المحتوى الرئيسى

فيديو| تفاقم أزمة الغسيل الكلوي بمستشفيات الصعيد.. والمرضى: «موتونا أحسن»

11/17 23:02

كتب: محمد الزهراوي - طارق عبد الجليل - شيماء سرور - هدير عصام - أسماء أشرف - إسلام ننبيل

تفاقمت أزمة الغسيل الكلوي في محافظات الصعيد، بعد فشل وزارة الصحة في إيجاد حلول سريعة للحفاظ على حياة المرضى، فضلا عن القرارات الأخيرة التي تسببت في إغلاق عدد من المراكز والجمعيات التي كانت تقدم خدمة مجانية للغسيل الكلوي، وذلك نتيجة للخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها بعد ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية.. "التحرير" تحاول في هذا الملف رصد حالة الغضب والقلق بين المرضى

المنيا.. "مفيش فلاتر" والمرضى ينتظرون الموت 

حالة من اليأس الشديد، تسيطر على مرضى الكُلى بمحافظة المنيا، والذين يخضعون للغسيل، بسبب النقص الكبير في متلزمات الغسيل من فلاتر وغيرها، فضلًا عن ارتفاع أسعارها.

وأكد عدد من المرضى، أنهم يواجهون معاناة كبية خلال جلسات غسيل الكُلى، بسبب النقص في الفلاتر، وأوضح سليمان عياد، أن حياته مهددة في أي وقت، خاصة وأن الكثير من الأطباء أجمعوا على إنهاء حياته في حالة عدم الغسيل مرتين متتاليتين.

"معنديش استعداد أدفع جنيه زيادة ويا ريت نموت أحسن".. بهذه الكلمات، قال محمود ضبيع، أحد أهالي مركز ملوي، الذي يحضرون إلى أحد المراكز المتخصصة في غسيل الكُلى يوميًا، إنه لم يستطع دفع أي مبالغ إضافية على جلسة الغسيل، وأن بعض المراكز طلبت منه مبالغ أكثر، بسبب ارتفاع اسعار المستلزمات.

من جانبه، أكد أحد العاملين بالمراكز المتخصصة في غسيل الكلي، ارتفاع أسعار المستلزمات، مشيرًا إلى أن الجلسة الواحدة تتخطى الـ 420 جنيهًا، في حين تصرف له وزارة الصحة مبلغ 125 جنيهًا فقط، بما يعادل ثمن الفلتر دون غيره من المستلزمات الصحية المطلوبة التي تحتاجها الجلسة الواحدة، في حين يتكفل المريض باقي تكلفة الغسلة الواحدة، أو تتحملها الوحدة، ما يهدد بغلقها.

سوهاج.. وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى طما تهدد الطبيب والمريض

انتقلت "عدسة التحرير " لقسم الغسيل الكلوي بمستشفى طما المركزي، و قالت "شيرين س ، ربة منزل " أعاني من مرض الفشل الكلوي منذ 4 سنوات وأتردد منذ ذلك الوقت على قسم الغسيل الكلوي بمستشفى طما، وأداوم على الغسيل 3 مرات أسبوعيا، ولا يمكن لي أن أصف حجم المعاناة في الذهاب والعودة لأخذ الجلسات، ومع ذلك لا نجد جميع الأدوية التي نحتاجها بالمستشفى وأقوم بشراء بعض الأدوية بشكل شهري بمبلغ تجاوز ال250 جنيها، وزوجي أرزقي على باب الله ولا يسعنا شيء لنقوله".

وقال صلاح أكساني، تاجر، أحد المرضى المترددين على مستشفى طما المركزي، هناك مشكلة تعترضني خلال عملية الغسيل وهى أن الفلاتر المستخدمة في الجلسات حجمها  1.4 فقط وهى لا تتناسب مع وزني خلال عملية الغسيل ولا تمكنني من الاستفادة من الجلسة، متابعا أن التقرير الطبي الخاص به جاء بأنه يحتاج جلسات مدة الواحدة 4 ساعات وهو ما لا يمكن الحصول عليه بسبب صغر حجم الفلاتر، مطالبا بتوفير فلاتر بحجم 1.8.

وقالت إحدى الممرضات التي فضلت عدم ذكر اسمها للنشر، إن قسم الكلى يعاني نقص شديد في مستلزمات مكافحة العدوى، وهو ما يضطرهم لشرائها على حسابهم الخاص منعا لتعريض حياتهم وحياة المرض للخطر.  

مرضى الغسيل الكلوي بأسيوط: "مفيش علاج إلا في السوق السودا"

للمرضى في أسيوط رحلة معاناة تبدأ من الوقوف في طوابير طويلة لقطع التذاكر في المستشفيات العامة والجامعية نهاية بعدم وجود الأدوية اللازمة لعلاجهم واضطرارهم لشرائها على حسابهم الخاص وبأسعار مضاعفة عشرات المرات خاصة بعد ارتفاع سعر الدولار واختفاء بعض الأدوية والمستلزمات الطبية من الصيدليات والمستشفيات واقتصارها على السوق السوداء.

في مستشفى التامين الصحي "المبرة " بمدينة أسيوط يقول جلال صابر موظف بمحافظة أسيوط "تعاني زوجتي من مرض ارتفاع الضغط المزمن ولديها عملية غسيل كلوي 3 مرات في الأسبوع وتحتاج بصفة دائمة إلى محاليل ملحية "الجلوكوز " ولا أجدها في المستشفيات وكان سعرها في السابق 3 جنيهات وبعد ارتفاع السعر وصلت إلى 5 جنيه لكن الآن غير موجودة بالمرة وأضطر لشرائها من السوق السوداء بسعر يتجاوز الـ50 جنيها.

وقالت إحدى المشرفات على وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى المبرة رفضت ذكر اسمها انه خلال الفترة الماضية كان لديهم ندرة في المحاليل ونقص كبير في الادوية لكن تم سد العجز فيها وقالت ان معاناة المرضى حاليا مع عدم وجود اثاث مريح يجلسون عليه اثناء الانتظار لعمليات الغسيل الكلوي بينما اكدت عدم توافر دواء علاج جلطات المخ منذ ما يزيد عن 15 يوما ولم يتم توريده للمستشفى حتى الان.

بينما يوضح محمد صلاح، زوج إحدى المريضات، انه يحصل على المحاليل الملحية من السوق السوداء كالمخدرات ويؤكد ان المخدرات اسهل في الحصول عليها من الاملاح ويقول "زوجتي تحتاج الى اجراء عمليات غسيل كلوي كل اسبوع والمستشفى لا يوجد بها فلاتر ولا محاليل  واضطر لشراؤها ولكنه يسال الى متى سيظل عدم توفر المحاليل وماذا سيفعل ان لم يجدها.

ومن جانبه أكد الدكتور محمد نوح وكيل وزارة الصحة بأسيوط عدم وجود أي نقص فى المحاليل الدوائية بالمستشفيات الحكومية بالمحافظة وتابع أن المخزون من المحاليل كافٍ بجميع المستشفيات ويتم توفيره للمرضى دون أى مشكلات على حد قوله.

فيما اعترف الدكتور طارق الجمال نائب رئيس جامعة أسيوط للدراسات العليا والبحوث ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بوجود ازمة في توريد المحاليل للمستشفيات الجامعية وقال ان هناك انفراجة حدثت بعد تدخل المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط لدى وزير الصحة وحصلنا على ما يقارب 20 الف عبوة محلول لسد العجز واستمرار تقديم الخدمات العلاحية بالمستشفيات.

مرضى الغسيل الكلوي ببني سويف: "انقذونا حرام عليكم"

وفي بني سويف، يعاني مرضى الغسيل الكلوي من أزمة كبيرة تهدد حياتهم بعد غلاء الاسعار، إذ تصل تكلفة جلسة غسيل الكلى في الوقت الحالي بعد ارتفاع أسعار مستلزمات الغسيل ما بين 250 إلى 300 جنيه.

وأكد الدكتور عفت فخري، صاحب مركز الحياة ببني سويف أنهم معرضون للغلق إذا لم تدفع وزارة الصحة وهيئة التأمين الصحي تلك المبالغ بدلا من 140 جنيها حتى تتمكن مراكز غسيل الكلى من الاستمرار، مشيرا إلى أن وزارة الصحة لم تواكب الغلاء وما زالت تحملهم الأعباء.

أحد مرضى الغسيل الكلوي بالمركز يدعى سعيد محمود، يقول "أنا راجل غلبان والمفروض بغسل فى الإسبوع مرتين يعنى 600 جنيه ،وأنا عندى 4 عيال وراجل على باب الله ولولو الناس ايلى بتساعدنى انا مكنتش عشت ، كنت بروح  مركز الحياة الأفضل" بمدينة ببا،لكن اتقفل لانهم مش عارفين يصرفوا عليه، ودلوقت أنا بتشحطت فى بنى سويف عشان أعيش وفى اى لحظة مهدد ان المراكز التانية تقفل..إنقذونا حرام عليكم".

مرضى الغسيل الكلوي بقنا: "ادفع تاخد رعاية" 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل