المحتوى الرئيسى

مفاجأة مدوية قد تطيح بـ"ترامب" من البيت الأبيض.. كلينتون تنتظر معجزة المجمع الإنتخابي.. ومراقبون يكشفون سيناريوهات حسم مصير مقعد الرئاسة

11/15 19:14

الحلم الأمريكي، بدا عنوانًا يلوح في الأفق إسقاطًا على المرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلارى كلينتون، بعد أن أضحي هناك إحتمالا -وإن كان ضعيفًا- تنتزع علي إثره رئاسة الولايات المتحدة من منافسها دونالد ترامب الذي أعلن فوزه المبدئي في الانتخابات التي جرت في 8 نوفمبر الجاري.

بالرغم من كون الانتخابات الأمريكية تجري بنظام الاقتراع المباشر، عبر إدلاء الناخبين بأصواتهم في مراكز الاقتراع، إلا أنها مجرد خطوة للشعب نحو إختيار الرئيس لكنها لا تكفي لحسم اسم صاحب المنصب، الذي يبقي رهنًا بالمجمع الانتخابي الذي يرجح كفة من يراه لمنصب الرئاسة، حيث يصوت نهائيًا على اختيار الرئيس الأمريكي، 19 ديسمبر المقبل، لتثنى له آداء اليمين الدستورية في 20 يناير المقبل ويجلس رسميًا على كرسي البيت الأبيض.

يضم المجمع الانتخابي مجموعة من الأشخاص، الذين ترشحهم كل ولاية، ليصبحوا ممثلين لها في فترة الانتخابات الرئاسية، وتختار بعض الولايات ممثليها بالتصويت الشعبي، بينما تختارهم ولايات أخرى خلال المؤتمرات العامة للأحزاب بالولاية، أو يختارهم الكونغرس المحلي لكل ولاية.

ويختلف عدد أعضاء المجمع الانتخابي وفقًا لمجموع سكان الولاية، بمعني أن مندوبي الولاية في المجمع الانتخابي هو مجموع عدد ممثليها في مجلس النواب مرتين، وهو العدد المخصص لتمثيل كل ولاية في مجلس الشيوخ، ويخصص عدد الممثلين بمجلس النواب استناداً إلى عدد سكان الولاية.

ويصوت أعضاء المجمع الانتخابي على الرئيس الأمريكي القادم وعلى نائبه بواقع صوت واحد لكل منهما، وتثير تلك النقطة جدلًا واسعًا حول جدوي التصويت الشعبي في الولايات المتحدة الأمريكية، طالما يلعب المجمع الانتخابي، الدور الأهم في اختيار الرئيس، غير أن التقاليد الأمريكية الموروثة تتمسك بتلك الآلية.

وبحكم نظام الولايات المتحدة الـ"فيدرالي"، تنص المادة الثانية من الدستور الأمريكي على أنه تجرى الانتخابات الرئاسية عن طريق نظام "المجمع الانتخابي"، وهذا النظام لا يسمح بالانتخاب المباشر للرئيس ونائبه من قبل الشعب الأمريكي، وإنما يقوم صوت واحد لكل ناخب، حيث يكلف سكان كل ولاية مندوبين عنهم ليقوموا بانتخاب الرئيس ونائبه.

سبق وأن أطاح المجمع الانتخابي من قبل بالرئيس الفائز في الانتخابات الشعبية بالولايات المتحدة، "آل غور"، ورشح منافسه الخاسر، "جورج دبليو بوش"، وأصبح بوش الابن هو الرئيس الفعلي للولايات المتحدة آنذاك.

ومن أجل أن يفوز المرشح لمنصب الرئيس الأمريكي يجب أن يحصل على 270 صوتاً من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي، كما حدث مع الرئيس الأمريكي الأسبق بوش، عام 2000؛ حيث فاز بأصوات المجمع الانتخابي، على الرغم من أنه خسر التصويت الشعبي أمام "آل غور".

بلغة الأرقام، تعد كلينتون هي الفائز الحقيقي بانتخابات 8 نوفمبر الرئاسية، فالفرز النهائي لصناديق الاقتراع أوضح أنها حصلت على 47.7% من الأصوات مقابل 47.1 % لترمب، وبالأرقام انتخبها 60 مليونا و470 ألفا من الأميركيين، هم أكثر بنصف مليون تقريبا ممن انتخبوه، ولكن الذي حدث هو حالة نادرة، وجعلت الرئيس المنتخب من قبل الشعب خاسرا للانتخابات.

بعد أن تظاهر مؤيدوا كلينتون من الشعب الأمريكي، احتجاجًا على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، اتجهوا الأن إلى مطالبة المجمع الانتخابي بتنصيب كلينتون رئيسًا للولايات المتحدة وفقًا لفوزها في التصويت الشعبي.

وتدور الآن أحداثًا متسارعة في الشارع الأمريكي، حيث دشن ناشطون حملة الهادفة لجمع 4 ملايين و500 ألف توقيع لصالح تصعيد كلينتون للرئاسة من قبل المجمع الانتخابي في 19 ديسمبر المقبل، نظرًا لعدم أهلية ترامب لقيادة البلاد وكذبه وعفويته وافتقاره للخبرة المطلوبة، جذبت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 3 ملايين صوت عبر موقع Change.org وفق تقرير بموقع شبكة تليفزيون Fox News الأميركية.

ويعمل موقع Faithlessnow.com على جمع توقيعات الراغبين بتحريض أعضاء "المجمع الانتخابي" للولايات التي فاز بها ترمب، على تغيير أصواتهم التي حصل عليها تلقائيا عندما فاز شعبيًا بتلك الولايات، بحيث يتم منحها لصالح هيلاري كلينتون، حيث أعلن مناصرين لكيلنتون استعدادهم دفع الغرامة التي تفرض على أعضاء المجمع الانتخابي حال تغيير أصواتهم.

السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يقول:" إن فوز ترامب بأصوات المجمع الانتخابي بعد تصويت الشارع الأمريكي لصالح كلينتون كان مفاجأة وهو ما يضع احتمالية فوز كلينتون بأصوات المجمع في النتيجة النهائية بعد إعادة تدقيق أصوات الناخبين بالشارع والمجمع.

وأضاف رخا، خلال تصريح خاص لـ" الدستور"،:" الأمر الذي يشير إلى احتمالية تصعيد كلينتون هو فوزها بأصوات الشارع الأمريكي بأكثر من 500 ألف صوتًا انتخابيًا وهو ما يلمح إلى تعديل أصوات المجمع الانتخابي"، لافتًا إلى أنه حال حدوث المفاجأة سيكون هناك حرج لبعض الدول التي أعلنت انحيازها لترامب مقابل كلينتون.

السفير معصوم مرزوق، استبعد حدوث أية مفاجأت ، قائلًا:" المجمع الانتخابي حسم النتيجة لصالح ترامب رغم أن هيلاري كلينتون هي التي فازت بأصوات الشارع الأمريكي، لكن الأول فاز بتأييد أعضاء المجمع الانتخابي بواقع 306 صوتًا مقابل 232 لصالح كلينتون وبذلك حسمت النتيجة لصالحه".

ولفت مرزوق إلي أن ما حدث من المجمع الانتخابي بتصعيد ترامب الخاسر شعبيًا أمام الفائز وهي كلنتون حادثة ليست الأولى من نوعها بل حدثت قبل ذلك 3 مرات كان آخرها حين فاز الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" عام 2000 على منافسه "آل غور" بأصوات مندوبي المجمع، مع آن "آل غور" حصل على 500 ألف صوتًا شعبيًا زيادة عنه، فانتهت الحال به خاسرًا وهو الرابح حقيقة، أي كما حدث مع كلينتون".

الدكتور أحمد مهران، المحلل السياسي، قال إن سيناريو تغيير المجمع الانتخابي أصواته لصالح المرشحة الديموقراطية هيلارى كلينتون والإطاحة بترامب من منصب الرئاسة رغم صعوبته إلا أنه مطروح بيد أنه له تأثيرات سلبية على نظام الانتخابات الأمريكية.

وأضاف مهران، في تصريح خاص لـ"الدستور"،:" إذا حدث هذا السيناريو الأخير فإنه قد يتم الإطاحة بالنظام الانتخابي الأمريكي بالأساس وهو ما يجعل هذا القرار صعب التحقيق والمجازفة به من جانب امجمع الانتخابي حتى لا يتم الترويج إلى تزييف إرادة الشعب وتفقد الثقة في الثقافة الديموقراطية الأمريكية".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل