المحتوى الرئيسى

أسبوع الفيلم الإسباني في بيروت.. حافة الأحلام المهددة

11/15 01:43

على مدى سبعة أيام، ابتداء من نهار أمس الاثنين (14 تشرين الثاني)، تعرض سينما «ميتروبوليس» بمبادرة من «معهد سيرفانتس»، سبعة أفلام إسبانية جديدة (تمّ انتاجها ما بين 2010 و2016) في إطار فعاليات «أسبوع الفيلم الأسباني في بيروت».

ترتكز أغلب الأفلام المعروضة على القضايا الاجتماعية، وبخاصة على أزمات المجتمع الحديث الدافع إلى الاحساس بالاغتراب، فمن المرأة التي لا تستطيع إقامة علاقات في «مجروحة»، إلى الزوجين الشابين اللذين تدفعهما الضغوطات المادية إلى تمثيل فيلم بورنو في فيلم «الشباب الجميل»، مروراً بالشاب الأفريقي الباحث في إسبانيا عن حلمه في أن يلعب كرة القدم في «ألماس أسود»، إلى امرأة تعاني من الوحدة تحاول التصالح مع فقدانها لشخص قريب في «زهور»، أما «ناموسية»، فيغرق في حياة عائلة مفككة، كل منها يهرب إلى عزلته ومنها.

يفتتح الأسبوع بالفيلم الطويل الأول للمخرجة بياتريس سانشيز، «كلهم موتى» They Are All Dead من انتاج 2014. الفيلم يروي قصة مغنية تعاني من الوحدة والقلق منذ وفاة شقيقها. تعود إلى ذكرياتهما لتكتشف كيف يمكنها أن تتقبل الفقدان، وتعيد حياتها وعلاقتها بابنها المراهق وأمها المؤمنة بالخرافات إلى السكة.

فيلم واحد من السبعة يخرج عن تيمة الأزمات الاجتماعية، إلى سينما النوع. من اللقطات الجوية في بدايته، تبدو الأرض التي سيتحرك عليها فيلم «المستنقع» (Marshland) دهليزاً، يشبه إلى حد كبير الصورة التي نحفظها عن شكل المخ البشري. في لحظة لاحقة من الفيلم تقول إحدى الشخصيات من أهل المنطقة عن المكان إنه يبتلع الناس، فيجعلهم يختفون. من خلال هاتين العلامتين، والكثير غيرها خلال الفيلم، نفهم أن «مستنقع» ألبيرتو رودريغير (المخرج)، ليس مجرد فيلم تشويق بوليسي، بل هو فيلم يدخل من باب الجريمة لإثارة الكلام عن العلاقة مع الأرض وتاريخها. من خلال قصة رجلي بوليس قادمين من مدريد إلى الريف الجنوبي لأجل التحقيق في قضية اختفاء فتاتين في ظروف غامضة؛ تنكشف العلاقات عن مخزون من العنف متوارث عن حقبات من الألم، الخوف، القمع والتمييز. يضع الفيلم نفسه في فترة ما بعد وفاة الجنرال فرانكو، وبدء الوعود بالديموقراطية في إسبانيا. بيدرو المحقق الشاب يدخل من هذا الباب كشرطي جاد، نزيه، صارم، ووفي لزوجته الحامل، في المقابل يبدو خوان، الأكبر عمراً، أكثر غموضاً، متفهّماً لعيوب المجتمع ومتآلفاً معها، فهو نفسه مليء بالعيوب من السكر إلى معاشرة العاهرات والعنف الجسدي. ليكون خوان ممثلاً لعادات المجتمع، فيما يصير بيدرو ممثلاً للرغبة بالثورة عليها وتغييرها.

في تلك الفترة المفصلية في تاريخ إسبانيا التي بدأت تحاول التخلي عن الديكتاتورية والفاشية، يحمل الفيلم إشارات حول التحولات السياسية، والإرث الثقافي والمجتمعي. هذه الإشارات لا تبدو واضحة، بل هي أقرب لأن تكون تلميحات، أو محاولة لصناعة جو من القلق، أو من الصوت الداخلي الذي يناقش هذه المسائل خلال سيرورة أحداث الفيلم، والبحث عن القاتل الذي كان ولا يزال يتهدد منطقة المستنقع بقتل الفتيات المراهقات. بالإضافة إلى الرؤيا الفنيّة المركبة، والتمثيل المتقن، «المستنقع» فرصة للاستمتاع بصناعة الصورة التي حاز عليها المصوّر ألكس كاتالان على أكثر من جائزة.

في «الشباب الجميل» ندخل في عالم فتاة وشاب في العشرين من عمرهما، من على حافة الأحلام المهددة بالأزمة الاقتصادية، يقعان في الحب. بلا مال أو عمل، يرزقان بطفلة تدفعهما للتفكير بالمستقبل. عليهما الآن أن يواجها الواقع، لكن بأي ذخيرة؟ في مشاهد كاملة تدور حول ألعاب الفيديو، الانستغرام، سكايب والرسائل النصية، يعتمد الشابان، كما يصورهما الفيلم، بشكل كثيف على التكنولوجيا لملء الملل الذي يحكم حياتهما. في المقابل لا يمتلكان من المؤهلات في ظرف اقتصادي سيئ إلا جمال شبابهما. حقق الفيلم للمخرج خايمي روزاليس ظهوره الرابع في مهرجان كان 2014، والثاني في فعالية «نظرة ما» التي منحته تنويه لجنة التحكيم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل