المحتوى الرئيسى

بالجرأة والمواقف المحرجة.. سما المصري ومريم حسن بطلتا مهرجان القاهرة السينمائي

11/16 13:25

حدث فني كبير شهدته مصر، مساء أمس، ببدء فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ38، واتجهت له الكثير من الأنظار، تحديدًا لأنه جاء بعد وفاة الساحر محمود عبدالعزيز بأيام قليلة، وكان الهدف الأساسي من المهرجان تكريم الفنان الراحل، الذي غادر عالمنا، السبت الماضي، بعد صراع مع مرض السرطان.

وتصدر مهرجان القاهرة السينمائي قائمة الأكثر بحثًا على موقع "جوجل"، ولكن بجانب تصدر الحدث ككل لموقع البحث الأشهر، كان الفنانتين سما المصري ومريم حسن محل بحث أيضًا من قِبل الجمهور المصري، بل وتقريبًا سحبتا الأنظار من كل الفنانات الآخريات على السجادة الحمراء، ليس بسبب تكريمهما أو مشاركتهما بأعمال فنية في المهرجان، ولكن بسبب فساتينهما الجريئة بشكل كبير، وسقوطتهما على السجادة الحمراء.

بمجرد أن وطأت قدما سما المصري على السجادة الحمراء اندهش الجميع من وجود الراقصة في حدث فني مهم كهذا، وهي أكبر انجاز صنعته في حياتها كان قناة "فلول"!، إذا فماذا آتى بها للمهرجان، يجب أن أحد أرسل لها دعوة وكان من العيب عدم تلبيتها.

ومادام إنه أول مهرجان تقريبًا تتشرف سما بحضوره، كان من الطبيعي أن ترتبك بعض الشئ عند وقوفها على السجادة الحمراء، فتعرضت لموقف محرج بـ"كعبلتها" وسقوطها قبل أن تتدارك الأمر سريعًا، ولكن طبعًا لم ترحمها عدسات المصورين.

كذلك أثارت إطلالة سما جدلًا كبيرًا، بسبب سوء اختيارها لذوق الفستان نفسه من ناحية، ولجرأته من ناحية أخرى.

أما الفنانة الشابة مريم حسن، فقد خطفت الأنظار بفستان أحمر ساحر، ولكن ما حُسب عليها أيضًا هو الجرأة الكبيرة التي تمتع بها الفستان، كما أفسد الإطلالة تعثرها في ذيله خلال سيرها على السجادة الحمراء.

وعلى ذكر المواقف المحرجة، كادت الفنانة إلهام شاهين تقطع فستانها وهي تستعرضه مع الإعلامية لميس الحديدي، على هامش المهرجان، فتشابك خاتمها الكبير مع الفستان، ولكن مرّ الموقف بسلام، وقالت أن الفستان من صنع مصمم لبناني يدعى "كوكو".

حالفني الحظ لأول مرة منذ أعوام لأحضر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام في دورته الـ سابعة والثلاثين، بل حالفني الحظ أيضًا لأشاهد أفلامًا عديدة من بلدان مختلفة لم أكن أتخيل أن أشاهدها لو جائتني تتهادى إلى جهاز الكمبيوتر، ولعل هذه الأفلام تحديدًا هي أهم ما يخرج به محبو السينما من مثل تلك المهرجانات، فأن تشاهد فيلمًا "سويديًا" أو "دنماركيًا" أو حتى "كوريًا" بل و"بوسنيًا" أيضًا لهي فرصة عظيمة ربما لن تتوفر لك إلا في مهرجانٍ كهذا.

حينما أفكّر الآن في قائمة الأفلام التي شاهدتها خلال الأسبوع، وما أعجبني بشكل أكبر منهم، أتخيّل أن مخرجًا ما ربما يفكّر أن يجمع "من كل فيلم مشهد" لكي يصنع ذلك الفيلم الفارق، والمختلف والذي يكون هو الأحق بجائزة المهرجان، وسواء كانت الأفلام الفائزة هي ما أتيح لي أن أشاهده، أم كانت أفلامًا أخرى، فإنه يبقى أني شاهدت في النهاية عددًا كبيرًا من الأفلام، والمفارقة أنه لم يحصل على جائزة في المهرجان إلا فيلم واحد منهم، هو الفيلم الفرنسي (أنا جندية) أعجبني بعض هذه الأفلام، وأحببت أن أنقل إليكم ـ كمتفرج  لا ناقد ـ بعضًا منها:

لتكن البداية مع الأفلام التي ظهرت فيها تيمة "الانتحار" وتم التعامل معها ومعاجلتها بشكل مختلف

في الفيلم الدنماركي "بين ذراعيك" In Your Arms نفاجأ بالبطل المريض الذي فقد كل أملٍ له في الحياة ويسعى حثيثًا إلى "الموت"، يفكّر في "الانتحار" وفي الوقت الذي تقف فيه عائلته ضد رغبته يجد الممرضة التي تبدو مشفقةً على حالته موافقة على أن تصحبه إلى رحلة "الانتحار"/الموت، تلك الرحلة الغريبة الفريدة من نوعها التي يستكشف فيها كل طرفٍ منهم ذاته، وتحاول أن تتصالح تلك الممرضة مع ذاتها، وتستعيد علاقتها التي غابت طويلًا، تبدو علاقة المريض "نيلز" بالحياة التي يسعى بكامل إرداته للتخلص منها مناقضة تمامًا لرغبة الممرضة "ماريا" في استكشاف الحياة بشكل مختلف ومغاير لما اعتادت عليه في حياتها السابقة، ثمّة لحظة فارقة يصل إليها بطلي الفيلم رغم اختلاف توجه كلِ منهما ينجح المخرج في رصدها بشكل متميز.

وتتكرر تيمة "الانتحار" تلك مرة أخرى في فيلم دنماركي آخر بشكل مختلف، هو "مقاطعة بريدجيند" Bridgend  إذ تعود "سارة" مع والدها ضابط الشرطة إلى قريتهم التي يفاجَؤون أن بها عدد من حالات الانتحار بين شباب القرية، وهي حالات انتحار غير مسببة كل صباح، بينما يتعامل معها الشباب بطقوس وحالات خاصة جدًا، إذ يعتبرون المنتحر لا يزال معهم يهتفون باسمه ويسبحون في بحيرة القرية وهم عراة يتجمعون كل ليلة ويمارسون كل ما يريدون مكونين رابطة خاصة تعزلهم عن "الآباء" الذين يرونهم عقبة في طريقهم لا يمكنهم التواصل معهم ولا فهم ما يفعلون، تنخرط البطلة "سارة" ابنة الشرطي (الذي يصادف أنه يحقق في حالات الانتحار تلك) تنضم لهؤلاء الشباب تدريجيًا حتى تنخرط في تفاصيلهم وتصبح واحدةً منهم، وتنشأ علاقة حب استثنائية بينها وبين أحد هؤلاء الشباب، وتحاول إنقاذه من الانتحار، ثم تحاول هي أيضًا أن تنتحر إلا أنهم ينجحون في إنقاذها. في المشهد الأخير من الفيلم يهرع هؤلاء الشباب مجددًا إلى البحيرة عراةً يصرخون رافضين ما يقوم به الآباء، فيما يحاول والد سارة "الشرطي" أن يحرق أشجار الغابة الكثيفة التي كان هؤلاء الشباب يتجمعون عندها باستمرار، في تلك الحكاية يرسم المخرج والسيناريست حالة سينمائية خاصة جدًا تبدو كئيبة ولكنها صرخة قوية يطلقها هؤلاء الشباب بطريقتهم الخاصة وطقوسهم الغريبة في مواجهة المجتمع الرافض لهم على الدوام!

وعلى الرغم من أن الفيلم "البوسني" (حياتنا اليومية) Our Everyday Life يتحدث أو يرصد واقع حياة عائلة من "البوسنة" بعد سنوات الحرب الشهيرة، إلا أن تفاصيل الفيلم "الإنسانية" بدت شديدة الواقعية وشديدة القرب من المجتمعات العربية بشكل يدعو للدهشة، فها هو الأب يفقد منصبه في الشركة التي ظل يعمل بها 30 عامًا فيما يعود ابنه إلى المنزل باحثًا عن عملٍ أو دورٍ يقوم به ليكتشف مرض والده بسرطان الثدي ويقع في علاقة حبٍ بجارته الشابه التي تحاول أن ترصد آثار الحرب من خلال معرض صور.

ركزت مخرجته "إيناس تانوفيتش" على تفاصيل الحياة اليومية البسيطة التي تبدو متقاطعة مع مجتمعاتنا، إذ نجد الأب يحاول أن يفرض رأيه ورؤيته للحياة على ابنه وابنته التي سافرت وتركتهم، متجاهلًا تلك الأم التي تعاني من المرض الخطير ولا تستطيع أن تصارحه به، وفي الوقت نفسه يحاول الابن أن يوضح لوالده أن نظرته للحياة مختلفة، وأنه لا يريد أن ينجب أبناءً في هذا العالم ووسط هذه الفوضى التي لا يستطيع أن يتحمل فيها مسؤولية ابن آخر، وتترك المخرجة النهاية مفتوحة بمشهد خروج البطل وحبيبته من نفقٍ مظلم إلى النور كأنهما يبحثان عن الأمل بعيدًا!

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل