المحتوى الرئيسى

"إمبراطورية النفط" في قبضة العم سام.. أمريكا تحصد غنائم الحرب السورية.. "ترامب" يساوم ثوار ليبيا على حقول البترول.. والقواعد العسكرية بوابة واشنطن للسيطرة على نفط الخليج

11/15 20:25

السيطرة على نفط المنطقة العربية، حلمًا ظل يراود الرؤساء المتعاقبين علي حكم الولايات المتحدة الأمريكية حتي بات ملامحه تتجسد شيئًا فشيئًا علي أرض الواقع، وسط حربًا ضروس تخوض غمارها القوي الكبري اللاعبة علي الساحة الدولية علي تقاسم ثروات شتي بقاع العالم وفي القلب منها المنطقة الشرق أوسطية.

ومؤخرًا، أعادت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول النفط الليبي، المخططات الأمريكية لدائرة الضوء مجددًا، بعد أن كشف عن إتفاق مبرم بين بلاده ومعارضو نظام معمر القذافي في 2011، أشترطت بمقتضاه أمريكا على الثوار أن نأخذ نصف النفط الليبي مقابل مساعدتهم في حربهم ضد نظام القذافي".

ويعتمد الإقتصاد الليبي بشكل كبير على الطاقة، وقد إنخفضت مبيعات النفط والغاز بشكل حاد في سنة 2014 بعد تعطل الإمدادات في عدة موانئ رئيسية على خلفية المعارك الدائرة بين المجموعات المسلحة في هذا البلد. ويبلغ احتياطي النفط المؤكد في ليبيا ما يقارب من الـ 48.47 مليار برميل بحسب ما نشرته مؤسسة باركليز تقريرا عام 2015، وتحتل ليبيا المركز التاسع بإحتياطي نفطي مؤكد 48.47 مليار برميل.

ورغم أن المخططات الأمريكيه تعود لعقود طويلة، لكنها تضاعفت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حين أصبح هناك هدفين متلازمين دمجتهما إدارة الرئيس بوش في هدف واحد كمحاولة للتمويه، هو محاربة الإرهاب وحماية النفط.

إذ سعت إدارة بوش الأب إلي وضع منطقة قزوين الغنية بالنفط في عين الهدف الأمريكي ، الذي يُقدَّر مخزونه بحوالي 200 مليار برميل، فأقامت الولايات المتحدة القواعد المؤقتة في أوزبكستان وقرغيزستان في طريقها لأن تصبح معسكرات نصف دائمة، ووقعت إتفاق خط أنانبيب بترول بحر قزوين في نوفمبر من العام 1999.

ويعد توقيع الإتفاق نصرًا كبيرًا لاستراتيجية واشنطن خاصة، وأن هذه الاستراتيجية تضمن تعدد مصادر النفط والطاقة عمومًا؛ فبدلاً من الاعتماد بصفة أساسية على بترول الخليج الذي يشكل حوالي ثلثي الاحتياطي العالمي من النفط، وكذلك تعدد طرق النقل وخطوط الإمداد لتقليل احتمال تعرضها للمخاطر، وأخيرًا الحصول على النفط بأسعار مناسبة.

وبعدها بدأت المخططات الأمريكية تنطلق نحو السيطرة على نفط الخليج عبر انشاء القواعد العسكرية وعقد الاتفاقات حيث أن منطقة الخليج بها وحدها ثلثي احتياطيات العالم من النفط، وتنتج أكثر من ربع إنتاجه اليومي.

ثم وصلت المخططات إلى ضروة غزو الخليج العربي وبالفعل اعطي العراق الضوء الأخضر لغزو الكويت 2 أغسطس 1990، والتي كان سببها المعلن النفط ثم العدوان الأمريكي على العراق واحتلال الخليج بآباره النفطية.

وعندما سئل بوش الأب في حرب الخليج الثانية، كيف ترسل أمريكا أبناءها من أجل شيوخ النفط المستبدين؟ فأجاب نحن ذهبنا من أجل شيوخ أمريكا ومصالحها وليس من أجل شيوخ النفط.

وأصبحت الولايات المتحدة منذ حرب الخليج الثانية تملك وجودا عسكريًا مباشرًا في منطقة الخليج العربي، وأصبح إستكمال بسط الهيمنة الأمريكية على المنطقة.

الطموح الأمريكي لم يكن وليد المرحلة الراهنه، وانما تعود بدايته إلي عام 1920، حينما تم توقيه اتفاقية سان ريمو، وبمقتضاها تقرر وضع ممتلكات الخلافة العثمانية تحت وصاية كل من بريطانيا وفرنسا، حيث ظفرت بريطانيا بكل من العراق وشرق الأردن وفلسطين، وأخذت فرنسا سورية ولبنان. وتم تقسيم المنطقة إلى عدد من الإمارات.

وبعد ظهور النفط في المنطقة العربية كأكبر خزانات البترول في العالم، تحركت الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على المنطقة بنفطها، حيث تقدمت الحكومة الأمريكية بعدة مذكرات شديدة اللهجة إلى الحكومتين البريطانية والفرنسية تحذرهما من استبعاد المصالح الأمريكية في عملية اقتسام بترول الشرق العربي.

على هذا النحو، ظلت صناعة البترول العالمية لفترة من الزمن في قبضة عدد قليل من شركات البترول الكبرى. وقد بلغ عدد هذه الشركات سبع منها خمس شركات أمريكية: إكسون، موبيل، سوكال "شيفرون"، تكساكو، جلف.

ومع استقلال دول وسط آسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 ، برزت الى الوجود منطقة غنية بالنفط اصبحت تعتبر بانها المنطقة الثانية بعد الخليج العربي من حيث مخزونها النفطي المؤكد والمحتمل ، ومن ثم اسرعت الولايات المتحدة إلى السيطرة على منابع النفط القزوينية بدأت التحركات صوب منطقة قزوين.

اما الوضع في واحدة من البقاع الساخنة عربيًا، فعلى مدار خمس سنوات من عمر الحرب الأهلية في سوريا، أخذت ملامح الخريطة السورية تتشكل علي نحو أكثر وضوحًا بعد توافق أطراف الطاولة الدولية المتداخلة في المشهد السوري، والتي تشمل كلا من الولايات المتحدة وروسيا، وإيران، تركيا، وإسرائيل.

لتصبح الخريطة السورية مقسمة بين "حقول الغاز السوري واقعة بيد الروس بموافقة النظام السوري ، أجواء جوية مستباحة اسرائيلياً، وخاصة في الجنوب، مع وجود كيان كردي في الشمال, بالإضافة إلى خزانات نفط أمريكية دائمة في منطقة قد تكون الأغنى بالنفط بين مناطق سورية "الغير مستكشفة".

ووسط زخم المشهد السوري وما يضمه من خيوط دولية متزاحمة، كانت أمريكا ولازالت هي اللاعب الأساسي في إدارة الملف السوري مع حلفاءها في المنطقة، إذ تحاول تقاسم الكعكة السورية مع كل من روسيا وإيران ولاعبين آخرين من بينهم على وجه التحديد الكيان الصهيوني، بعد مهدت المليشيات الكردية في سوريا ذات الصلة بالقوات الأمريكية عبور الأخيرة نحو خزانات سوريا النفطية.

ويعد قطاع النفط في سوريا ركيزة أساسية من ركائز الإقتصاد، وتقع معظم إحتياطات النفط في شرق سوريا بالقرب من حدودها مع العراق كما توجد بضعة حقول صغيرة وسط البلد وتعتمد سوريا علي ثلاثة موانئ بحرية علي البحر المتوسط لإستيراد وتصدير النفط هي: بانياس وطرطوس واللاذقية.

وينقسم النفط المكتشف في سوريا الي نوعين رئيسين، نفط خفيف يمتاز بتراكيب صغيرة، ونفط ثقيل يجتوي علي نسبة عالية من الكبريت والذي نستخرج منه منتجات نفطية منخفضة الجودة ويوجد من كميات كبيرة، كما يتم تكرير أكثر من نصف إنتاج النفط السوري في مصفاتين مملوكتين للدولة، وهما "مصفاه بانياس" بمعدل 133 ألف برميل يوميًا، و"مصفاه حمص"، بمعدل 107 آلاف برميل يومياً.

وقد بدأ التنقيب عن النفط في سوريا في سنوات مبكرة من هذا القرن، وأعلن عن أول اكتشاف له خلال 1956 في حقل كراتشوط، وثاني إكتشاف له بحقل السويدية في الجزيرة، حيث تقاسم الإنتاح بين الشركات الأجنبية والحكومة السورية.

وبحسب تقرير للطاقة العالمية الذي تصدره شركة BP أن انتاج سوريا من النفط في 2010 بلغ 0؟5% من إنتاج النفط العالمي، كما قدرت إحتياطات سوريا من النفط بحوالي 2.5 مليار برميل، والتي تمثل 0.2% من إجمالي الإحتياطات العالمية، بما يقارب إحتياطات المملكة المتحدة التي تقدر بـ 2.8 مليار برميل، أما بالنسبة للغاز فقد بلغ إحتياطي الغاز الطبيعي ما يقرب 0.3 مليار متر مكعب في نهاية 2010، والذي يمثل 0.1% من إجمالي الاحتياطي العالمي.

كما قدرت خسائر النفط السوري عبر سنوات الأزمة بأكثر من 1600 مليار ليرة وسورية، ما شكل عبئًا كبيرًا علي ميزانية الدولة وأداء الإقتصاد الوطني.

13 عامًا مضيت علي غزو العراق بدأت عملية غزو العراق في 20 مارس 2003م، من قبل قوات الائتلاف بقياده الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافاً كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية لأنه كان ائتلافاً صعب التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية في العراق متمثلة في الشيعة في جنوب العراق بزعامة رجال الدين والأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني. وشكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة %98 من هذا الائتلاف.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل