المحتوى الرئيسى

محمد هنيدي "الظاهرة" ..من كتاب "صناع البهجة" لمحمد توفيق - E3lam.Org

11/16 08:36

صدر حديثًا كتاب بعنوان “صناع البهجة”  للكاتب الصحفي “محمد توفيق” عن دار “أجيال” للنشر. الكتاب يرصد كبار صناع البهجة للشعب المصري في عالم الصحافة والأدب والفن والرياضة.

ويضم الكتاب نحو 50 شخصية ساهمت في صناعة بهجة الشارع المصري طوال العقود الماضية، مع اختلاف شهرتهم وتأثيرهم وحجم إنجازاتهم.

إعلام دوت أورج ينشر فصل “الظاهرة” عن الفنان محمد هنيدي من كتاب “صناع البهجة”

في صيف 97 كانت مصر تعيش حالة من الحزن بعد أن ودّعت مصطفى أمين ومديحة كامل ومحمد عوض والكاتبة سهير القلماوي خلال أربعة أشهر فقط، وكان الملل متسيدًا والجمود السياسي والرياضي والفني مسيطرًا.

مبارك يدخل عامه السادس عشر في الحكم ولا بوادر لإصلاح.. والأهلي يحصل على الدوري للمرة الرابعة على التوالي دون منافس، والمنتخب يعيش واحدة من أسوأ فتراته، وأفيشات نادية الجندي تنتشر في الشوارع وتحتل واجهات السينمات باعتبارها نجمة الجماهير، ولا ينافسها على الإيرادات سوى عادل إمام.

في هذا التوقيت كان أحمد زكي يستعد لفيلمه الجديد «البطل» ويمنح مجموعة من المواهب الشابة الفرصة للظهور من بينهم محمد هنيدي.

كان «هنيدي» يبذل قصارى جهده لإثبات وجوده، فقد كان يذاكر الدور جيدًا، ويتقن الأداء، ويذهب مبكرًا، وينصرف متأخرًا، ويحاول أن يلفت النظر لعله ينطلق نحو الشهرة والنجومية؛ فالفرصة لا تأتي كثيرًا فما بالك بفرصة أمام أحمد زكي.

وفي وقت فراغه لا يمانع أن يشارك في فيلم آخر مجاملة لصديقه وفرصة يحصل منها على مبلغ من المال يعينه على الأيام؛ لكنه لم يشغل باله بشيء إلا بانتظار ظهور فيلم «البطل».

وكان الفيلم الثاني بمثابة «نحتاية» أو «سبوبة» يذهب إليها بروح مرحة ويؤديها بخفة ظل دون اكتراث لسيناريو أو حوار أو قواعد تمثيلية صارمة مثل التي يفرضها عليه العمل مع أحمد زكي.

وجاء موعد العرض، وظهر أولًا الفيلم الذي لم يكن «هنيدي» مهتمًّا به، ولا مشغولًا بمشاهدته؛ لكن ظهوره أعلن نهاية حقبة وبداية عصر جديد بنجوم جدد، كان هذا الفيلم هو «إسماعيلية رايح جاي» بطولة محمد فؤاد ومعه خالد النبوي وحنان ترك ومحمد هنيدي ونجح وكسر تابوهات كثيرة وتجاوزت إيراداته ما كان يتوقعه أكثر الناس تفاؤلًا، وطغى نجاحه على كل الأفلام التي ظهرت قبله وبعده -في تلك المرحلة- بما فيها فيلم «البطل» ذاته!

ربما كانت مصر تريد أن تضحك، وتخرج عن المألوف، وتكسر حالة الملل، وتعيش أجواء المرح، وترى وجوهًا جديدة؛ لكن أحدًا لم يصدق ما جرى بمن فيهم «محمد هنيدي» الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها مشهورًا ومحاطًا بآلاف المعجبين في أحد أحياء الإسكندرية، بل كاد يلتقط أنفاسه الأخيرة وهم يحتفون به، ولولا تدخل الشرطة لما خرج سالمًا.

لم يكن هذا هو العمل الأول لـ«هنيدي» ولا حتى الثاني ولا الثالث فمنذ تخرجه في معهد السينما عام 1991 وقبل ذلك التاريخ وهو يشارك في أعمال سينمائية ودرامية لكنه لم يلفت النظر بدرجة تجعل المخرجين والمنتجين ينظرون إليه باعتباره يصلح لدور البطولة خصوصًا أن ملامحه لا تشي بذلك.

قِصر قامة «هنيدي» وصلعة مقدمة رأسه لا تجعل منه «جان» يتصدر الأفيش؛ لكنه هدم كل تلك القواعد بخفة ظله وحضوره، وصنع مقاييس أخرى وفتح الباب لجيل كامل من الفنانين وقائمة طويلة من الممثلين كان هو طريقهم للشهرة والنجومية فهو يستحق أن يكون الراعي الرسمي لهذا الجيل الذي يضم أحمد السقا وهاني رمزي ومنى زكي وحنان ترك وغادة عادل وفتحي عبد الوهاب وطارق لطفي وغيرهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل