المحتوى الرئيسى

نماذج من العنصرية اللبنانية المقيتة تجاه السوريين

11/19 12:51

لسنوات، ومنذ انطلاق موجة النزوح السوري إلى لبنان مع بداية الحرب، تجلّت العنصرية اللبنانية في أكثر من موقف تجاه السوريين. من اليافطات التي تطالبهم بعدم التجوّل بعد السادسة مساءً في عدد من المناطق، إلى عبارات وأوصاف مهينة لهم ينشرها العديد من اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت حجّة أنّ السوريين لم يتركوا للبنانيين مكاناً في بلدهم... إلى السياسيين الذين يتمادون في خطاباتهم بعنصريّة استثنائيّة، بذريعة الخوف على البلد من التوطين.

ليس مستغرباً أن يصنف لبنان في العام 2015 في المركز الثاني عالمياً والأوّل عربياً بين الدول الأكثر عنصرية في العالم، بحسب استطلاع رأي أجراه موقع "إنسايدر مونكي" الأمريكي.

شاشة الـ"أو.تي.في" OTV اللبنانيّة، قررت أن تظهر أخيراً أعلى درجات العنصرية والعنجهية تجاه السوريين في لبنان بمشهد أرادته مضحكاً فأتى مبكياً ومخزياً. الحلقة الأولى من برنامج "هدي قلبك" انتهت بـ"مقلب" نفّذه مقدم البرنامج على عامل سوريّ في حلبة كارتينغ، ليطلب منه أوراقه الثبوتية بعد أن نصب حاجزاً وهمياً، ويصرخ عليه طالباً منه الركوع على الأرض أمامه وخلع ملابسه، متفنناً في إذلاله بطرق مختلفة، كأن يسخر من ملابسه الداخلية، ويعلق فيها علماً أحمر، ويحمّل الشاب العاجز عن المقاومة يافطة ويطلب منه السير بها... سرعان ما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقاد اللاذع لمضمون المقلب المهين، لتتردد معلومات حول اتفاق مسبق بين معدّ البرنامج والعامل السوريّ، وهي حجة، لو كانت صحيحة، "أقبح من ذنب" ارتكبته الشاشة البرتقالية من خلال عرضها مشهداً عنصرياً إلى هذا الحد.

تلا الحادثة أيضاً انتشار فيديو من دقيقتين لعدد من الفتيات في إحدى الجامعات اللبنانية وهنّ يجبن بالفرنسيّة على سؤال إن كنّ يقبلن مواعدة شابٍ سوريّ. واختصاراً للحالة العنصريّة الطاغية، يختم الفيديو بإجابة فاضحة "لا أظنّ أن هناك فتاة لبنانية تقبل أن تواعد شاباً سورياً، إلّا اذا كان لا يشبههم ولا يتحدث بلهجتهم". اللهجة نفسها التي أحبها اللبنانيون وتعلقوا بها من خلال الأعمال الدرامية السورية التي تتهافت الشاشات اللبنانية على شرائها وعرضها.

لطالما وقعت البرامج الكوميديا اللبنانية في مطبّ العنصريّة والتجريح، وتجلّى ذلك بوضوح في برنامج "ما في مثلو" على شاشة "ام. تي. في" MTV، الذي عرض في العام 2013 مشهداً تمثيلياً يظهر والدة لبنانية تتحدث مع ابنها طوال الوقت باللغة الفرنسية، قبل أن فوجئت بأنّه يتحدث باللهجة السورية وبأنّ رفاقه على مقاعد الدراسة سوريّون. حمل المشهد "الكوميديّ" ما هو أبعد من العنصرية، وأظهر كراهيةً واحتقاراً واضحين للاجئين.

هل فضحت الحرب السوريّة العنصرية اللبنانية التي كانت مخفية أمّ أنّ الحالة السياسية والإعلامية في البلاد هي التي فرضت هذا الواقع؟ ففي السنوات الماضية، وقع الإعلام اللبنانيّ مراراً وتكراراً في مطبّ العنصرية والإهانة والتجريح للاجئين.

شارك غردعندما "يبدع" اللبنانيون في عنصريتهم

عندما تكثفت موجة النزوح السوري إلى لبنان عام 2013، ظهرت محاولات عدة من الإعلام اللبنانيّ لتصوير اللاجئين على أنهم قادمون لتخريب البلاد. وقرر الموقع الإلكتروني لصحيفة "النهار" أن يصوّر تقريراً من ثلاث دقائق يستطلع خلاله رأي الشارع اللبنانيّ في مسألة النزوح السوريّ "المرعب". حتى ولو كانت الصحيفة تحاول بتقريرها نقل المشهد اللبناني على الأرض، فقد ساهمت في بث لهجة عنصريّة تحريضية لاقت استياء الكثيرين، لتدارك خطأها سريعاً وتحذف التقرير.

تدارك الصحيفة خطأها في المرّة الأولى، لم يمنعها من ارتكاب خطأ أكبر لاحقاً. لتنشر بتاريخ 6 يناير 2015، مقالاً يحمل عنوان "الحمرا ما عادت لبنانية... التوسّع السوري غيّر هويّتها"، يتحدث عن أن كثرة اللاجئين السوريين في شارع الحمرا في بيروت الذي يكتظ بالأسواق والمطاعم والسيّاح، حوّلت الشارع إلى منطقة "سوداء". تعرضت الصحيفة وكاتب المقال حينها لموجة انتقادات عنيفة وصفتهما بالعنصريين والمحرضين، خاصةً أنها قدمت نموذجاً بعيداً عن الواقع، يتناسى روحيّة الشارع البيروتي الذي يتميّز بتنوعه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل