المحتوى الرئيسى

متحف إسطنبول للألعاب.. تعليم وترفيه وحنين

11/19 04:22

وقال الشاب الصيني إن المتحف أتاح له فرصة التعرف على وجوه جديدة من الدمى، لكن ما هو أهم من ذلك -كما أكد للجزيرة نت- أنه أمضى وقتا جميلا مع شخصياته التي كانت تملأ عليه حياته وتشاركه أيام الطفولة بما فيها من ذكريات.

ويعد متحف إسطنبول للألعاب ثمرة لجهود كبيرة بذلها الكاتب والشاعر التركي سوناي أكين الذي حقق حلمه بتخصيص بناء يجمع فيه الأطفال بدماهم المفضلة، ويعيد فيه البالغين من أمثال جين إلى ذكريات الطفولة، فضلا عن قيمته التعليمية كما هو حال المتاحف.

وتبدأ رحلة الزائر للمتحف من مدخله الضيق الذي يحيط به حارسان ضخمان من الدمى المعدنية وهما يرتديان ثياب الحرس التركي التقليدية الحمراء وكأنهما يرحبان بالزائر باعتباره ضيف شرف.

وإلى جوار الحارسين يمكن رؤية "جحا" وهو يتسلل جالسا بالمقلوب على ظهر حماره المبتسم نحو فناء خلفي للمتحف فيه لعبة شطرنج ضخمة مكتملة الحجارة والبيادق وتزيد أبعاد رقعتها المربعة على المترين.

يقدم المتحف -كما قال أحد المشرفين فيه للجزيرة نت- وجبة دسمة من المعلومات للزوار، فهو يطلعهم على حقب مهمة من التاريخ الإنساني بأسلوب التجسيد والرواية بالدمى لتثير فضول الأطفال وتحفزهم على الاطلاع على حكايتها والتعرف إليها بالأبعاد الثلاثية.

ففي زوايا المتحف تشاهد دمى ومجسمات لحروب ومعارك طاحنة تجسد بعضها وقائع حقيقية وثقها التاريخ، كثورات الهنود الحمر في وجه المستعمر الأبيض للقارة الأميركية، ومعركة غاليبولي الشهيرة بين العثمانيين ودول التحالف في الحرب العالمية الأولى.

وعبر الدمى يقدم المتحف صورا للباس الجنود الإنجليز والفرنسيين والطليان واليابانيين وعتادهم وأسلحتهم، وبإمعان النظر جيدا يمكن رؤية الزعيم الألماني أدولف هتلر يخطب في جنوده بالميدان تحت خفق الألوية النازية.

ويروي المتحف قصة الثورة الصناعية عبر عشرات الألعاب التي اتخذت أشكال الهواتف والآلات الموسيقية والقطارات والحافلات والسفن والسيارات القديمة وحتى أثاث المنازل ومعدات إعداد الطعام التي استخدمت في حقب مختلفة.

ويضم المتحف ألعابا لشخصيات كرتونية ذاع صيتها في العقود الأخيرة، مثل "ميكي ماوس" وعائلته، و"نقار الخشب" المشاكس، و"سبايدر مان"، والخارق "سوبر مان"، ومحبوب الجماهير الفأر "جيري" وغريمه الشهير القط "توم"، إضافة للبحار "باباي" الذي يغيب عنه خصمه "بلوتو" ورفيقته "زيتونة".

ويضم دمى أخرى من الواضح أن صيتها قد ذاع في السنوات القليلة الماضية، لكن الزائر بحاجة إلى مرافقة خبراء من الأطفال ليعرفوه إليها.

ووفقا للمشرفين في المتحف، فإن بعض الدمى قد مضى على صنعها نحو قرنين من الزمن، حيث أمضى مؤسس المتحف سوناي أكين -وهو من مدينة طرابزون- عشرين عاما لجمعها من أربعين دولة حول العالم.

ويؤكدون أن قيمة المتحف تجاوزت البعد المكاني بعدما قام بأداء دور النواة لتأسيس اتحاد متاحف دمى الأطفال الذي عقد اجتماعه التأسيسي في المتحف عام 2012.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل