المحتوى الرئيسى

السلفية تثأر لمؤتمر الشيشان في الكويت.. تعريف أهل السنة يشعل المكايدة بين السلف والصوفية.. وكيل الأوقاف: إقحام الأزهر في مناورات طائفية مرفوض

11/16 00:05

من الشيشان إلي الكويت حيث عقد اثنين من أكبر المؤتمرات الإسلامية، صاحبهما موجة إنتقادات عاتيه بين الفرق الإسلامية المندرجة تحت مذهب أهل السنة والجماعة، بعد أن جاء الأخير على ما يبدوا ردة فعل وتصفية حساب ثأرًا من منظمي الأول.

فقبل أيام، عقد علماء 25 دولة عربية وإسلامية مؤتمرًا في الكويت تحت عنوان "المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره في الوقاية من التطرف والغلو"، عرف العلماء المشاركون أهل السنة بأنهم "هم المتبعون للكتاب والسنة، وأن رؤوسهم هم الصحابة ثم التابعون، ثم تابعو التابعين، ومن جاء بعدهم وسار على منهجهم".

وأكد المشاركون في المؤتمر على وحدة أهل السنة والجماعة، ورفضوا ما ورد في مؤتمر غروزني قبل حوالي شهرين من تصنيف بعض المكونات كالسلفية والوهابية خارجة عن وصف أهل السنة.

وجاء مؤتمر الكويت ردًا على مؤتمر دولي استضافته العاصمة الشيشانية "جروزني" في الفترة من 25 إلى 27 أغسطس الماضي بعنوان من هم أهل السنة بمشاركة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ووفد كبير مرافق له، إلى جانب مئات العلماء والشخصيات الدينية من عدد من الدول الإسلامية.

أثار البيان الختامي لمؤتمر "جروزني" عاصفة غضب في السعودية وعددًا من دول الخليج، بعد أن استثني المؤتمر من تعريف أهل السنة التيارات السلفية والحركة الوهابية التي تعتقدها السعودية.

وإزاء ذلك، أًصدرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية بيانًا حذرت فيه من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، ومن النفخ فيما يشتت الأمة ولا يجمعها، وليس من الكياسة ولا من الحكمة والحصافة، توظيف المآسي والأزمات لتوجهات سياسية وانتماءات فكرية، ورفع الشعارات والمزايدات والاتهامات والتجريح - بحسب بيانها- .

وبدروه أصدر الأزهر الشريف من خلال مركزه الإعلامي بيانًا توضيحيًا حول موقفه من تعريف أهل السنة، قائلًا:" إن الدكتور أحمد الطيب نصَّ خلال كلمته للأمة في هذا المؤتمر - جروزني - على أن مفهوم أهل السُّنة والجماعة يُطْلَق على الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث، معبرًا بذلك عن مذهب الأزهر الواضح في هذه القضية".

وقبل يومين عقد مؤتمر "المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره في الوقاية من الغلو والتطرف"، وترأسه مفتي موريتانيا، الشيخ أحمد بن المرابط، بدولة الكويت وبمشاركة 25 من وفود الدول العربية والإسلامية، حيث أكد المشاركون بالمؤتمر أن الهدف من التجمع هو الذب عن منهج أهل السنة والجماعة وتبرئته من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".

وجاء في بيان المؤتمر أن أهل السنة والجماعة هم المتبعون للكتاب والسنة، المنتمون إليهما، والمسلّمون لما فيهما، والمقدمون لهما على كل ما خالفهما، وهم المجتمعون على هذا الأصل القويم، ومن هنا سُموا أهل السنة والجماعة، ومن ألقابهم: أهل الحديث، وأهل الأثر، والفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والأمة الوسط، وأهل الحق، والسلفيون، ورؤوسهم: الصحابة، ثم التابعون كسعيد بن المسيب وابن سيرين وعطاء بن أبي رباح والحسن البصري والزهري.

الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، قال إن تعريف أهل السنة في مؤتمر الكويت يتسق مع تعريف الأزهر لأهل السنة ومن باب حسن النوايا قد يكون سقط سهوًا من التعريف ذكر الماتريدية والأشاعرة، ونحن لا نريد الدخول في صدام وتعريض الأزهر لمناورات لا طائل من ورائها"، لافتًا إلى أن معظم علماء العالم بما فيهم السعودية والخليج درسوا العلم الشرعي بين جنبات الأزهر بمؤسساته المختلفة.

وأشار "عبد اللطيف" في تصريح لـ"الدستور"، إلي أن الأزهر في مؤتمر الشيشان لم يكن منظمًا وإنما كان ضيفًا كما أن الجميع يقر بقيمته وقامته حيث كان له الحظ الأوفر في نشر الوسطية في جميع بلدان العالم ودائما ينادي بالالتزام والكتاب والسنة وينظر لجميع البلدان العربية والاسلامية أنهم أجنحة مكملة له".

وأضاف:"الأزهر الشريف له تاريخ وضاء وبعلمه الضاربة في جذور التاريخ وتستوعب كل علماء المسلمين على اختلاف بلدانهم وأجناسهم وأنماطهم ، لافتًا إلى أن مؤسسة الأزهر تتعاون مع الدول العربية والاسلامية كموسسة دعوية وتعليمية".

ووجه وكيل وزارة الأوقاف دعوة للأمة الإسلامية قائلًا:" أرجوا أن يأتى اليوم الذي تتوحد فيه كل الجهود العربية والاسلامية على قلب رجل واحد بالكاتب والسنة والرأي المعتدل الخالى من الزيف والتحريف والغلو والتطرف".

الدكتور كمال حبيب، الباحث في الشأن الإسلامي، أكد أن الدافع وراء بحث الدول الإسلامية عن تعريف لأهل السنة والجماعة الآن جاء مع ظهور جماعات الغلو والعنف والتشدد وصورة المنتسبون للإسلام، من أجل التفرقة بينهم وبين المعتزلة الذين يقولون بخلق القرآن والشيعة الإثنى عشرية وداعش وغيرها من الجماعات التكفيرية المتطرفة.

وأضاف حبيب في تصريح خاص لـ"الدستور" ،:" أهل السنة والجماعة هم الصوفية الملتزمون بالمنهج الشرعي والسلفية والأشاعرة والماتريدية كما أن الإخوان لا يخرجون من أهل السنة الذي هو مصطلح متسع للجميع بعيدا عن الخواج من التكفيريين وسفكة الدماء".

ولفت إلي أن التجاذب بين الأزهر والخليج حول تعريف أهل السنة كلام خاطئ ولا يجب توظيفه لصالح محاور إقليمية أو نزاعات سياسية فالأزهر لم يوفق في عدم ذكر السلفيين والوهابيين من أهل السنة، كما أن مؤتمر الكويت بعدم ذكر الأشاعرة والماتريدية أخطأ وبهذا يتم إحداث صراع حول مصطلح أهل السنة لابد أن يقضى عليه الأزهر حيث إن دوره الاحتواء الكامل للفريق الإسلامية تحت راية أهل السنة".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل