المحتوى الرئيسى

سجن جماعي.. من يملك مفتاح التحرير؟

11/19 17:23

كل منا لديه سجن، يبقى أسيره فترة من الزمن، كل منا هناك قوة تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، بداخل كل إنسان سجن، يحبس نفسه فيه، قد تكون مدة الحبس طويلة، وقد تكون قصيرة، وقد تكون أبدية، تستمر معه طوال عمره وحياته.

بعيداً عن القيود والحدود التي شرعها الله لنا، والتي يلتزم كل شخص بها أياً كانت ديانته، خلق الإنسان لنفسه قيوداً أخرى.

هناك أشخاص مأسورون داخل سجن "الجبن"، وآخرون مأسورون داخل سجن "حب ضائع"، وآخرون في سجن "الماضي" وغيرهم في سجن "الفقد"، وهناك سجون كثيرة لا يمكن حصرها، مثل سجن الغدر، والخيانة، والمرض، والفقر والحسد..

مدة بقائك في هذا السجن تحددها "قراراتك وأفعالك الخاطئة"، تعيش داخل سجنك وتدفع فيه ثمناً غالياً من حياتك وسعادتك وتفكيرك، وتستمر في الانتقال من خطأ إلى آخر؛ لأن كل قرار تأخذه تأخذه وأنت قابع في ظلمة سجنك، ويكون اختيارك الخاطئ هو قاضيك الذي يحكم عليه بالمدة التي تعيشها في السجن في مؤبد أو..

حاول أن تتحسس النور، لا تتعجل القرار والاختيار وأنت في قاع زنزانتك الظلماء السوداء، كلما اقتربت من الضياء ستحتاج إلى بعض القوة لتفتح عينيك وتواجه العالم، من الممكن أن تبتعد قليلاً ولكن لا تيأس، قف قليلاً.. ثم تقدم بقوة أكبر بعدها.

مقاومة الضوء ومواجهة العالم تحدٍّ واختبار يجب أن تجتازه، من الممكن ألا يحالفك الحظ من أول، مرة لا تيأس.. لملم شعث نفسك، وانهض وقاوم مرة أخرى، المرة تلو المرة ستكون أقوى، اخترق العالم بكل قوتك النفسية والعقلية، اقترب من الوجود، تحسس ندباتهم في قلبك، لا بأس، من المؤكد أنه لن تشفى تماماً وستبقى علامة تتحسسها كل حين لتشعر بالتجربة، ولكنها لا تؤلم الآن.. مجرد ندبة على جبين الحياة، وقتها فكر، قرر، افعل شيئاً يخرجك مما أنت فيه، خذ كل الأسباب التي تجعل قرارك صحيحاً.

صحة القرار لا تعني أنه الأفضل، ولكنه الأنسب للوقت الحالي.

كسّر قيودك قيداً قيداً، حطِّم جدران زنزانتك طوبةً طوبةً، سِر باتجاه الضوء خطوةً خطوةً، وقتها فقط، ستحرر من سجنك وسجّانك، انطلق واحذر أن تؤسر مرة أخرى.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل