4 شخصيات صعدت للشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي

شخصيات لم يكن يعرفها أحد، كانت في يوم مهمشة ومنسية بدرجة كبيرة، لم تعتاد النظر إلى الكاميرات، أو الحديث أمام العالم، حتى سقطت سهوًا في مصيدة مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت منها حديث الساعة لدى الجميع، البعض منهم انقبلت حياته رأسًا على عقب بعد الحديث عنه، والبعض الآخر لم تخرج سيرته عن جدران الـ"فيس بوك وتويتر".

في يوم وليلة، أضحت إحدى السيدات المغمورات حديث موقع الـ"فيس بوك"، بعدما تم تداول إحدى صورها الخاصة على نطاق واسع، أمس الإثنين، أظهرت كفاحها والمعاناة التي تلاقيها يوميًا كإمرأة تعمل في الشوارع كل ليلة بمفردها.

الصورة كانت لسيدة مصرية، مكافحة تدفع عربة "تريسكل" أمامها ممتلئة بالكثير من الأشياء الحديدية الثقيلة ما بين أنبوبة للغاز وأدوات للطهي، وينام على كتفها طفل رضيع، تجر العربة بيد واليد الأخرى تمسك به حتى لا يسقط منها.

وعلى العربة ينام طفل آخر بجانب أدوات عدة قال عنها رواد موقع "فيس بوك" أنها تعمل بائعة لـ"الطعمية" واسموها "سيدة الطعمية"، مؤكدين أن محافظات مصر تضم آلاف الباحثات عن اللقمة الحلال، اللاتي لا يعرفهن أحد سوى عبر الصور على موقع التواصل الاجتماعي.

الصورة تم تداولها لـ"سيدة الطعمية" جاءت عقب أيام من أخرى مُشابهة لها، كانت لفتاة تدعى "منى السيد إبراهيم" التي عرفت باسم "فتاه العربة"، والتي ظهرت صورتها بقوة على موقع التواصل الاجتماعي، وهي تجر عربة مليئة بالبضائع وثقيلة للغاية، واكتمل المشهد بظهور رجال في عز شبابهم وهم جالسون على القهوة المجاورة لها وهي تسير إلى عملها.

الصورة هزت مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها عدد كبير من النشطاء، ما جعلها تنتقل من السوشيال ميديا، إلى الإعلامي عمرو أديب، الذي أجرى مداخلة مع "منى السيد"، فتاة العربة، التي تقطن محافظة الإسكندرية.

وعبرت الفتاة عن معاناتها قائلة: "بساعد نفسي ومعرفش مين صورني الصورة دي، وزعلت أن خدوا صورتي على سهو، انا بشتغل عشان لقمة العيش، أنا حابة الشغلانة دي عشان بساعد نفسي وأمي وأبويا ميتين، وعندي 3 أخوات".

وأضافت أنها تعمل من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثامنة مساءً، وتبيع البضائع للمحلات، مشيرة إلى أنها تعمل منذ 20 عامًا، وأنها خرجت من التعليم في الصف السادس الإبتدائي.

وما أن ظهرت الفتاة مع أديب، حتى انهالت عليها المساعدات، وتبرع لها أحد رجال الأعمال بمبلغ 100 ألف جنيه، وتبرع رجل أعمال أخر ببضائع مجانًا لها، وأعلن المهندس مصطفى مدبولي وزير الإسكان عن منحها شقة مساحتها 65 مترًا بمنطقة المندرة بالإسكندرية، واستقبلها الرئيس عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية أول أمس.

ومن الشخصيات المغمورة التي اشتهرت عبر الـ"فيس بوك"، سائق "التوك توك"، الذي زلزلت قصته مواقع التواصل الاجتماعي، وبات رجلًا شهيرًا من بعدها، حينما سجل معه الإعلامي "عمرو الليثي" تقريرًا في إحدى حلقات برنامجه "واحد من الناس".

كانت الحلقة تدور حول معانات المواطنين اليومية، وسُجلت ميدانيًا من الشارع، وكان سائق التوتوك أحد الذين تم التسجيل معهم، وروي الشاب معاناة المصريين اليومية وانتشار الفساد، وانفعل قائلًا: "بنشوف مصر على التلفزيون كأنها فيينا ننزل الشارع نلاقيها بنت عم الصومال".

وأبدى السائق استياءه بسبب الأزمات التي تشهدها البلاد وارتفاع الأسعار ونقص بعض السلع بالأسواق، قائلًا: "كان عندنا سكر يكفينا وأرز بنصدره، والتعليم متدني لأسفل مما تتخيل"، فقاطعه الليثى قائلًا: "أنت خريج إيه؟"، فرد عليه: "أنا خريج توك توك".

وعقب إذاعة الحلقة، تصدر هاشتاج "أنا خريج توك توك" و"عمرو الليثى" صدارة التصنيف اليومي على موقع التدوين المصغر "تويتر"، مصحوبًا بعبارات الإشادة والتأييد بعد أن أستطاع الشاب بكلمات بسيطة أن يعبر عما في داخل المصريين.

قصة مآساوية آخرى من قلب الـ"فيس بوك"، استطاعت أن تُشهر طفلًا صغيرًا، لم يتعد الثلاث سنوات، تداول الرواد صورته وهو يتمسك بقطعة لحم صغيرة داخل سيارة تسير مسرعة، وكأنه يريد أن يتذوقها أو يظل ممسكًا بها.