المحتوى الرئيسى

عقب سقوط أكبر شحنة قادمة من السودان| ننشر الدروب والطرق السرية لتهريب السلاح في قنا | قنا البلد

11/17 18:41

الرئيسيه » اخر الأخبار » عقب سقوط أكبر شحنة قادمة من السودان| ننشر الدروب والطرق السرية لتهريب السلاح في قنا

لا صوت يعلو في قنا الآن فوق صوت طلقات الرصاص بعد أن حولتها الخلافات القبلية وجرائم الثأر إلى اللغة الرسمية في مجتمع متعصب يتفاخر بكميات ما يمتلكه من أسلحة.

الواقعة الأخيرة لسقوط أكبر شحنة سلاح في قنا، تكشف عن حجم تلك التجارة الشيطانية وكيف عززت لنفسها بيئة خصبة للنمو، فقد تمكنت مديرية أمن قنا،  منذ أيام من الإيقاع بأحد أكبر تجار السلاح في الصعيد حيث توصل ضباط مباحث قنا إلى معلومات تفيد  اعتزام كلا من ” حارس، ا، ش” 39 سنة، مقيم ناحية البلابيش قبلى بدار السلام بمحافظة سوهاج، و” حسام، ص، ا” 34 سنة، سائق، مقيم بسوهاج أيضا، تهريب ونقل شحنة كبيرة من الأسلحة والذخائر الغير مرخصة عبر الدروب والمدقات الجبلية بنطاق محافظة قنا، قادمة من محافظة أسوان، مستخدمين فى ذلك السيارة رقم 54576 نقل سوهاج ربع نقل شيفروليه بيضاء اللون .

وحال مشاهدة المهربون للقوات حاولا الفرار إلى عمق المنطقة الجبلية بمنطقة جبل الجزيرية – دائرة مركز قنا فقامت القوات بمطاردتهما، وقام المتهم الأول (مرافق قائد السيارة ) بإطلاق نيران كثيفة تجاه القوات بصورة عشوائية واشتبكت معه قوات الأمن  حتى لقى مصرعه، حيث ضبطت قوات الأمن  تسعة أجولة بداخلها عدد 90 بندقية آلية وعدد ثلاث وأربعون ألف وتسعمائة طلقة.  

فبعد ثورة 25 يناير وعقب حدوث الانفلات الأمني شهدت مصر دخول كميات غير مسبوقة من الأسلحة ونوعيات جديدة ناهيك عما تم سرقته من أقسام الشرطة ليضع مصر على الحافة خاصة وأن حجم تجارة السلاح قبل الثورة كان إلى حد ما تحت السيطرة ولم يظهر بهذا الشكل الكبير، ولكن عقب الثورة أصبح السواد الأعظم من المصريين أمامهم خيار امتلاك الأسلحة بقصد الدفاع عن النفس بعد انتشار أعمال البلطجة ولكن هنا في الصعيد وبالتحديد في قنا تحول الأمر من قصد الدفاع الفردي عن النفس إلى مساعي عائلات وقبائل إلى التسلح في مواجهة خصوم وعائلات أخرى أو من قبيل التفاخر بحجم ما تمتلكه من أسلحة في ظل غياب القانون حتى أصبح السلاح في أيدي الأطفال في بعض القرى.

وجد تجار السلاح ضالتهم في سوق رائجة يتفجر تيار الدم فيه كل يوم بين عائلاته وقبائله، حيث قام تجار السلاح بعمل ترسانات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة وبات الصعيد بعد ثورة يناير  المحطة الأولى لتهريب الأسلحة، حيث تتم عملية التهريب عبر الجبال وبواسطة الجمال في المناطق الحدودية التي لا توجد بها حراسة ويقومون بدفنها في مغارات يستخدمها ملوك تجارة الأسلحة والذخائر الذين بدورهم يقومون بإمداد جميع محافظات الصعيد بالأسلحة عن طريق نقلها عبر النيل بواسطة الصنادل ويتم تفكيك السلاح وتخبئته وتوصيله إلى التجار نظير مبلغ مالي متفق عليه.

حسب البيانات الرسمية للجيش المصرى، فقد ضبطت نحو 26 ألف قطعة سلاح خلال الفترة من يناير 2013 حتى أبريل 2014، بحسب ما أعلنه اللواء أركان حرب أحمد إبراهيم، قائد قوات حرس الحدود، فيما شمل معرض الأسلحة والذخيرة المضبوطة خلال 2014 بمديرية أمن مطروح نحو 1962 قطعة سلاح متنوعة ما بين أسلحة آلية، ومسدس، ورشاش، وخرطوش، وتمكنت قوات حرس الحدود بالمنطقة الغربية خلال الفترة من 1 فبراير إلى 19 مارس 2015 من ضبط 950 بندقية خرطوش، و344 ألف طلقة خرطوش، وبندقية آلية بمناطق صخرة العامود، وسيوة، ومسرب الخمسة، وبحسب ما نشره العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى، الذى نشر بيانًا آخر خلال شهر مايو الماضى، أشار فيه إلى أن قوات حرس الحدود تمكنت من ضبط 930 قطعة سلاح بين مسدسات وخرطوش، و89 طلقة متنوعة بعدد من المناطق، منها القنطرة شرق، ورأس حدربة، وتمكن قطاع مصلحة الأمن العام خلال شهر يونيو من ضبط 738 قطعة سلاح نارى، من بينها قطعتان تم الاستيلاء عليهما من المواقع الشرطية.

كميات كبيرة من السلاح يتم ضبطها، لكن بحسب مصادر أمنية فإن ما يتم ضبطه لا يتجاوز نسبة 15 – %20 من إجمالي الأسلحة التي دخلت مصر منذ اندلاع ثورة يناير حتى الآن، ولم يقتصر ما تم ضبطه على الأسلحة الآلية فقط، إنما امتد ليشمل الصواريخ ومدافع الهاون والآر بى جى والمواد المتفجرة

وتطورت شبكة تهريب الأسلحة لتضم مهربين من ليبيا والسودان ودول أفريقية، بالإضافة إلى مستقبلين مصريين، ويمارس هؤلاء تجارتهم المحرمة فى عرض البحر، شمالًا من السلوم حتى أبوقير فى الإسكندرية، ومن الحدود الغربية لمصر مع ليبيا، وجنوبًا حتى إقليم دارفور فى السودان.

يدخل السلاح إلى مصر والصعيد وقنا خصوصا عن طريق عدد من دول الجوار من خلال الحدود المصرية والتي تخلو حاليا من أي رقابة وتحديدا الجنوبية منها حيث تأتي عشرات الآلاف من قطع السلاح المستوردة الكرواتية والألمانية والروسية التي تدخل مصر بالتهريب فهناك أكبر ممول للسلاح المهرب والذي يدخل من خلال الحدود السودانية قادمًا من أريتريا والسودان عبر حلايب وشلاتين، ناهيك عن كميات الأسلحة التي دخلت عبر الحدود الليبية عقب سقوط نظام القذافي وليس هذا فقط بل أن الكارثة الكبرى في كميات السلاح التي تم سرقتها من أقسام الشرطة عقب الإنفلات الأمني وقدرت بـ10 آلاف قطعة سلاح ساهمت في رواج سوق السلاح في الصعيد .

الدروب السرية لدخول السلاح في قرى قنا

الخلافات التي نشبت بين القبائل مؤخرًا أظهرت حجم تلك التجارة الشيطانية والتي قدرها الخبراء الأمنيين بأنها تصل إلى المليار جنيه في الصعيد وأدى نشوب الخلافات الثأرية والمشادات بين القبائل إلى قيام تجار الموت بإطلاق الشائعات لزيادة بيع الذخيرة والأسلحة ونجحوا في إنعاش سوقهم الخاص.

خبراء أمنيون أكدوا أن الأسلحة مصدرها الأول ما تم تهريبه عبر الحدود خاصة من السودان عبر الجبال والأودية والدروب الصحراوية ذات النقاط الحدودية الضعيفة، حيث تنقل من وادي حلفا بالسودان إلى قرية دراو بأسوان على ظهور الجمال وتقطع الجمال تلك المسافة دون أن يقودها أحد إلى أن تصل للكهوف التي تستخدم كمخازن للسلاح ويتم إخفاء الأسلحة بها لحين بيعها أو نقلها تدريجيا.

اما المصدر الثاني وهو ما تم تهريبه من سيناء وليبيا مؤخرًا وتم ضبط المئات من هذه الأسلحة  وما خفى كان أكثر.

وهناك مصدر ثالث لتلك الأسلحة وهى المُصنعة محلياً والتي تكتظ بها منازل الصعيد معلومة تماماً ولا تخفى على أحد ومن يمتلكون تلك الأسلحة أصبحوا يتمنطقون بها فى وضح النهار ولا يخشون أحداً.

أما الطلقات والذخائر فتحسب بالصندوق ويتسلم المشترون في عرض النهر بمراكب صغيرة الأسلحة المهربة ويتم توزيعها داخل مصر بواسطة التجار.

“قنا البلد” التقت بأحد الأشخاص الذي يعمل دليل في الصحراء لبعض الشركات الخاصة بالتعدين والمناجم، حكى لنا عن تلك الدروب السرية والتى يرفض أن يطلق عليها سرية، وقال إنها معلومة للجميع ولن صعوبتها والطبيعة الجغرافية هى التي تحميها.

“الدليل” الذى رفض ذكر اسمه، قال الدروب السرية التي يدخل منها السلاح إلي قنا عديدة تبدأ بـ..

ـ الدروب الصحراوية الجنوبية حيث تبدأ الرحلة عبر الحدود السودانية من خلال البحر الأحمر قادمة من السودان واريتريا وبعض السفن الدولية التي تتوقف في المياه الدولية وتقوم بنقل حمولتها من الأسلحة عبر زوارق صغيرة متجهة إلى البر في منطقة حلايب وشلاتين، حيث تخزن الأسلحة هناك ويحدد التجار نقاط التلاقي ويبدأ رحلة السلاح إلى قنا عبر عدة طرق فالأولى من خلال دروب الصحراء الشرقية عبر وادي اللقيطة الواقع بين قفط والقصير ويعتبر أكثر الأماكن تهريبا للسلاح في الآونة الأخيرة، ووادي المشاش حيث يتم تخزين السلاح فى مناطق جبلية متاخمة لقرى كلاحين الحاجر ثم جبل القناوية ثم جبل الشيخ عيسى شمال قنا.

ومن ثم تحمل الأسلحة من خلال سيارات الفاكهة والخضروات أو سيارات نقل البنزين والسولار إلى مركز بيعها بقرى قنا المشهورة بتجارة السلاح.

وهناك الطريق الثاني عبر صحراء حجازة حيث يكون خط سير الأسلحة في الجبل عبر المضايق من مرسى علم إلى صحراء حجازة بقوص، ومن ثم إلى قفط ثم إلى تجار التوزيع كذلك هناك طريق قفط من خلال محاجر الفوسفات ووادي المشاش.

وأما المسلك الرابع هو جبل القناوية وجبل الشيخ عيسى وكلها مناطق جبلية وعرة يصعب على الأمن مراقبتها أو حتى تعقب أحد فيها ويعتمد التجار في نقل كميات السلاح من البحر إلى قنا عبر الصحراء الشرقية على “الدليل” وهو شخص من عرب الصحراء يعلم مسالك الصحراء جيدا.

أما الدرب الثاني فهو عبر الحدود الليبية والتي أصبحت عقب سقوط  نظام القذافي وانتشار السلاح في أيدي المليشيات الليبية والتي تم تهريب عدد كبير منها، عبر الحدود والمعابر بداية من السلوم عن طريق البر وتعتمد بشكل كبير علي البدو لمعرفتهم بالمسالك والدروب السرية الجبلية وتحمل الأسلحة عبر الجمال وسيارات خاصة إلى مرسى مطروح ثم تتجه عبر الدروب الصحراوية إلي أسيوط من درب الأربعين ومن ثم تهرب عبر الطرق الغربية التي تخلوا من الرقابة إلى قنا كذلك هناك الأسلحة التي تأتي عبر دروب الصحراء الغربية والوادي الجديد.

وربما تكمن بؤر السلاح في قنا حسب مصادر أمنية إنها تتركز في عدد من القرى ذات الظهير الصحراوي المتاخم للجبال وعلى رأسها حمرة دوم وأبو خزام والسمطا والحجيرات حيث اشتهرت تلك القرى بوجود أشخاص لقبوا بملوك السلاح وأصبحت المورد الرئيسي للمحافظة والمحافظات الأخرى فالطبيعة الجبلية وانتشار زراعات القصب في تلك القرى كانت العائل الرئيسي في توافر بيئة صالحة لتلك التجارة وإعاقة أي تحركات أمنية تجاه تلك القرى واستغل تجار الموت بها الطبيعة الجبلية وأصبح التجار بها يقدمون العروض والتسهيلات لبيع السلاح للقرى المجاورة التي بها خصومات ثأرية ووصل الأمر إلي أن قطع السلاح باتت للإيجار وليس للبيع كنوع من تسهيل امتلاكها وشراء الذخيرة .

نظامى سالم الشريف، لواء جيش سابق ورئيس هيئة البحوث العسكرية سابقا والمشرف العام لرابطة خريجي كلية الدفاع الوطني بمحافظة قنا، قال إن تهريب الأسلحة بات ملف يجب التعامل معه بحزم، خاصة بعد سقوط كميات كبيرة من الأسلحة في القبضة الأمنية، وهو دليل على أن ما تم تهريبه يفوق ذلك بكثير، وأشار نظامى الى أن الأسلحة تدخل إلى قنا ومحافظات الصعيد عبر تلك المدقات والدروب قادمة من السودان وهي المصدر الأول لجلب الأسلحة أو ليبيا عبر درب الأربعين ، ناهيك عن دخولها عبر سلاسل جبال حدودية فاصلة بين حلايب وشلاتين والحدود السودانية ثم إلى دراو ورغم وجود نقاط تفتيش الا أن الطبيعة الجغرافية والوديان تجعل من الصعب السيطرة على تلك الدروب.

وطالب بتزويد قوات حرس الحدود بأسلحة ومعدات حديثة يمكنها المساعدة في السيطرة على تلك المناطق، وقال عن الحل الأقوى يكمن في معالجة الخلافات الثأرية ونشر الوعي والسيطرة الداخلية على مالكي وحائزي الأسلحة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل