حماس الشباب وتجارب الشيوخ في منتدى مسك بالرياض

في قاعة ضخمة غصت بالشباب، اختتم أمس الأربعاء بمدينة الرياض منتدى مسك العالمي حكاية من حكاياته، أبطالها أكثر من 1500 شاب وشابة قدموا من داخل السعودية وخارجها، حاملين طموحاتهم وآمالهم، لعلهم يجدون قبسا من نور لطريقهم في الحياة.

وبدون مقدمات تقليدية، افتتح المنتدى جلساته بقصص مبتكرين سعوديين وسعوديات تحدوا الظروف وتجاوزوا الصعوبات، كانت أولها قصة مهند أبو دية التي ألهمت الشباب وأكدت لهم أن الحياة لا تنتهي عند مصيبة وأن الإنسان يصنع ظروفه.

أبو دية شاب قدم تسعة اختراعات في مجال التقنيات الفيزيائية، وأشهر اختراعاته غواصة يمكنها أن تغوص إلى عمق ٦٥٢٥م تحت الماء. ولا تكمن قصة تحدي أبو دية في اختراعاته، بل في تحديه الإعاقة التي أصيب بها بعد حادث سيارة عام ٢٠٠٨ سبب له فقد بصره وبتر ساقه، ليتجاوز الإعاقة بحماس أكثر ويكمل دراسته الجامعية في تخصص الهندسة الصناعية وتحوله إلى ملهم بخطبه الجماهيرية والحماسية.

غير أن المتحدثين الشيوخ كانوا أكثر شبها بالشباب في أفكارهم الملهمة وتجاربهم المشجعة، وكان من بين هؤلاء مؤسس بنك الفقراء (غرامين) الحاصل على جائزة نوبل للسلام محمد يونس الذي حاول تغيير مفهوم الوظيفة لدى الشباب حين قال لهم إن "الوظيفة فكرة مجردة انتهت في القرن الماضي.. اصنع وظيفتك بنفسك"، مضيفا أن "الفقر والبطالة مفهومان صناعيان ليسا من داخلنا". 

وبنك "غرامين" هو أول بنك للفقراء في بنغلاديش استُنسخت تجربته حول العالم، ويقرض حتى الآن 1.5 مليار دولار في العالم.

ويُظهر يونس سعادته بأن بنك الفقراء هو البنك الوحيد الذي لا يوجد فيه محام، ومع ذلك بلغت نسبة الدفع والتسديد فيه مستوى عاليا.

وفي ثنايا حديثه دعا يونس الشباب إلى التحدي وفعل عكس ما تفعله البنوك العالمية، ويقول "إذا ذهبت البنوك إلى الأغنياء فاذهب إلى الفقراء، وإذا ذهبت إلى الرجال فاذهب إلى النساء، وإذا ذهبت إلى المدن الكبيرة فاذهب إلى الصغيرة". ثم راهن يونس الحضور على أنه بعد 15 عاما أو أقل ستكسر بنغلاديش حاجز الفقر المدقع، وسيجدون مفهوم الفقر قد تغير.

وفي جلسة أخرى كان للشباب تجربة تحدّ وإصرار صاحبها إلفي راي سميث، حيث واجه مجموعة من التحديات عندما بدأ العمل بشركته في سبعينيات القرن الماضي، ولتحقيق حلمه في إنتاج فيلم كرتوني بواسطة وسائل التقنية احتاج إلى عشرين عاما حاول فيها مع ٤٤ مستثمرا لدعمه، لكنه لم ينجح إلا في المحاولة الـ٤٥ وكانت مع ستيف جوبز.

ومن بين تجربة الشيوخ وتمكين الشباب وقصص الإلهام، فرض الأطفال الصغار وجودهم بمخترعاتهم.

فكادي الضويحي طفلة سعودية لم تتجاوز عامها العاشر، اخترعت قلما مضيئا يكشف كسور العظام في جسم الإنسان بطريقة التمرير على الجسم. لكن الأمر الذي كان أكثر إلهاما وتمكينا من اختراعها، هو إيمانها أن علاج السرطان سيكون بأحد عقول الأطفال، ومن هذا طالبت الضويحي الكبار بالاهتمام بالأطفال.

وفي المنتدى كان أول ظهور إعلامي للأميرة ريما آل سعود النائبة الأولى لرئيس شؤون المرأة في الهيئة العامة للرياضة والشباب بالسعودية، بعد مرور مئة يوم على توليها المنصب.

ومن خلال المنتدى أكدت الأميرة أن قيمة الرياضة ليست في اللياقة البدنية فقط، بل في اللياقة الاقتصادية التي تخلق البرامج الرياضية، وقالت "هناك برامج رياضية ستطلق بعد أسبوعين".

ومع أن الأميرة ريما أشارت إلى أن السعودية تأخرت في رياضة المرأة، فإنها أكدت أنهم يعملون الآن بصورة جادة تعتمد على دمج المرأة السعودية في برامج رياضية تنافسية تناسبها، بالتعاون مع الجهات العالمية.