المحتوى الرئيسى

محلل الإخوان يعاود الظهور عبر بوابة المصالحة.. إبراهيم منير يطرح على الدولة فكرة التهدئة.. ويؤكد: الحل بأيدي حكماء الأمة .. وخبراء يرسمون سيناريو تخيلي حال نجاح الفكرة

11/19 22:44

لمّا ظهر الفريق عبدالفتاح السيسي على وسائل الإعلام المصرية والعالمية في أثناء فترات الدعاية لانتخابات الرئاسة عام 2014، بهدف تسويق نفسه سياسيا للمصريين، كان دائم التأكيد أنه لا وجود أو ذكر لجماعة الإخوان في عهده حال نجاحه.

وعلى ذات الوتيرة أكدت الجماعة أنها لا تصالح مع النظام الحالي أي كانت الدوافع أو المسببات، مؤكدة على لسان العديد من قيادتها، أنها ماضية في كفاحها ضده لحين عودة الشرعية من جديد، واستعادة الرئيس الأسبق محمد مرسي لعرشه المفقود، على حد زعمهم.

لكن بمجرد صعود عبدالفتاح السيسي لسدة الحكم، بدأت ملامح الكلام في أخذ منحنى مخالف لما كانت عليه سابقا، بعد ظهور العديد من المبادرات الداعمة لفكرة التصالح بين الطرفين، لكن تلك الدعوات لم يكتب لها أن تتبلور، لأجل الوصول للهدف المراد من إطلاقها.

تمكن الاعتقاد من كثيرين لدرجة بلغت حد اليقين، بأنها العلاقة بين الدولة وجماعة الإخوان هي علاقة طلاق بائن بالثلاثة، يحتاج إلى محلل لإصلاح ما أفسدته السياسة.

وفي مفاجأة من العيار الناري، تقمص القيادي الأخواني إبراهيم منير نائب المرشد العام للجماعة دور المحلل، عندما دعا ولأول مرة بصورة صريحة للتصالح مع النظام المصري الحالي، داعيا حكماء المصريين للتدخل، حتي يكتب لدعوته النجاح.

ورغم غموض الدعوة وتوقيتها، وعدم اتضاح موقف الدولة منها سواء بقبولها أو رفضها أو حتى تجاهلها، كان "للدستور" محاولة في رسم سيناريو تخيلي حال قبولها طلب الجماعة.

الباحث السياسي الدكتور رفعت سيد أحمد، قال إن الظروف الذاتية التي يمر بها الطرفين، لا تسمح بإتمام المصالحة بينهما، مضيفا أنها تحتاج على الأقل إلى عقد حتى تدخل حيز التنفيذ.

وأرجع "رفعت" سبب استبعاد هذا الطرح إلى حالة التناقض بين الطرفين، ففي حين يرغب النظام الحالي في إنهاء ظاهرة الإخوان بصورة نهائية، تتمسك الجماعة بشرط محاكمة السيسي ورفاقه لبدء التفاوض، على حد تعبيره.

وتابع: "الأسبوع الماضي حضر إبراهيم منير جلسة في مجلس العموم البريطاني، قدم خلالها قرابين المودة، عندما قال إن الجماعة ترحب بالعمل مع إسرائيل، ومؤكدًا في الوقت ذاته بأنها ستدعم حقوق الشواذ جنسيا، في تصريحات تخالف في سياقها نهج الإخوان".

وأشار إلى أن الجماعة تحاول تجاوز الواقع الحالي الذي تمر به بربط دعوة المصالحة بمثل تلك الأحاديث التي أطلقها منير.

وحول إذا ما تمت دعوة المصالحة بين الطرفين، بيّن أنها في تلك الحالة فإنها ستتم بين الدولة وقيادات الصف الثالث والرابع، الذين لم يثبت تورطهم في أعمال عنف.

الباحث في شئون الحركات الإسلامية الدكتور كمال حبيب، وصف دعوة إبراهيم منير بأنها الأولى من نوعها، التي تأتي على لسان أحد أعضاء الفصيل التنظيمي للإخوان، معتبرًا أنها محاولة لأجل العودة للمشهد السياسي من جديد.

وقال إن "السر في إطلاق تلك الدعوة عائد لأمرين، الأول يتمثل في محاولة مواجهة التنظيمات الأخرى المنتشرة داخل الجماعة، والتي تتمسك بالمواجهة مع الدولة، والسبب الثاني عائد إلى ما يتواتر عن نية الدولة تنفيذ أحكام الإعدام بحق قيادات الإخوان العام المقبل، وهو ما تحاول الجماعة إيقافه عبر طرح فكرة المصالحة".

وأضاف حبيب، أنه في حالة اتجاه النظام لقبول لفكرة المصالحة، فإنه سيتم وضع أجندة مصالحة، تتبين من خلالها الدولة أفكار الجماعة تجاه النظام السياسي الحالي، وكذلك موقفها من التيارات السياسية الأخرى.

وشدد على أنه في حال اطمئنان الدولة لنوايا الجماعة، فإنها ستفرج عن معتقلي الإخوان وخاصة المحبوسين احتياطيًا.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل