنى إلى حضن أطفاله».

أحمد الحنفى: «الأمن الوطنى» يقضى على أحلام «طالب بتقدير امتياز»

خرج الطالب أحمد الحنفى، من منزله فى العاشرة صباح 25 يناير 2014، من مسقط رأسه «قرية الدراكسة» التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، متجها إلى مدينة المنصورة لزيارة خالته، فى أول أيام إجازة

وقضى «أحمد» الطالب بكلية الفنون التطبيقية بجامعة دمياط، ساعتين فى منزل خالته، وقبل الواحدة ظهراً بدقائق، غادر المنزل، لأداء صلاة الظهر فى مسجد النور الكائن بشاعر جيهان بالمدنية، وقبل أن يؤدى الصلاة، اقتحمت قوات الشرطة المسجد، وألقت القبض عليه دون أن يرتدى حذاءه، بعد أنباء عن تنظيم أنصار جماعة الإخوان الإرهابية مظاهرة.

فوجئ «أحمد» الذى لا ينتمى لأى تيار سياسى، وحصل على البراءة فيما بعد من تهمة «الانضمام لجماعة الإخوان»، بترحيله لقسم أول المنصورة، حيث سمح له أحد أفراد الأمن بالمسجد بالمغادرة بعد تأكده من عدم صلته بالإخوان أو المظاهرات، قبل أن يحتجزه فرد أمن آخر، ويرحله مع آخرين إلى قسم أول المنصورة.

تحرر محضر، ونسب إلى «أحمد»، الحاصل على تقدير امتياز فى السنة الثانية من دراسته، وهى السنة التى تم القبض عليه فيها، حيازة «زجاجة خل»، واُتهم مع آخرين بـ«التظاهر، والشروع فى استخدام مفرقعات»، وأحيل إلى نيابة المنصورة، وهناك قرر وكيل النيابة إخلاء سبيله، لعدم ثبوت مشاركته فى أى أعمال عنف، أو مظاهرات، لكن ضابطا بقطاع الأمن الوطنى رفض، فجددت النيابة حبسه 15 يوماً، واستمر التجديد إلى أن أُحيل للمحاكمة أمام محكمة جنايات المنصورة، وصدر الحكم عليه بالسجن المشدد 10 سنوات فى 23 يونيو 2014.

وحسب تحقيقات النيابة، «أحمد»، لم يواجه تهمة بعينها، لكن تم الحكم عليه مع الآخرين على الشيوع بعقوبة قاسية، رغم اختلاف الأحراز، ومكان القبض، والتهم.

قدم «أحمد» مع آخرين طعنا على حكم الحبس 10 سنوات أمام محكمة النقص، وجاء فى مذكرة الطعن أن الحكم لم يوضح بيان الواقعة، أو الظروف التى تم القبض فيها على المتهم، واعتمد فقط على تحريات الأمن الوطنى، ورغم أن التهمة الموجهة للجميع واحدة، لكن المحكمة رفضت طعن «أحمد»، وقبلت طعن آخرين، فى إبريل 2015.

يقضى «أحمد» العائل الوحيد لأسرته حاليا فترة حبسه فى عنبر 23 بزنزانة 9 بسجن برج العرب شديد الحراسة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل