المحتوى الرئيسى

بِاسْم الدين أو خوفاً من الهزيمة تخلى آلاف عن حياتهم.. إليك أشهر 10 حوادث انتحار جماعي في التاريخ

11/18 20:01

عندما تضيق الدنيا بأحدهم وتتعقد أموره، يفضل أحياناً الهرب منها عبر الإقدام على الانتحار، وهذا أمر ربما صادفناه في حياتنا، لكننا نستغرب كثيراً عندما نرى أكثر من شخص أقدموا على ذلك معاً.

إلا أنه وعلى مر التاريخ وقعت حوادث انتحار جماعية عديدة لأسباب مختلفة بعضها لمعتقدات دينية، وأخرى هرباً من جحيم الاستعباد والاحتلال، فيما وقعت بعضها هرباً من انتهاكات المحتلين.

ويصادف يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الذكرى الـ38 لواحدة من كبرى عمليات الانتحار الجماعي في التاريخ، والتي وقعت في مدينة جونز تاون بالولايات المتحدة، ونتج عنها موت أكثر من 909 أشخاص، بينهم أكثر من 304 قصّر منتحرين.

وأطلقت جماعة جيم جونز (طائفة بروتستانتية متطرفة تأسست في كاليفورنيا وصل أعضائها لـ30 ألفاً) على هذا الانتحار الذي أقدموا عليه "الانتحار الثوري"، حيث قاموا بتناول عصير العنب مخلوطاً بمادة السيانيد السامة، فيما حقنوا الصغار بالمادة السامة ليموتوا، في حدث سُجل على شريط صوتي.

وكان من بين المُقدِمين على الانتحار عضو الكونغرس ليو رايان، وهو الأول من أعضاء الكونغرس الذين يموتون أثناء تأدية عملهم، فيما كان هذا الانتحار دعماً للاشتراكية ورفضاً للرأسمالية.

لكن هذا الانتحار لم يكن الوحيد الذي يقدم عليه عشرات الأشخاص مرة واحدة، وهنا نقدم إليك كبرى عمليات الانتحار الجماعي التي شهدها التاريخ:

بدلاً من استسلامهم وسيطرة العدو على ممتلكاتهم ونهبهم أقدم المئات من الليتوانيين على الانتحار الجماعي خلال القرون الوسطى.

فبحلول عام 1336، وقعت واحدة من أضخم حالات الانتحار الجماعي في التاريخ، بليتوانيا (إحدى دول الاتحاد الأوروبي حالياً) ، حيث انتحر ما يقرب من 4 آلاف شخص.

فكانت جنود تيوتوني (طائفة عسكرية مسيحيّة ألمانية) تتقدم باتجاه ليتوانيا لاحتلالها، إلا أن سكان المدينة أدركوا أنهم لن يتمكنوا من الدفاع عن مدينتهم والصمود فترة طويلة، فقرروا حرق ممتلكاتهم وحرق قلعة المدينة بهم بدلاً من الاستسلام للعدو.

2- انتحار مزارعي القطن بالهند

كما تزايدت معدلات الانتحار بين مزارعي القطن في الهند كل عام، ففي 15 أبريل/نيسان 2009 أقدم أكثر من 1500 مزارع بولاية شهاتيسغار الهندية على الانتحار الجماعي بعد فشل زراعتهم لمحصول القطن، بسبب انخفاض مستويات المياه ونقص الأمطار، وعدم تمكنهم من سداد ديونهم التي اقترضوها ليتمكنوا من الزراعة.

وفي 2007، انتحر نحو 206 مزارعين هنديين بولاية شهاتيسغار أيضاً للسبب ذاته، كما لفتت صحيفة Independent، إلى أنه يتم تسجيل حالات انتحار عدة كل عام في الولايات الهندية بسبب الديون والظروف الاقتصادية التي يعانيها المواطنون.

كما أن أغلب حالات الانتحار تلك استخدم الضحايا بها المبيدات الحشرية للانتحار لتسميم أنفسهم، بعد وقوعهم تحت طائلة الديون الكثيرة التي لا يستطيعون سدادها، وتؤكد تصريحات اتحاد الفلاحين أن 3 مزارعين ينتحرون يومياً بمعدل حالة كل 8 ساعات.

3- فضلوا الانتحار على الأَسْر

خلال الحرب العالمية الثانية، اشتد القتال بين القوات الأميركية واليابانية للاستيلاء على جزيرة "سايبان" (انضمت إلى الولايات المتحدة فيما بعد)، حيث استمرت المعارك نحو شهر خسر فيها الطرفان آلاف الجنود وضعفت قوة اليابانيين، فيما اضطر المواطنون المدنيون اليابانيون إلى حمل السلاح والقتال.

إلا أنه في يونيو/حزيران 1944 وبعد اشتداد المعارك، أعطى الإمبراطور الياباني أوامره لجميع اليابانيين بقتل أنفسهم بدلاً من الاستسلام، فعلى الرغم من أن الأميركيين استخدموا مكبرات الصوت للإعلان عن السماح بتقديم الطعام وفتح ممرات آمنة لمن يريد الخروج فإن الخوف سيطر على اليابانيين وفضّلوا الانصياع لأوامر إمبراطورهم.

وقد انتحر ما يقرب من 1000 شخص بإلقاء أنفسهم في الهاوية، والتي تُعرف الآن باسم "الهاوية الانتحارية".

وفي 14 سبتمبر/أيلول 1906، بمدينة دينباسار في بالي بإندونيسيا، قام الشعب البالي بمراسم انتحار جماعي تُعرف باسم"البوبوتان" تجنباً لاستعبادهم من قبل الهولنديين.

و"بوبوتان" هو مصطلح يعني القيام بطقوس انتحار جماعي بدلاً من الخضوع لذل الاستسلام للعدو.

فيما قام المواطنون في بالي البوبوتان، وأميرهم "راجا" بارتداء الملابس البيضاء التقليدية، التي يرتدونها أثناء حرق الجثث، وقاموا بحرق كل ما هو ثمين بالمدينة، ثم سار الجميع من أطفال ونساء ورجال وكهنة باتجاه القوات الهولندية المعتدية التي أرادت اقتحام قصر الحكم.

وعندما اقترب الباليون من القوات الهولندية وكانوا على بُعد نظرهم، قام الكاهن بغرس الخنجر في قلب "راجا"، كعلامة لبدء مراسم "البوبوتان"، ثم بدأ الجميع بقتل بعضهم بعضاً.

وقد انتحر في ذلك اليوم نحو 1000 شخص، وإلى الآن يتم تعليم الأطفال بمدينة بالي "البوبوتان" ويحتفلون به ويُعيدون تمثيل أحداثه بالشارع.

تُعد حادثة الانتحار الجماعي التي قامت بها جالية يهودية في القرن الأول الميلادي واحدة من أضخم حالات الانتحار الجماعي في التاريخ.

ففي عام 73م، قرر 960 شخصاً، من بينهم نساء، من أعضاء الجالية اليهودية "سيكاري" (الاتجاه الأصولي السياسي لليهودية) الانتحار، بعد ظهور بدايات فشلهم في الدفاع عن منطقة مستادا (تعرف بـ"مساعدة"، و"مسادا") ضد الرومان، التي كانوا قد احتلوها من الجيش الروماني عقب الثورة اليهودية الكبرى بفترة قليلة.

كانت تلك الجالية اليهودية "سيكاري" تسكن منطقة هضبة مسعدة -تعرف بـ"مسادا"- (تقع في فلسطين المحتلة وتطل على البحر الميت)، فبعدما قرروا الانتحار الجماعي، حاصروا أنفسهم فوق هضبة "مسعدة" حيث لا يوجد مكان أو وقت للهروب، وبدأ الرجال بقتل أسرهم وتدمير ممتلكاتهم بشكل كامل وبدؤوا بقتل بعضهم بعضاً.

إلا أن العلماء حديثاً أكدوا أنه لا يوجد تصور دقيق حول حادثة الانتحار الجماعي تلك، إلا أنها تبقى واحدة من أضخم حالات الانتحار الجماعي في التاريخ، وبعدها تحولت "مسعدة" عند اليهود إلى رمز بقائهم أحراراً في وطنهم، حسب اعتقادهم.

كما يُعد ما أقدم عليه مواطنو مدينة دمين الألمانية واحدة من أكبر حوادث الانتحار الجماعي في التاريخ؛ وذلك هرباً من جرائم الجنود الحمر بالجيش السوفييتي الذين ارتكبوا جرائم نهب وقتل وسرقة واغتصاب لسيدات المدينة.

وعلى الرغم من أن المواطنين بالمدينة لم ينتحروا في نفس التوقيت وبالأسلوب ذاته؛ فإنهم أقدموا على ذلك الفعل للسبب نفسه، ما جعله بمثابة "انتحار جماعي".

ففي ربيع عام 1945 إبان نهاية الحرب العالمية الثانية، أقدم نحو 900 شخص من مواطني بلدة دمين بألمانيا على الانتحار، إذ قام البعض بإطلاق الأعيرة النارية على أنفسهم، وآخرون قطعوا شرايينهم بشيفرات الحلاقة، وتناول آخرون السم، بينما قام نفر آخرون بشنق أنفسهم أو إغراق أنفسهم في الأنهار.

كما قامت الأمهات بقتل أطفالهن قبل أن يقتلن أنفسهن، وعمدت البعض منهن إلى ربط أنفسهن وأطفالهن بالحجارة والدخول في عمق النهر حتى يغرقوا جميعاً.

إلا أن عدداً من محاولات الانتحار تلك باءت بالفشل؛ فجرعات السم التي كانت قادرة على قتل الأطفال لم تقتل الأمهات، كما عجزت بعض الأمهات عن إغراق أنفسهن بعدما أغرقن أطفالهن.

وعقب تلك الأحداث، قامت الحكومة الشيوعية بألمانيا بتحريم الانتحار، وتم دفن من قتلوا أنفسهم في مقابر جماعية.

7- طائفة دينية تنتحر في أوغندا

في 18 مارس/آذار 2000، انتحر ما يقرب من 800 شخص بشكل جماعي في أوغندا بإفريقيا ممن ينتمون للجماعة الدينية "الوصايا العشر".

وقد انتحر 530 شخصاً منهم جماعياً داخل كنيسة بالقرب من العاصمة الأوغندية كمبالا بعدما أغلقوها على أنفسهم وأضرموا بها النيران، بينما قضى الآخرون حتفهم طعناً وخنقاً وبعضهم انتحر متسمماً.

تلك الجماعة التي تحمل اسم "الوصايا العشر" انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية "من أجل استعادة الوصايا العشر من الله"، وتمكنوا من ضم نحو 5 آلاف عضو بها، واعتقدوا أن 17 مارس 2000 هو نهاية للعالم، لذلك أقدموا على الانتحار جماعة.

الطب الشرعي بأوغندا لم يتمكن من تحديد عدد المنتحرين بدقة، لا سيما أن عدداً من الجثث تفحم بشكل كامل تحت الرماد، كما لم يتم التعرف على الكثير منهم؛ إلا أنه من المؤكد أنه كان من بينهم نساء وأطفال.

أقدم 74 شخصاً من أعضاء جماعة أُطلق عليها طائفة "معبد الشمس" في سويسرا وكندا على الانتحار الجماعي بين عامي 1994 و1997؛ لاعتقادهم أن موتهم سيكون للهروب من "النفاق والظلم بالعالم".

طائفة معبد الشمس أُسست على يد جوزيف دي مامبرو بحلول 1984 في سويسرا وكندا، بسبب اعتقاد أن الأرض ستواجه كارثة عالمية بحلول 1990، وأنه بعد موتهم سيتحولون إلى نجوم في السماء.

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول 1994، قام 53 شخصاً بالانتحار الجماعي، كما حرقوا منازلهم، وبعد ذلك بعام واحد قتل 16 عضواً أنفسهم ولحق بهم 5 آخرون بحلول مارس/آذار 1997. هؤلاء جميعاً انتحروا بوسائل عدة، فمنهم من شنق نفسه، أو تناول السم، بينما أطلق البعض الرصاص على نفسه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل