المحتوى الرئيسى

أخطاء مجانية وعشوائية.. وفستان سما! | المصري اليوم

11/17 04:46

يقرأ ضيوف المهرجان فى أول لحظات دخولهم كلمات على لسان شخصية أبوهيبة التى أداها محمود عبدالعزيز فى (جبل الحلال) وهو يتحدث عن الموت، وبعدها يصعدون على السجادة يستمعون إلى محمود يغنى (الكيمى كيمى كا)، يبدو الأمر(سمك لبن تمر هندى).

وبعد ذلك تعددت أخطاء تلك الليلة، ولا داعى أن نحيل كل شىء لفقر الإمكانيات، نعم من الممكن ألا يستطيع المهرجان بتلك الأموال المتواضعة جلب نجمة بحجم ميريل ستريب، ولكنه يستطيع أن يقدم نتائج أفضل.

لا أحد يُنكر أن مصر تعانى من أزمة مالية طاحنة، وأن الجنيه بعد تعويمه ترنح كثيرا بالقياس لكل العملات، المهرجان يتعامل أساسا فى أغلب فعالياته بالدولار، ولو أردت أن ترتكن لكل تلك الأسباب لتجد مخرجا من المأزق فلا بأس، إلا أنك فى هذه الحالة تضحك على نفسك.

دعونا نلق نظرة على خشبة المسرح بدار الأوبرا، خالد جلال واحد من أهم مخرجى جيله مسرحيا بل هو تقريبا صار الورقة الوحيدة التى يتم الاستعانة بها فى إخراج حفلات افتتاح المهرجانات التى تقيمها الدولة، إلا أن المسرح كان متخبطا وعشوائيا، والأغنية التى تتغنى بها نسمة محجوب وهى تذكر أسماء النجوم مصريين وعرباً وأجانب ركيكة جدا، الخشبة فى الحقيقة تذكرك بالحفلات التى كنا نقيمها على مسرح (مدرسة أحمد لطفى السيد) الابتدائية، مع الفارق أننا كنا كتلاميذ دمنا أخف .

خالد يغش دائما من ورقة العام الماضى ولا يفكر فى التمرد، نرى فى أغلب الحفلات الرسمية المذيعة جاسمين طه زكى وهى بالمناسبة تتوفر فيها كل الشروط.. حضور وثقافة وإجادة أكثر من لغة وبالطبع خبرة ولكن هذا هو تحديدا الـ (ستريو تايب) الذى يجعلك توقن أنه لا جديد، قالوا لى إن خالد يخشى التغيير، ولم يدرك أن الملل الذى يُحدثه التكرار هو سيد الأخطاء.

بقدر ما أسعدنى أن يلقى وزير الثقافة حلمى النمنم كلمته فى مدة لا تتجاوز 15 ثانية فقط، بدون ثرثرة، بقدر ما أتعسنى تواجده على الخشبة بدون إعداد مسبق للحركة- الميزانسين- كان هناك ارتباك حتى إن الوزير أثناء تسليم جوائز فاتن حمامة كثيرا ما كان يضطر إلى أن يمنح ظهره للجمهور أو يتولى هو تنظيم الوقوف على خشبة المسرح.

رئيس شرف المهرجان محمود حميدة اسم كبير ولا شك، ولكن ما الذى أضافه حقيقة للمهرجان، هل شاهدتم حميدة فى فضائية مثلا يتحدث عن المهرجان وفعالياته، تذكروا عمر الشريف رئيس شرف المهرجان كيف كان يشارك بالحضور والحديث بل كان يساهم فى توزيع الجوائز وإلقاء كلمات وقفشات، ليمنح المهرجان البريق، حميدة كان صامتا يوم الافتتاح، وقبل أن تقدمه المذيعة تصاحبه بكليب، رئيس شرف المهرجان يعنى أن الفرح فرحه فما هو الداعى لتلك المقدمة التى تتغنى بصاحب الليلة.

تكرار الأسماء سمة سلبية، لا يجوز أدبيا أن تجد مُكرماً وفى نفس الوقت عضوا فى لجنة تحكيم، ثلاث حالات حتى الآن المخرج المالى عمر سيسيكو عضو لجنة التحكيم والمخرج الألمانى كريستيان بزولد رئيس لجنة التحكيم، حصل الأول على تقديرية فاتن والثانى على التميز، ثالثة الحالات حدثت فى قسم (افاق) تمت الاستعانة بإلهام شاهين فى عضوية لجنة التحكيم، صحيح أن فيلمها (يوم للستات) فى (المسابقة الدولية) من الناحية الشكلية لا يوجد تعارض، ولكن تواجدها يحمل قدرا من الحساسية المجانية، وكـأنه لا يوجد فى مصر والوطن العربى فنانة أخرى، ممكن الاستعانة بها، كان على إلهام فى الحقيقة أن تدرك أن النجم لا يصعد على المسرح مرتين، وكان عليها أن تكتفى بالصعود مرة واحدة بطلة ومنتجة لفيلم الافتتاح.

تخبط مشترك بين مهرجان ونجمة موهوبة ولكنها فى نفس الوقت لا تملك فن إدارة الموهبة.

ويبقى غياب النجوم وهى ظاهرة معتادة ومتكررة، حتى إن النجمين حسين فهمى وعزت أبوعوف لم يحضرا وهما اللذان رأسا المهرجان فى الأعوام الماضية، وكثيرا ما كانا يطلبان من زملائهما الحضور للافتتاح بدوافع وطنية حينا، وبدوافع صداقة حينا آخر،عندما تغيرت مواقعهما لم أرهما، حسين فهمى تواجد الدورة الماضية لأنه حصل على جائزة فاتن حمامة التقديرية. نقيب الممثلين أشرف زكى كان من المفترض أن يتصدر قائمة الحضور بصفتيه الشخصية والاعتبارية، على الأقل ليضرب لزملائه نموذجا يحتذى، يقولون إن الحزن على غياب محمود، دفعهم للاعتذار، لقد كان الحفل مظاهرة حب لمحمود فكيف فاتهم التعبير عن الحب.

الفنان فى مصر يفضل دائما أن يجلس فى (الكوشة) ليصبح العريس أو العروس ولا يصدق أبدا أنه من الممكن أن يلعب دور (المعازيم)، لماذا لم يأت نجوم كبار ليشاركوا فى التصفيق لجائزة الراحل محمد خان، أو أين الشباب فى مشاركة فرحة أحمد حلمى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل