رئيسة المجلس القومي للمرأة سابقا: وجود حرم الرئيس السيسي في المشهد ضرورة

- من النسخة الورقية - تصوير: طارق الديب

فرخندة حسن: أين حرم الرئيس من أزمة السيول الأخيرة؟ ووجودها فى المشهد «ضرورة»

المسيحيون يختنون إناثهم.. والسلفيون يجب توعيتهم.. والأزهر أصدر فتوى وأخفاها بسرعة

تيران وصنافير «سعودية» من أيام الإنجليز.. وقانون التظاهر يجب تعديله فورًا

صمت الأزهر على «ختان الإناث» غير مبرر.. وحكومة إسماعيل «مظلومة»

أتواصل مع سوزان مبارك إلى الآن.. وهى لا تظهر لأن الرأى العام «مش طايقها»

فرخندة حسن هى أحد شهود عصور كثيرة مرت بمصر، منذ عهد الملك فاروق وحتى حكم الرئيس السيسى. خاضت العمل السياسى ودخلت البرلمان فى الوقت الذى كان فيه البرلمان بالنسبة للمرأة حلما بعيد المنال.

هى أيضا أكاديمية ألقت مئات المحاضرات بالجامعة الأمريكية، ونقلت خبرتها فى فنون السياسة إلى الأجيال الجديدة، دافعت أثناء توليها رئاسة المجلس القومى للمرأة فى عهد مبارك، عن المرأة فى المجتمع.

عاصرت السيدة جيهان السادات عن قرب، كما لازمت السيدة سوزان مبارك عن قرب أيضًا، تمتلك تفاصيل دقيقة عن حياتهما، وها هى تقدم لقارئ «اليوم الجديد» الفارق بينهما وبين السيدة إنتصار السيسى.

برأيك.. لماذا يمنع الرئيس السيسى حرمه من المشاركة فى العمل العام على نمط مبارك والسادات؟

أتمنى من حرم الرئيس السيسى أن تنزل لتشارك فى الأعمال الخيرية، ومتفهمة تمامًا حرص الرئيس ألا تظهر فى الصورة من اللى سمعه وسمعناه عن السيدة سوزان بعد الثورة، وبرضه حسنى مبارك بعد السادات قعد سنتين لا يسمح لحرمه أن تنزل لتشارك وسمعته بودنى بتسأله سهير جلبانة وهى نائبة عن سيناء «هى فين حرم الرئيس؟»، فكان رد مبارك «أنا خدت الدرس».

فين وفين لما اقتنع مبارك إن نزولها ضرورى لأنه هو مش هيقدر مثلا ينزل دور الأيتام، وبعدها سمح لها أن تشارك فى الأعمال الخيرية ثم التعليم ومجال الطب والصحة، فالمفروض على حرم الرئيس تساعده وتنقل له الصورة والأيتام كذلك، ورأيى أن حرم الرئيس السيسى لا بد أن يكون لها دور خيرى مثل أيام الملك، فالملكة والأميرات بيروحوا جمعيات الأيتام المرأة الفقيرة والهلال الأحمر، وباتمنى أن تمسك السيدة إنتصار السيسى الهلال الأحمر حتى يعود لمجده من جديد.

ظهور السيدة إنتصار على الساحة ربما يعرضها لانتقاد كثير خصوصًا فى هذا الوقت.. أليس كذلك؟

فى أزمة السيول الأخيرة لم نر للهلال الأحمر أى دور، على خلاف ما كان يحدث فى السابق، عندما تتعرض البلاد لكارثة، فكانت حرم الرئيس هى من تقود تلك الحملات الإغاثية.

كانت حرم الرئيس هى اللى نازلة واحنا اللى بنودى البطاطين ونودى المساعدات وكل محافظ مقعدش على حيله والمحليات كلها بتشغل ناس، كله بيتنافس، عشان يخدم وفى أزمات الزلازل أيضا، والهلال الأحمر كان لازم يكون له دور فى أزمة السيول الأخيرة، وفى حرب 1973 نزلت مدام جيهان للعساكر واحنا معاها كلنا، لفت على العساكر كلها.

الرئيس السيسى ينظر إلى المرأة بعين مختلفة عن الرؤساء السابقين.. ألا تلاحظين ذلك؟

نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان الحالى ١٥%، وهذه النسبة غير مسبوقة، والدستور هو ما أقر للمرأة ذلك، فى انتخابات 2010، وحازت المرأة على 64 مقعدًا، وكنا فرحانين حينها، ولكن البرلمان الحالى فيه نسبة تمثيل للمرأة كبيرة جدا، وبالتأكيد هذا الأمر فى صالح النساء.

ولكن يبدو أن نظرة الرئيس مختلفة عن نظرة النواب أنفسهم.. فبعضهم أهان المرأة.. ما تعليقك؟

بالنسبة لتصريحات النائب إلهامى عجينة، نعتبره شخصا غلط وممكن تكون طريقة تفكيره عن المرأة اتحكمت فيها نشأته، وكونه يقول حاجة زى كده مفيش راجل ما انتقدوش، فده نقدر نسميها حادثة وليست برلمانا.

ليس عجينة وحده من أهان المرأة.. نواب السلفيين والتيار السلفى أيضًا فعل ذلك.

تقصدى «ختان الإناث».. ده مفهوم غلط المفروض أوعيهم مش أهاجمهم، المفروض يكون فيه توعية، فالسعودية لا يوجد بها ختان، فهل نحن مسلمون أكثر منهم؟!

وأيضًا أغلب الدول العربية لا تُختن إناثها، والدول التى تقع على امتداد نهر النيل فقط هى التى لا تزال تُختن إناثها على اعتبار أنها عادة نيلية، من أيام قدماء المصريين، والأقباط يختنون إناثهم أيضًا، وكل الصعايدة المسيحيين يختنون إناثهم بشكل مبالغ فيه حتى الآن.

الواضح أن الأزهر صامت على كل ما يحدث.. هل هناك تفسير منطقى لذلك؟

الأزهر سبق وأصدر فتوى عن أن الختان ليس فى الدين، ولكن خبوها بسرعة، ولكنى أكرر الختان ليس فى صحيح الدين والدليل باقى المسلمين فى جميع الدول لا يختنون إناثهم، وإذا كان فى الدين كما يدعى البعض إذن لماذا يختن الأقباط إناثهم هم الآخرون، وما دخل الأقباط فى الحديث النبوى الذى يحض على ختان الإناث.

قانون التظاهر.. هل تؤيدين نظرة الرئيس والقوة السياسية فى تعديله؟

من حق كل مواطن أن يعبر عن غضبه بمظاهرة، وأنا أرى أن قانون التظاهر يستحق النظر من جديد من حقى اللى يضايقنى أقول إنه مضايقنى ولكن ليس معنى ذلك أن نقلب الطرابيزة.

هل أدى مجلس النواب المطلوب منه؟

ليس من الإنصاف أن نحكم على المجلس من البداية، ولا بد أن يكون هناك فرصة ومساحة كبيرة من الوقت للحكم على أدائهم، فعادة عقب كل ثورة لا يكون هناك استقرار، وإن كان هناك بعض الحوادث المثيرة للانتقاد من جانب الشارع المصرى إلا أننا لا بد أن نلتمس لهم العذر حتى يُحنكوا بالتجربة، ويستوعبوا الإجراءات ويعرفوا النظام.. أكرر ليس من الإنصاف أن نحكم عليهم الآن.

لكن البعض كان ينتظر من برلمان جاء بعد ثورتين أن يكون أداؤه أفضل.. فلماذا لم يُثبت النواب أنفسهم أمام الشعب؟

النواب متحمسون والحماس زايد شوية، وهذا مطلوب ولكن المفروض أن يكون هناك نوع من التروى، وعددهم الكبير والضخم الذى تجاوز 600 فرد لم يكن فى صالح العمل تحت القبة البرلمانية، لذلك لا بد أن نلتمس لهم العذر ونعتبر هذه الدورة تجربة لهم، وخلينا نحكم عليهم بعد انتهاء دور الانعقاد الثانى.

كما أننى لا أستطيع أن أقيّم قامة كبرى مثل الدكتور على عبد العال الآن، ولكن أستطيع أن أقول إنها أول تجربة برلمانية له، وحتى لو ظهر بعض الأشياء المثيرة للانتقاد فليس من الإنصاف أيضًا أن يحكم عليه أحد من أول جولة.

يواجه البرلمان الحالى سيلا من الاتهامات بالتبعية للحكومة.. هل تعتقدين أنه تابع فعلا للحكومة؟

هذا الكلام عار من الصحة، فبعض الاتهامات يصنعها الإعلام، عن طريق اقتطاع بعض جمل من سياقها ليُصبح لها معنى مختلف، ثم تكبر الإشاعة ويأخذها الناس على محمل الجد، ولا أعتقد ذلك.

حكومة المهندس شريف إسماعيل فقدت شعبيتها بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة.. هل تؤيدين رحيلها؟

أرى أن حكومة المهندس شريف إسماعيل مظلومة إلى حد كبير، وأن جملة الانتقادات التى تعرضت لها كانت كثيرة بشكل مبالغ فيه، رغم أن الحكومة من وجهة نظرى لم تقصر فى أداء عملها، وحرام تتحمل حكومة إسماعيل توابع أخطاء الحكومات السابقة على مدار ٥ سنوات ماضية.

رغم الأهداف الإصلاحية لقرارات الحكومة الأخيرة فإن الشارع قابلها بموجة غضب.. برأيك ما السبب؟

أرى أن السبب هو قلة مخاطبة الحكومة للشعب، فلا بد أن يكون هناك نوع من الشفافية والوضوح، وحتى لو اضطرت الحكومة لمخاطبة الناس كل يوم عشان توصلهم المعلومة المضبوطة، ولا تتركهم فريسة لإشاعات برامج التوك شو، وكمان قبل ما آخذ القرار أخاطب الناس وأناقشهم وأقول لهم ليه الحكومة أقدمت على القرار ده، وفوائده الجمة والعائد الإصلاحى من ورائه، وبالتالى يمكن أن يتقبله الشعب، لذلك أطالبهم بأن يسيروا على نمط الدول الديمقراطية، فى عمل كل شهر أو كل ٣ أسابيع لقاء موسع يضم فئات مختلفة من الشعب.

حقيقة الضجة التى أثيرت بخصوص «قانون الميراث» وقت مبارك.. الآن يُمكن أن تُحدثينا عنها؟

قانون الميراث معمول به منذ ٢٠٠٦، وأنا قدمته بنفسى لوزير العدل ولكن رفضه على الرغم من أن رئيس المجلس القومى للمرأة كان وقتها حرم رئيس الجمهورية، السيدة سوزان مبارك، ومع ذلك لم يلق لهذا القانون بالًا، وكانت طريقتنا فى البحث، أن نجرى البحث على الواقع ولا نكتفى فقط بسماع أقوال الناس.

اللى حصل إننا لاقينا إن البنت والولد بيتحرموا من الميراث لو كانوا صغار، يعنى لو واحد معدوم الضمير، أخوه مات وعنده أطفال، يقوم حارم الكل ويقول مراته هتتجوز، فغيرنا الصيغة، بكلمة الوريث الشرعى، ذكرًا كان أو أنثى أى أننا صغنا عقوبة لمن يحرم وريثا من إرثه الشرعى سواءً كان أباها أو أخاها.

بحكم قربك من السيدتين جيهان وسوزان.. أيتهما نشطت فى حقوق الإنسان؟

اشتغلت مع السيدة جيهان السادات كثيرًا وهى التى دفعتنى بصحبة ٤ آخرين  للعمل أيضًا مع السيدة سوزان مبارك عقب تولى الرئيس مبارك الحكم، ولكن المقارنة بينهما صعبة،  فكلتاهما نشطت جدا فى فترتها بحسب ظروف كل منهما، فلا تصلح المقارنة، لأن الرئيس السادات مسك الحكم مدة ١٠ سنين فى حين أن حكم مبارك استمر طيلة ٣٠ عامًا فهل كمية الشغل ده هيكون قد دى، إنما الاتنين عملوا جهد وقاموا بشغلهم وكان هدفهم المصلحة العامة وأعمالهم لم تصب فى صالح المرأة وحدها ولكن فى صالح المرأة والطفل والأسرة .

أزمة تيران وصنافير مع السعودية لا تزالت مشتعلة إلى الآن.. فإلى أى الفريقين تنحازين؟

لا أحد يستطيع أن يتصور أن الجيش ممكن أن يفرط فى شوية رمل من أرضنا، لو حد تانى غير الجيش كان ممكن أقول لدواع سياسية أما إننا نسىء الظن فى الجيش اللى حمانا، فده كلام غير منطقى، وتيران وصنافير تابعة للسعودية من زمان من أيام ما كانوا لسه بادئين يقسموا حدود الدول أيام الإنجليز، ثم بعد ذلك تم وضعها تحت تصرف الإدارة المصرية.

وبعد ثورة يناير.. هل كانت هناك اتصالات بينك وبين سوزان مبارك؟