سناء.. «فراشة المعتقل» تعانق الحرية

خرجت فراشة السجون إلى الحرية بعد أن دفعت ست أشهر من عمرها داخل الحبس.. سناء سيف الناشطة السياسية الحقوقية، التى أصدرت المحكمة قرارًا بحبسها بتهمة "إهانة القضاء"، وذلك لمقولتها الشهيرة التي اعتبرتها النيابة العامة إهانة والتى قالت فيها "بما أن منظومة العدالة فقدت سيادتها على قراراتها والحياد والتزامها بتطبيق العدالة، والسلطة التنفيذية هى اللى بتدير الدولة وأنا حصل معايا تجربة شخصية تثبت ده وصدر ضدى حكم نهائى ظالم واتحبست سنة و3 أشهر وفى الآخر خرجت بقرار عفو من السلطة التنفيذية بالتالى أنا شايفة أن التحقيق ده صورى وأرفض التعامل معاه"، وقضت محكمة جنح السيدة زينب بحسبها 6 أشهر فى الرابع منذ شهر مايو الماضي.

بدأت سناء نشاطها السياسى عام 2011 فى ذروة الاحتجاجات الثورية، وأول تجربة لها كانت فى تجمع باسم خالد سعيد، ثم أسست مع مجموعة من الأصدقاء جريدة مستقلة هى "الجورنال" لمناقشة قضايا الربيع العربي، وسرعان ما اكتسبت الجريدة شعبية كبيرة وارتفع إنتاجها إلى أكثر من 30,000 نسخة لكل قضية.

ومنذ مشاركتها فى ثورة يناير، أصبحت سناء نشطة جداً فى حركات الاحتجاج وقضايا حقوق الإنسان، وقدوة للثوار الذين يحترمون نشاطها السياسى والحقوقي.

ولأن طريق النضال الثورى ليس مفروشا بالورود بدأت ابنة المناضل أحمد سيف الإسلام والمناضلة ليلى سويف تدفع ثمن النضال فى 21 يونيو 2014، عندما تم القبض عليها و32 آخرين من أمام قصر الاتحادية لاشتراكهم فى مسيرة للتنديد بقانون التظاهر ووجهت إليهم تهم أخرى كالاعتداء على ضباط الشرطة وإتلاف الممتلكات العامة.

وفى 26 أكتوبر 2014 حكمت محكمة جنح مصر الجديدة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة على كل المتهمين فى القضية بالحبس 3 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه وقضت المحكمة بتغريمهم التلفيات ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة 3 سنوات بعد خروجهم، وفى 28 ديسمبر 2014 خفضت محكمة الاستئناف الحكم إلى السجن عامين والمراقبة عامين آخرين.

وفى فبراير 2015 لم يتم العفو عن المتهمين رغم انتشار شائعات تفيد بأنه سيتم العفو عنهم وإطلاق سراحهم فى ذكرى ثورة 25 يناير، وفى 23 سبتمبر 2015، وقبل يوم من مغادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى نيويورك للاجتماع مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، صدر عفو رئاسى يشمل 100 من الشباب المتهمين بقضايا مثيرة للجدل وذات دوافع سياسية، كقضية احتجاجات مجلس الشورى والمتهمين فى قضية قصر الاتحادية بانتهاك قانون التظاهر، ومنهم سناء عبد الفتاح ويارا سلام، كما شمل العفو المتهمين ذوى الأوضاع الصحية الحرجة.