المحتوى الرئيسى

صحف ألمانية: إنجازات أوباما لم ترقَ لتطلعاته

11/18 16:21

يجتمع القادة الاوروبيون الرئيسيون الجمعة نوفمبر/تشرين الثاني 2016 في برلين للقاء أخير مع باراك أوباما، آملين في الحصول على تطمينات حول القفزة في المجهول التي تمثلها رئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة بالنسبة لأوروبا والعالم.

ويلتقي الرئيس الأميركي في ختام زيارته الأوربية، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ورؤساء وزراء بريطانيا تيريزا ماي وإسبانيا ماريانو راخوي وإيطاليا ماتيو رنزي، للمرة الأخيرة قبل رحيله من البيت الأبيض.

الصحف الألمانية ركزت في معرض تعليقاتها على علاقة الصداقة بين الرئيس الأمريكي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وسلطت الضوء على إرثه في السياسية الخارجية.

صحيفة "شفيبيشه تسايتونغ" كتبت في تعليقها على الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته:

"الكثيرون في أوروبا يتعاطفون مع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته. فهو سياسي حماسي له كاريزما خاصة ولغته الخطابية ساحرة ورائعة. وهو ما أثبته مرة أخرى في لقائه الأخير مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. ولكن ما الذي حققه أوباما على أرض الواقع في السياسة الخارجية؟  لقد سمح بالتجسس على حلفائه، قام بتوسيع نطاق الحرب بواسطة الطائرات بدون طيار وترك الأسد يستمر على رأس السلطة في سوريا. ولكن حتى لا يكون هناك انطباع خاطئ بأن أوباما كان رئيسا سيئا. لقد اتفق مع روسيا على تأمين الأسلحة النووية. وبفضل جهوده في الإقناع، تم التوصل أيضا إلى اتفاق نووي مع إيران. ولكن إنجازاته على أرض الواقع لم ترق لتطلعاته".

وأما صحيفة " فرانكفوتر ألغماينه تسايتونغ" فركزت على التخوفات الأوروبية من خليفة أوباما:

"زيارة وداع أوباما قد تكون مصحوبة ببعض الحزن. ولكن علينا النظر إلى المستقبل: ما مدى أهمية العلاقة الألمانية الأمريكية بالنسبة لخليفة أوباما، التي أصبحت محورية في العلاقات الأوربية الأطلسية؟ أم أنه سيبحث عن شريك مفضل آخر؟ كيف ستكون سياسة دونالد ترامب تجاه الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي، الذي قلل من شأنه بتصريحاته المهينة ؟ (...) بالرغم من أن الغالبية العظمى من الألمان لديه نظرة سلبية عن خليفة أوباما، ولكن ذلك لا ينبغي أن يعكس بالضرورة مستقبل العلاقات مع أمريكا. علينا أن نفكر أكثر في كيفية التأثير على الرجل الأول في البيت الأبيض".

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تستقبل الرئيس الأمريكي في آخر زيارة رسمية له لألمانيا.

من جهتها علقت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" على زيارة أوباما الرسيمة السابعة والأخيرة لألمانيا:

"الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقوم بعمل كل ما بوسعه مع نهاية فترة حكمه. يشيد بالديمقراطية، يمدح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. والرئيس الـ44 للولايات المتحدة لا يتوقف أيضا عن تأكيد أن الوضع لن يكون أسوأ في ظل الرئيس الـ45. ولكن عند سماع الأخبار يأمل المرء في أن تجتمع القوى التقدمية على جانبي المحيط الأطلسي، ليس فقط للوقوف ضد الديماغوجي من نيويورك، بل لجعله أيضا شخصا يمكن التخلي عنه عبر الخيارات السياسية الصحيحة. غير أن الأمل وحده لايكفي. ففي الولايات المتحدة الأمريكية قد يحتاج الديمقراطيين لوقت طويل من أجل التعافي من هذه الهزيمة. أوروبا الآن للأسف في حالة سيئة جدا ومشغولة جدا بمشاكلها الخاصة. وهكذا يتولد الانطباع بأن جولة وداع أوباما، هي مجرد حفل صاخب، يحاول فيه المحتفلون طرد مخاوفهم".

بدورها ركزت صحيفة "شتراوبينغر تاغبلات" على التخوفات الأوروبية من خليفة أوباما، حيث كتبت:

"إنها بمثابة مأساة أن تكون مهمته الأساسية في نهاية رئاسته، هي تبديد مخاوف الحكومات الأوروبية من خليفته الجمهوري دونالد ترامب. أوباما لم يعد يثير موجات الحماس منذ فترة طويلة. بل يترك وراءه بالأحرى شعورا بعدم الارتياح، بأن العالم سيفتقده في الأربع سنوات المقبلة. وذلك على الرغم من كل شيء ".

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل استقبلت الرئيس الأمريكي الخميس نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 في مكتب المستشارية في آخر زيارة رسمية له، قبل أن يخلفه الجمهوري دونالد ترامب على رأس الإدارة الأمريكية.

بعد وصول الرئيس الأمريكي لبرلين توجه مباشرة إلى فندق أدلون الفخم. هناك التقى الرئيس الأمريكي مع نظيرته الألمانية في جلسة عشاء لأكثر من ثلاث ساعات بعيداً عن الأجواء الرسمية.

في أبريل/ نيسان 2016 كانت آخر زيارة لأوباما إلى ألمانيا. عندها أشاد الرئيس الأمريكي بسياسية " الأبواب المفتوحة" للمستشارة بشأن أزمة اللاجئين. في كلمة مؤثرة خلال زيارته لمعرض هانوفر شدد الرئيس الأمريكي على أن ميركل مثال يحتذى به في الدفاع عن القيم الإنسانية وأهمية مساعدة المحتاجين.

في يونيو/ حزيران 2015 تعرف أوباما على الحفاوة البافارية، وذلك في إطار مشاركته في قمة مجوعة السبعة الكبار . بعيداً عن الرسميات ذهب أوباما للتسوق في بلدة كرون مع المستشارة ميركل. وبدا أوباما مستمتعا بالأجواء البافارية، بما فيها البيرة والمأكولات والأزياء التقليدية المحلية.

في يونيو/ حزيران 2013 ألقى الرئيس الأمريكي خطاباً أمام بوابة براندنبورغ في العاصمة برلين. كانت تلك أول زيارة لأوباما بعد إعادة انتخابه. أوباما وميركل أظهرا وحدتهما بعد توتر العلاقات بين البلدين على خلفية المعلومات التي كشف عنها العميل السابق في المخابرات الأمريكية، إدوارد سنودن، بخصوص التجسس الأمريكي على "حليفه الأوروبي".

في يونيو/ حزيران 2009 زار باراك أوباما النصب التذكاري للمحرقة في بوخينفالد بالقرب من مدينة فايمار الألمانية. هذا الظهور لم يكن على غرار أي ظهور مرح معتاد للرئيس الأمريكي. زيارة نصب المحرقة زعزعت مشاعر أوباما، كما صرح لاحقاً.

في أبريل/ نيسان 2009، وفي نهاية مؤتمر صحفي مع ميركل، أوباما يقول شكراً باللغة الألمانية ويتأسف أن ألمانيته ليست جيدة مثل إنجليزية ميركل، التي تفاجأت بملاحظة الرئيس الأمريكي. كان ذلك أثناء أول زيارة لباراك أوباما بعد فوزه لمنصب الرئاسة. وكانت تلك بداية علاقة الصداقة بين قادة البلدين.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل