المحتوى الرئيسى

"أبوالمجد": مصر تدافع عن مواقف إفريقيا وتدعم المغرب في إنجاح "كوب 22"

11/15 06:56

تتواصل بمدينة مراكش فعاليات المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية "كوب 22"، بعقد لقاءات موازية وندوات تناقش قضايا رئيسية تتعلق بالفلاحة والأمن الغذائي والمستوطنات البشرية والطاقات والغابات والصناعة والأعمال والمحيطات والنقل والماء.. فيما ينتظر ان تبدأ الاجتماعات على المستوى الوزاري يوم الإثنين المقبل، يليها الاجتماع على مستوى القمة، يوم 15 نوفمبر.

وأكدت وزيرة البيئة المغربية، حكيمة الحيطي، أن مؤتمر "كوب 22" يروم الى تسليط الضوء على الكيفية التي سيتم من خلالها تنزيل ما تضمنه ميثاق باريس من إجراءات بالوتيرة الواجبة، ومن خلال الربط بين دول الشمال ودول الجنوب التي تعاني من مستويات كبرى من الهشاشة، موضحة أن الوقت الراهن يحتم إيجاد طريق تقود نحو الإجراءات البيئية التي يسعى العالم إلى اتخاذها.

وقالت الحيطي، وهي عضو الرئاسة المغربية لـ "كوب 22"، "سنحاول خلال أيام المؤتمر التطرق لعدة مواضيع مترابطة في ما بينها، تخص البيئة، سواء تلك المتعلقة بالماء أو الطاقة أو النقل، وذلك بتشارك مع القطاع الخاص الذي سيعلن بدوره مدى التزامه في هذا المجال من أجل تنزيل ما نسعى إليه".

وعن أهمية هذا المؤتمر، يقول السفير وائل ابو المجد، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون البيئة والتنمية المستدامة، أنه إسوة بسائر الدول الافريقية، فإن مصر تعول على هذا المؤتمر، كما كانت تعول على كل مؤتمرات الكوب السابقة، لأن موضوعات تغير المناخ هي ليست قضايا نظرية، بل هي موضوعات بالغة الأهمية تمس صميم حياة الناس، ليس فقط من منظور الصحة والبيئة، وإنما أيضا من منظور صلته بحق الشعوب النامية في تحقيق التنمية المستدامة.

وأردف أبو المجد، في تصريح خاص لـ"الوطن"، "أننا في دولنا نتطلع الى الالتزام قدر الامكان بكل ما يتعلق بالحفاظ على المناخ وعلى عدم التأثير فيه، لكن في نفس الوقت نريد ان نوازن ذلك بحقنا المشروع في الاستمرار في برامجنا التنموية".

واعتبر ذات المتحدث أن هذين الامرين ليسا متضادين، موضحا انه يمكن الحفاظ على البيئة ووضع الخطوات اللازمة لذلك، وفي نفس الوقت مواصلة الجهود المشروعة في تحقيق التنمية المستدامة.

وأكد السفير أبوالمجد، أن مصر تحضر في مؤتمر مراكش بصفتها الوطنية، وايضا كممثلة للمجموعة الافريقية، موضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو رئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الافارقة المعنيين بتغير المناخ، وبهذه الصفة ايضا يتولى وزير البيئة المصري، الدكتور خالد فهمي، رئاسة مجلس وزراء البيئة الأفارقة، و"هذا يضع علينا مسؤولية اضافية نرحب بها لان مواقف القارة الافريقية يسعدنا ان نعبر وندافع عنها قدر المستطاع"، حسب تعبير ذات المسؤول.

واعتبر السفير أبوالمجد أن مؤتمر مراكش هو بالغ الأهمية، لأنه اول مؤتمر بعد اتفاق باريس، وبذلك يكون "كوب التنفيذ"، مشيرا الى أن أهميته تكمن في كونه يضع اللبنات الاولى للاتفاق بين الدول على الكيفية التي سيتم بها تنفيذ اتفاق باريس.

وأكد ذات المتحدث أن المفاوضات في مراكش تسير بشكل معقول، لكن "لاتزال لنا شوائب وأوجه قلق تكمن في استمرار الصراع القديم والتقليدي بين الدول المتقدمة، التي تريد التركيز فحسب على خفض الانبعاثات، دون الإلتفات بالقدر الكافي الذي يرضينا، لما يمثله الضغط بخصوص خفض الانبعاثات من عبء على ميزانيات دولنا، وعدم توفر التكنولوجيا اللازمة، وقد يؤثر على انشطتنا الاقتصادية المشروعة التي نبتغي من ورائها النمو".

وأضاف ان هناك نفس قائمة المشكلات ووجهات النظر المتباينة بين الدول المتقدمة، والتفاوت في مواقف الدول النامية، لأنها ليست كلها على قلب رجل واحد كما كنا نتمنى، مبرزا أن هذه هي إجمالا الصورة العامة للخلاف او للقضايا المطروحة.

وعن الرئاسة المغربية لكوب 22، أكد نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون البيئة والتنمية المستدامة، أن "الرئاسة تتصرف بحكمة شديدة نهنؤها عليها وعلى انفتاحها وشفافيتها في فتح الباب لمختلف الوفود للوصول الى المعلومات، مع الاستماع الى جميع شواغل الاطراف المفاوضة، سواء من جانب الوزير صلاح الدين مزوار او من طرف السفير مكوار. معتبرا أن الاثنين يبدلان مجهودا كبيرا مع فريقهم لتدليل العقبات وتيسير العمل.

وبهذه المناسبة قدم السفير ابو المجد شكره للرئاسة المغربية، مؤكدا أن "الوفد المصري أتى الى مراكش لتقديم كل الدعم للمغرب الشقيق، من اجل انجاح هذا المؤتمر"، معتبر أن نجاح المغرب هو نجاح لمصر ولكل العرب.

وأمام التخوف الذي انتاب الاطراف المفاوضة بعد اعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية، وتأثير فوزه على سير اتفاق باريس، خصوصا ان للرئيس الامريكي المنتخب مواقف مناوئة تجاه قضايا تغير المناخ واتفاق باريس، قال ابو المجد: "نحن نثق ان الولايات المتحدة الامريكية دولة تحترم تعهداتها الدولية، وانها دولة مؤسسات، كما أنها طرف في اتفاق باريس الذي صدقت عليه، ونأمل ان يستمر هذا الوضع".

واعتبر ذات المتحدث أن المسألة لا تتعلق بالتغير في مناصب الرئاسة، "فهذا عمل جماعي دولي يحتاج الى تكاثف كل الدول، ونظن ان الآليات في كل الدول تسمح باستمرار العمل لأنه ليس هناك فقط العمل الحكومي، ولكن هناك ايضا المجتمع الاهلي في الولايات المتحدة الامريكية، ووسائل الاعلام ومجموعات الضغط، وهي منظومة ديمقراطية متكاملة تتغير مكوناتها بين الحين والاخر، ولكن الزخم المتولد عبر السنوات واليقين المتوفر لدى المجتمع الامريكي، بأن هذه القضية وجودية للعالم، كله امور تدفعنا للثقة انه مهما حصل من تغير، فالولايات المتحدة دولة محترمة، تحترم تعهداتها وستستمر كجزء من هذه المنظومة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل