المحتوى الرئيسى

إستيفان روستي.. النمساوي الفالح

11/16 11:39

"أبوس القدم.. وأبدي الندم.. على غلطتي في حق الغنم"، بهذا الكلمات نطق استيفان روستي معتذرا لـ"سلامة" أم كلثوم بعد أن أخطأ في حقها في الفيلم الشهير، وفي طفولتي عندما كنت أشاهد هذا العمل لم أكن أتخيل أن هذا الرجل الشرير هو نفسه خفيف الدم الذي يطل علينا من الشاشة الصغيرة في أكثر من عمل، وهذا هو سر تميز الفنان الراحل.

قصة حياة إستيفان روستي المولود في السادس عشر من نوفمبر عام 1891 كانت أشبه بروايات الأفلام القديمة، حيث التقى والده البارون النمساوي ابن الأسرة العريقة بزوجته الإيطالية بعد سفره لروما لرفضه الزواج من ابنة عمه، قبل أن يذهب معها للعيش في مصر وتحديدا في شبرا، وقبل أن يولد إستيفان بشهرين يسافر الوالد للنمسا خوفا من تهديد والده له بحرمانه من ميراث الأسرة، وبعد أن يولد إستيفان تضطر أمه لبيع الفيلا الخاصة بهما والعيش في شقة بسيطة لتستطيع توفير نفقات ابنها الصغير، فتلحقه بمدرسة الفرير الفرنسية، ثم المدرسة الخديوية ليحصل منها على الشهادة الثانوية.

أثناء الدراسة ارتكب الطالب إستيفان روستي ذنبا ظل يلوم نفسه عليه مدة طويلة، حيث قام بأكل علبة سردين في الفصل وشاء حظه أن يمر يومها وزير المعارف "سعد زغلول" على المدرسة ويتكشف ما فعله، وبسؤاله يعترف أنه أكلها في حصة مدرس الإنجليلزي الذي يكرهه، رغم أنه فعل ذلك في حصة الرسم، ليتم عقاب مدرس الإنجليزي ونقله للصعيد، وهو ما اعترف الفنان الراحل في البرنامج الإذاعي "كرسي الاعتراف".

في المدرسة الخديوية التحق ستيفان بفريق المسرح وتفوق فيه بشدة، قبل يفصل من المدرسة لعمله بالتمثيل ثم يعمل في مصلحة البريد التي تفصله هي الأخرى بسبب الفن، فيسافر إيطاليا باحثا عن العمل، قبل أن يسافر للنمسا ثم يقرر دراسة التمثيل بعد مقابلته لمحمد كريم وسراج منير في ألمانيا، وبعد عودته لمصر قام بإخراج أول أفلامه وهو "ليلى" من إنتاج عزيزة أمير، ثم شق طريقه بعد ذلك نحو التميز والخلود الفني.

حياة إستيفان روستي العاطفية لم تختلف عن حياته العائلية، فقد مر شرير السينما خفيف الدم بقصة حب مؤلمة مع راقصة نمساوية وسافر وراءها للنمسا ليكتشف أن حبيبته على علاقة بوالده الذي طرده من قصره لهذا السبب، فعاش الرجل حتى وصل عامه الستين دون زواج، إلى أن التقى  بزوجته التي عاش معها حتى وفاته.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل