''غرباء كُليةً''.. هاتفك المحمول قد يدمر حياتك

في الألفية الجديدة بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثة السريعة مثل واتساب وفيسبوك وغيرهم، أصبحت الهواتف المحمولة الصندوق الأسود المليء بالخبايا، وإذا انكشفت أمام الاخرين قد يشعرون بأنهم لا يعرفون بعض، وأنهم محاطين بمجموعة من الغرباء، وهذا ما يحدث في الفيلم الإيطالي "غرباء كُلّيةً" أو "Perfect Strangers" المعروض في المسابقة الرسمية بالدروة الثامنة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

تدور 95 % من أحداث الفيلم داخل منزل زوجين اجتمعا باصدقائهما في إجازة أخر الاسبوع لكي يتذكرا الأيام الخوالي، زوجين اخرين وصديق جاء بمفرده معللا ذلك بأن حبيبته مصابة بحمى، وفور وصول الجميع يجلسون جميعا على الطاولة لتناول العشاء، تقترح واحدة منهم أن يلعبوا لعبة جديدة تعتمد على قراءة أي رسالة والرد على المكالمات عن طريق مكبر الصوت، لتنكشف الأسرار ويعرف كل منهم أشياء لم يتوقعها أبدا عن غيره، وتظهر حقائق لم يعرفها سوى الجمهور المتابع لأحداث الفيلم في 97 دقيقة هي مدة عرضه.

يتحول العشاء المكون من قائمة كبيرة من أشهى الأطعمة، والممزوج بالنكات والطرفات التي تنم عن صداقة قوية وعلاقة متينة بدأت منذ سنوات طويلة، إلى ساحة معركة بين زوجين اكتشف أحدهم أنه يخون الاخر، وتعلم زوجة اخرى تعمل كطبيبة نفسية أن زوجها يتردد على طبيب نفسي لعلاج مشاكله للحفاظ على زواجه بها، وتفاقمت الأزمة عندما علموا أن أحدهم شاذ جنسيا.

ظهرت سلاسة الحوار وبساطته خلال الأحداث، فتبادل الأبطال الجمل والكلمات وأكمل كل منهم الاخر، ولم تخلو لحظة واحدة، حتى اللحظات الأكثر درامية، من نظرة أو كلمة تثير الضحك، وظهر ذلك على أغلب المتواجدين في المسرح الكبير بدار الأوبرا، الذين ضحكوا بشدة وصفقوا لدقيقة تقريبا بعد انتهاء الاحداث.

واعتمد الفيلم على التصوير الداخلي واللقطات القريبة، والتي بدت مناسبة جدا لفكرته، ومتماشية مع مبدأ الاسرار والمفاجأت، واستطاعت الموسيقي التصويرية التي اعتمدت بشكل شبه كلي على البيانو التعبير عن الفكرة ونقل الشعور بالإثارة وصعود وهبوط نفسية الممثلين.