المحتوى الرئيسى

«رقية» ذات السنوات التسع تهزم «السرطان» وتضفر شعرها مجددا

11/17 01:41

لم تكن «رقية» صاحبة السنوات التسع تدرك أن مجرد «مغص» في المعدة، قد يكون نقطة تحول في حياتها مبكرًا، ليصعب عليها الطعام والشراب واللهو، وتودع ضفائر شعرها المنسدل على كتفيها.

البداية.. عندما شعرت «رقية» بآلام في البطن منعتها من الأكل والنوم، ليشخص الأطباء حالتها كـ«التهاب في الأمعاء» ولم يأت الدواء بثماره، وتطور الأمر إلى صعوبة في المشي والحركة؛ لتظن والدتها أنها مصابة بـ«التهاب في الزائدة الدودية»، وتثبت الآشعة المقطعية وجود «ورم سرطاني على المبيض» يتطلب جراحة مستعجلة لاستئصاله، ثم ست جلسات علاج كيماوي.

وفيما يلي تحاور «الشروق» بالتعاون مع «الجمعية المصرية لمرضى السرطان» الناجية من السرطان «رقية»..

- في سنة كام يا رقية؟

* 9 سنين وعيد ميلادي كان النهارده وبحتفل بيه مع المحاربين في الجمعية.

- وليه بتحتفلي مع المحاربين هنا؟

* لأني بحبهم، هم كمان بيحسوا بيا وبنساعد بعض.

- اتمنيتي ايه في السنة الجديدة؟

* اتمنيت اذاكر كويس وأنجح علشان أكبر وأبقى دكتورة أطفال أورام.

- وليه دكتورة أطفال أورام تحديدا؟

* علشان أنا هحس بالأطفال وبوجعهم، ومش هكتر جلسات الكيماوي عليهم زي ما الدكاترة عملوا معايا.

* أنا تعبت في التيرم التاني من سنة 2 ابتدائي، وعملت عملية، أخدت بعدها 6 جلسات كيماوي، وبعدين خفيت.

- واتعلمتي إيه يا رقية من المرض؟

* اتعلمت أصبر، لأن السرطان ده جنة من ربنا وكل ما هصبر كل ما جنتي هتكبر.

- وتنصحي محاربين السرطان بإيه؟

* لازم يكونوا أقوياء ويواجهوا السرطان؛ لأنه مش حكم إعدام، والدكتور قال لي إن السرطان هيصيبني تاني بنسبة 80%، وأنا مستنياه وهكسبه مرة تانية.

- ومين ساعدك في طريق محاربة السرطان والتغلب عليه؟

- تحبي تشكري مين يا رقية بعد ربنا؟

وانتقالا لكلمة السر التي رافقت «رقية» في طريق محاربة السرطان وقهره.. نحاور السيدة «شيماء» والدتها.

- «ماما».. هذه هي الكلمة التي ختمت بها «رقية» حديثها.. فكيف واجهتي مرض طفلتك؟

* ابنتي كانت تعاني من «مغص» وسوء التشخيص الطبي جعلنا نهدر ثلاثة أسابيع في علاج غير مُجدِ، وبعد عمل الآشعة المقطعية تبين وجود ورم على المبيض وأجمع الأطباء على ضرورة إجراء جراحة عاجلة؛ تجنبًا للالتهاب البروتوني واحتمالية تسممها خلال ساعات، وبالفعل أجرت الجراحة وتم استئصال المبيض والورم الموجود عليه، ثم أجرينا 6 جلسات علاج كيميائي.

- كيف تم تأهيلها نفسيا لمواجهة السرطان؟

* حاولت إسعادها بكافة الطرق؛ حتى تتناول الطعام على الأقل؛ من أجل تكوين مناعة واستكمال جلسات العلاج، وقلت لها إن السرطان مرض الجنة، والمعاناة في الدنيا ستوفر لها الجنة في الآخرة.

- ماذا قالت لكِ «رقية» أثناء العلاج؟

* «هموت يا ماما.. وهبقى قرعة علشان الكيماوي»، ولكني دائمًا كنت أصبّرها، وأؤكد لها أن الله سيعوضها عن كل الألم والسخافات التي تتحملها، وستستطيع هزم السرطان.

- وما هي أبرز تلك السخافات؟

* سقوط الشعر كان شيئا قاسيا، وأغلب الأطفال كانوا يسخرون منها، ويقولون لها: «شعرك وقع انزلي هاتيه»، وهي تأثرت كثيرا وكادت أن تيأس في أكثر من مرة، ولكني قصصت شعري مثلها لأشاركها تلك المعاناة، وكل أطفال العائلة حاولوا تغطية شعرهم أمامها، وهي تقبلت هذه المعاناة رغبة في الوصول إلى الجنة.

- هل من عوامل أخرى ساعدت في تأهيلها نفسيا؟

* الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، كانت عاملا نفسيا هاما للغاية؛ لأن المحاربون احتضنوا ابنتي، وشاركوها في المعاناة، وقدموا لها كل أنواع الدعم، والتجربة أثبتت أهمية الدعم النفسي للمريض.

- هل خطوات العلاج كانت متوفرة ومتيسرة؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل