المحتوى الرئيسى

هل يشكل مرض أنفلونزا الطيور خطرا على البشر؟

11/15 22:26

سجلت ألمانيا وهولندا وبولندا والمجر والدنمارك والنمسا حالات إصابة بفيروس (أتش 5 أن 8) المسبب لأنفلونزا الطيور. وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية أن فيروس المرض انتقل عبر طيور الماء البرية المهاجرة. ويمكن انتقال العدوى للطيور الأخرى بصورة مباشرة أو غير مباشرة. 

وقررت حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا اليوم الثلاثاء (15 تشرين الثاني/نوفمبر 2016) إلزام مزارعي الدواجن بإبقاء الطيور داخل الأماكن المغلقة لمنع تفشي فيروس أنفلونزا الطيور. وتهدف الإجراءات الجديدة لمنع الطيور البرية من نقل الفيروس لطيور المزارع.

والإجراءات الوقائية الجديدة لها ما يبررها، إذ يمكن لفيروس (أتش 5 أن 8) المسبب للمرض الانتقال للبشر من الناحية النظرية. ويعيش هذا الفيروس في جميع أنواع الطيور، مثل الدجاج والوز والبط. والفيروس الذي اكتشف مؤخرا في ألمانيا يعد من الأنواع الخطرة والشرسة. ويمكنه الانتقال بسهولة إلى الطيور ويسبب أعراضا مرضية خطيرة لها. 

تعود خطورة المرض إلى نوع الفيروس. ويعتقد العلماء أن الثدييات تحتاج لكميات كبيرة من الفيروس لكي تمرض وتصاب به. وعند الإصابة تظهر بعض الأعراض مثل الحمى العالية والسعال ونوبات ضيق النفس. وتبدأ الأعراض بالظهور بعد يومين إلى خمسة أيام من الإصابة. ويعاني نحو نصف المصابين بالفيروس من آلام في المعدة والأمعاء ومن الإسهال والتقيؤ.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن نحو 850 شخصا أصيبوا بالفيروس المسبب للمرض منذ سنة 2003. فيما أصيب 450 آخرون ببعض أعراض المرض. وهنالك نوع من الفيروس اسمه (أتش 7 أن 9) من النوع الخفيف لكنه يبقى فترة طويلة دون التعرف عليه في الطيور. ويمكن لهذا الفيروس أن يسبب مخاطر للبشر، إذ توفي نحو 300 شخص في عام 2013 من بين 800 مصاب. ولا توجد معلومات عن عدد الإصابات بفيروس (أتش 5 أن 8) المنتشر حاليا.

منذ بداية العام تشهد الصين تزايدا في عدد حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور، ما دفع السلطات الصينية إلى البدء بحملة للقضاء على 20 ألف دجاجة وغيرها من أنواع الطيور، وظهرت موجة أنفلونزا الطيور في الصين منذ شهر شباط/فبراير الماضي الذي يسببه فيروس اتش7 ان 9 .

تنتقل فيروسات الإنفلونزا من طير إلى آخر. وعندها يجب إعلام السلطات بالأمر لاعتباره وباءاً خطيراً على الحيوان. أخطر الحالات هي الإصابة بفيروس H5N1 الذي يسبب إنفلونزا الطيور المعروفة. ورغم أن الفيروس ينتقل عادة بين الطيور نفسها، إلا أن إمكانية انتقاله للإنسان تبقى محتملة وخطيرة.

إذا ما أنتشر وباء أنفلونزا الطيور في مزرعة لإنتاج لحوم الدجاج، فيحنها يجب التخلص من جميع الطيور في المزرعة، وفق القانون الألماني النافذ منذ عام 1996، حيث تم التأكد من انتقال الفيروس من الطير إلى الإنسان. ويعتقد العلماء أن بانتقال الفيروس إلى الإنسان يولد جيلا جديدا يحمل أسم أج 7 ان 9. وأن الفيروس الجديد قد ظهر في عام 2013.

يعد تاميفلو من شركة روش واحدا من العقاقير المضادة لمكافحة الأنفلونزا. ما دفع الكثير من المقاطعات الألمانية إلى توفير كميات كبيرة من هذه المادة المكلفة تحسبا لانتشار وباء الأنفلونزا على نطاق واسع. لكن كميات كبيرة من هذه العقاقير لم تعد صالحة ويجب التخلص منها، علاوة على ذلك، يشكك العلماء بفعالية هذه العقاقير في مكافحة الأنفلونزا.

تقوم أغلب الشركات المنتجة للقاح الفيروسات بحقن بيض الدجاج بالفيروسات، التي تستخدم كحاضنات للفيروس. فالأنفلونزا تصيب الدجاج أيضاً. وبذلك يمكن الحصول على فيروسات لغرض اللقاح. ويمكن عادة الحصول على زجاجة لقاح من كل بيضة.

تصيب فيروسات الإنفلونزا الخنازير أيضاً، مسببة التهابات في الجهاز التنفسي، إذ يصيب نوع خاص من فيروس H1N1 الثدييات ومن ضمنها الإنسان. أحد أنواع فيروس H1N1 يسبب الأنفلونزا الإسبانية المعروفة. وفي عام 2009، انتشر المرض من جديد بين الخنازير وأصاب البشر، فيما يعرف بوباء الجائحة (Pandemie).

عام 2009 بدا فيروس انفلونزا الخنازير بالانتشار في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية ليصاب به بعد ذلك الكثيرون في جنوب آسيا وشرق إفريقيا وأمريكا الجنوبية . فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي أكثر من 18 ألف شخص بسبب الإصابة بأنفلونزا الخنازير.

غسل اليدين دائماً وسيلة ناجعة للنظافة والتخلص من الفيروسات العالقة عليها. ومن المهم عدم لمس العينين والأنف في حال عدم غسل اليدين، إذ يتسبب ذلك في نقل الفيروسات بسرعة إلى داخل الجسم.

وذكرت المؤسسة الاتحادية الألمانية لتقييم المخاطر أنه "من الناحية النظرية يمكن الإصابة بفيروس (أتش 5 أن 8). لكنه من المستبعد حصول ذلك". وذكرت المؤسسة أن حالات الإصابة عند البشر التي اكتشفت سابقا حدثت فقط عند الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة.

وأشار الموقع الالكتروني لصحيفة "راينيشه بوست" إلى أنه يمكن علاج أنفلونزا الطيور فقط في حالة الكشف المبكر عن الإصابة. إذ يمكن للأطباء وباستخدام أدوية مضادة للفيروسات منع انتشار المرض في الجسم. أما في حالة الكشف المتأخر فلا يمكن علاج المرض بل تقليل أعراضه فقط.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل