المحتوى الرئيسى

في الذكرى الخامسة لـ محمد محمود.. الحراك الثوري "أون لاين"

11/19 21:20

 من خلف شاشات إلكترونية جلس النشطاء يتذكرون ما حدث في مثل هذا اليوم منذ خمس سنوات، في شارع عيون الحرية "محمد محمود"، كل منهم يشارك بصورة تروي قصة دماء خضبت الأراضي ووارى أصحابها التراب، تشعل في نفوسهم الحنين لأيام الثورة . 

ذكرى تلو الذكرى وقد تلاشى الحراك الثوري، غابت الوجوه والقوى الثورية والشبابية من الميادين، واتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي، منبرا  يتنفسون  من خلاله بما تضج أفكارهم وأرائهم، يدعون عبر صفحاتها إلى النزول إلى الميادين أحيانا دون مجيب . 

انتقال الحراك الثوري من الميادين إلى ساحة " السوشيال ميديا"، أرجعه بعض من النشطاء ومن كانوا يوما يشعلون ذلك الحراك على الأرض، إلى ما وصفوه بـ "القمع" وملاحقاتهم أمنيا، فيما فسره سياسيون بأنه نتيجة المزاج العام للشعب المصري الذي بات ناقما وكارها للثورات ولكل احتجاج أو تظاهرات في الشارع .

الناشط الثوري كريم تركي، القيادي بحركة شباب 6 إبريل، قال إن تراجع الحراك الثوري في الشارع سببه الرئيسي، ما وصفه بـ "قمع النظام" لكل من يفكر في التظاهر أو يعترض على شيء، وبالتالي لم يعد في إمكان أحد النزول للشارع وإلا سيكون مصيره السجن .

وأضاف تركي، لـ "مصر العربية"، أن عدم وجود حراك ثوري لا يعني أن القوى الشبابية والثورية، رفعت راية الاستسلام، ولكنه حاليا في مرحلة التفكير ودراسة الوضع الراهن وكيفية العودة إلى الشارع مرة أخرى، لافتا إلى أنهم حاليا يعبرون عن آرائهم عن طريق "الفيسبوك".

وأشار، إلى أن دعوات النزول في 11/ 11 رغم الشبهات الكثيرة التي كانت تدور حولها، إلا أنها لم تحقق المردود منها فقط لأن الناس كانت تنتظر رؤية شخصيات وقوى سياسية في الشارع أولا قبل أن يفكر أحد من المواطنين في النزول.

وتابع: أن أغلب الشعب منشغل حاليا بلقمة العيش وغلاء الأسعار ونقص الأدوية، ولكن كل ذلك هو بمثابة الهدوء الذي  يسبق العاصفة، مشيرا إلى أنه رغم قلة أعداد من تبقى من القوى الثورية إلا أن الفرد الواحد فيهم بألف شخص بدليل أنهم صمدوا في عز قوة عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وقال شريف الروبي، القيادي بحركة شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، إن سبب تراجعهم عن الحراك الثوري في الشارع هو عدم رغبتهم في زيادة عدد المعتقليين والشباب المحبوسين،  مضيفا :" احنا في نظام بيقتل الناس علشان يبرر دمهم بمواجهة الإرهاب لبناء الدولة".

وأردف الروبي، أنه لا يريد تعليق ما وصفه بالفشل الثوري على جماعة الإخوان المسلمين، ولكن لطالما تتمسك الإخوان بالرئيس المعزول محمد مرسي فهي سببا في استمرار قمع النظام للشباب،  ومن يقع في المنتصف الشعب والقوى الشبابية والثورية  .

وألمح ، إلى أن بعض القوى الشبابية والثورية الرافضة للإخوان والعسكر تسعى حاليا لإيجاد بديل لنزول الشارع مرة أخرى بشكل مختلف تجمع المواطنين حولهم، لاسيما أن شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي وأرضيته تنهار، بحد قوله، مؤكدا أن "الفيسبوك" وحده لا يكفي لحشد الناس.

ورأى الروبي، أن عدم نزول الناس إلى الشارع سببه، عدم وجود احتكاك مباشر بينهم وبين القوى الشبابية،  مشيرا إلى أنه قبل 30 يونيو كان هذه القوى تنزل إلى الشوارع توزع منشورات وتدعوا المواطنين للنزول وجها لوجه وليس من خلال الدعوات الإلكترونية فقط.

وأكد، أن المرحلة الحالية تستوجب بناء جسد ثوري جديد، محذرا من أنه في الوقت الذي أعلنت بعض قيادات الإخوان استعدادها للتصالح مع النظام، إذا لم يستعب الشباب خطورة هذه المرحلة والتحم مع الشعب وبدء في بناء الجسر الثوري ستنهار الثورة ويعود نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك من جديد وسيكون الضحية القوى الثورية والشعب.

من جانبه وصف سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، المرحلة الحالية بـ  "البيات الثوري"،  مؤكدا  أن أي حديث عن عودة  حراك ثوري في الشارع مرة أخرى ما هو إلا أوهام تختلقها هذه القوى سواء الثورية أو جماعة الإخوان، لأنها لا تجيد قراءة المزاج العام للشعب المصري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل