المحتوى الرئيسى

نقل رفات دكتاتور الفلبين ماركوس إلى "مقبرة الأبطال"

11/18 17:13

فوجئ الفلبينيون اليوم الجمعة بنقل رفات الدكتاتور الفلبيني السابق فرديناند ماركوس إلى مقبرة الأبطال، بعد 27 عاما من وفاته في الولايات المتحدة، في خطوة أثارت احتجاجات غاضبة.

وتنفيذا لوعد انتخابي للرئيس الفلبيني الحالي رودريغو دوتيرتي، دفن ماركوس الجمعة بعد مراسم عسكرية تكريمية أحيطت بإجراءات أمنية مكثفة في المقبرة المخصصة لـ"أبطال الأمة".

ونقل رفات ماركوس إلى العاصمة مانيلا في تكتم شديد بهدف تجنب المظاهرات على ما يبدو، وبدأت المراسم بإطلاق 21 طلقة مدفعية تكريما لجثمانه الذي كان موضوعا في نعش ملفوف بعلم البلاد في مقبرة الأبطال بضاحية تاجويج في العاصمة مانيلا، بينما كان جنود يقفون في حالة استعداد.

ونشرت إيمي ابنة ماركوس فيديو للموكب داخل المقبرة، وحضرت أرملته إيميلدا ماركوس عضو الكونغرس الفلبيني وأبناؤهما وأحفادهما المراسم التي استمرت ساعة واحدة وكانت سرية.

ولم تعلن الشرطة عن دفن ماركوس اليوم الجمعة إلا بعد بدء المراسم ونشر آلاف من رجال شرطة مكافحة الشغب حول المقبرة، لكن لم يكن هناك أي متظاهر، ومُنع الصحافيون الذين هرعوا إلى المكان من دخول المقبرة.

وكانت المحكمة العليا وافقت الأسبوع الماضي على قرار الرئيس رودريغو دوتيرتي بنقل رفات ماركوس إلى "مقبرة الأبطال"، مما فاجأ المعارضين الذين كانوا قد قرروا التظاهر. 

وأثار قرار دفن رجل مانيلا القوي السابق في مقبرة الأبطال غضب معارضي نظامه الذين رأوا في هذا الإجراء محاولة لتغطية جرائمه. وأدى تنفيذ القرار بسرعة إلى تفاقم الوضع.

وقال منتقدو القرار إن ماركوس دفن "مثل لص في الليل"، واندلعت احتجاجات في أنحاء مختلفة من مانيلا وأجزاء أخرى من الفلبين، حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "ماركوس ليس بطلا" وارتدوا قمصانا أو شارات أو عصابات رأس سوداء.

وقالت منظمة "كاراباتان" لحقوق الإنسان في بيان إن "هذا يوم أسود في تاريخ البلاد، عندما يحتفل بطاغية وقاتل ولص كبطل من قبل دولة القلة والخونة".

وقال النائب البرلماني فرانكلين دريلون "مثلما فعل ماركوس طوال 21 عاما، فقد داهمنا على حين غرة مثل لص في الليل... لايمكن وصف دفنه بالنبيل، حتى بعد مماته لا يزال لصا".

وكان الرئيس الفلبيني الحالي دوتيرتي قد وعد خلال حملته الانتخابية بدفن ماركوس في مقبرة الأبطال، وقسمت هذه القضية البلاد على مدى عقود.

وكان الرؤساء السابقون رفضوا السماح بدفن ماركوس بسبب الجرائم التي يتهم بارتكابها، وكانت جثته محنطة ومحفوظة في مقبرة في مقر العائلة في إيلوكوس نورتي بشمال الفلبين.

وماركوس -الذي انتخب رئيسا في 1965 وأعيد انتخابه في 1969- أعلن حالة الطوارئ عام 1972، وحكم البلاد عقدين بقبضة من حديد حتى ثورة 1986، عندما نزل ملايين الأشخاص إلى الشوارع في ثورة "قوة الشعب"، مما اضطره للفرار مع عائلته إلى الولايات المتحدة حيث توفي في هاواي عام 1989.

والدكتاتور السابق متهم مع زوجته إيميلدا ماركوس ومقربين منه باختلاس عشرة مليارات دولار من خزينة الدولة، كما يقول محققو الحكومة ومؤرخون.

كما يتهم بأنه يقف وراء انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان لإبقاء سيطرته على البلاد. وتقول حكومات فلبينية سابقة إن آلاف الاشخاص قتلوا في عهده، وصنفته منظمة الشفافية الدولية في 2004 في المرتبة الثانية من بين القادة الأكثر فسادا في العالم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل