المحتوى الرئيسى

مترجم: هل تدخل الصين ساحة الصراع السوري؟ - ساسة بوست

11/14 22:13

منذ 14 دقيقة، 14 نوفمبر,2016

نُشرت ترجمة هذا المقال للمرة الأولى على موقع «السوري الجديد»، عن مجلة «New Eastern Outlook». وينشره «ساسة بوست» بموجب اتفاق مع الموقع.

أفضت سلسلة جديدة من الأحداث في الشرق الأوسط إلى مشاركة الصين بنشاط في تسوية الصراع السوري. ويكمن السبب في المقام الأول وراء هذا التطور في النشاط المتزايد لإرهابيي اليوغور من حركة تركستان الشرقية الإسلامية، والتي – وفقًا لتقرير قدمته صحيفة الحرب الطويلة – تقاتل القوات الحكومية في سوريا جنبًا إلى جنب مع داعش.

وعلاوة على ذلك، يُذكر في تقارير أن مسلحي حركة تركستان الشرقية الإسلامية يشاركون في المعركة الدائرة في حلب. هذه المجموعة معروفة في جميع أنحاء العالم بإقامة علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة، ودعواتها المستمرة من أجل الانفصال داخل منطقة شينجيانغ اليوغورية ذاتية الحكم في الصين.

اليوغوريون هم من المسلمين السنة الناطقين بالتركستانية، يتواجدون في المناطق الحضرية والريفية في جميع أنحاء صحراء تاكليماكان؛ وهو ذات المكان حيث طريق الحرير القديم.

بالعودة في التسعينيات، نشأت على تلك الأراضي مجموعتان؛ مجموعة اليوغوريون العالمية التي تطالب بالاستقلال عبر الوسائل «السلمية»، وحركة تركستان الشرقية الإسلامية التي اختارت طريق الإرهاب.

يقع مكتب اليوغوريون العالمي في نيويورك، ويتمتع بدعم هائل من الولايات المتحدة، بعد أن قررت واشنطن أن الوقت قد حان لانتقاد «تسلّط فاشية» الحكومة الصينية.

في المقابل، تدير وتوجه حركة تركستان الشرقية الإسلامية منذ فترة طويلة قواعد عملياتها في وزيرستان، التي ما تزال منطقة مستقلة بحكم الواقع بعيدةً عن متناول يد الحكومة الباكستانية.

بينما تمت مهاجمة وغزو سوريا من قبل مرتزقة أجانب، انتقل مسلحو اليوغور أيضًا إلى هذا البلد الذي مزقته الحرب. حيث يُذكرُ أن هناك عددًا كبيرًا من مسلحي حركة تركستان الشرقية الإسلامية داخل صفوف جبهة النصرة (التي تحاول الآن إعادة تصنيف نفسها  كجبهة فتح الشام).

عندما أصبحت حركة تركستان الشرقية الإسلامية مشاركة بنشاط في سوريا، كان القدوم الطبيعي للقوات الصينية فقط مسألة وقت. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أصبحت سوريا والعراق أماكن افتراضية لاختبار الأسلحة الجديدة وأساليب الحرب، وأنه سيكون من غير المرجح أن تفوت الصين مثل هذه الفرصة.

في أغسطس (آب) الماضي، التقى الأميرال الصيني غوان يوفيم – الذي يرأس مكتب التعاون العسكري الدولي – بوزير الدفاع في الجمهورية العربية السورية فهد جاسم الفريج في دمشق. حيث سمح الاجتماع للطرفين بمناقشة إمكانية مساعدة المستشارين العسكريين الصينيين للجيش النظامي السوري، وبالإضافة إلى ذلك، توصل الطرفان إلى توافق في الآراء بشأن تسليم المساعدات العسكرية والإنسانية الصينية لسوريا في مقابل إعلان سوريا دعمها لبكين في بحر الصين الجنوبي.

بالعودة إلى عام 2015 اعتمد البرلمان الصيني قانونه الأول في البلاد في مكافحة الإرهاب، القانون الذي سمح لجيشه بشن عمليات في مكافحة الإرهاب خارج أراضي الصين، وبالتالي لم تعد مشاركة الصين في سوريا متناقضة مع القوانين الصينية. حيث كشفت بكين عن الزخم السياسي النهائي بشأن المشاركة المسلحة في الصراع السوري، عندما تلقت أدلة قاطعة على أن فرقة حركة تركستان الشرقية الإسلامية منظمةً تنظيمًا جيدًا ومدربةً تدريبًا جيدًا وتعمل على أساس منتظم في سوريا.

وأيضًا للصين مصالحها الخاصة في سوريا، فمنذ ما قبل اندلاع الحرب، كانت شريكًا تجاريًا رئيسيًا في دمشق بإجمالي تجارة ثنائية يصل إلى ملياري دولار، ولا تخفي بكين استثماراتها في مشاريع استخراج النفط السوري. لذلك، تهتم بكين بتعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط، وستستفيد بشكل واضح من مساعدة سوريا في إعادة بناء البنية التحتية المدنية والصناعة.

شعرت بكين إلى حد كبير بخيبة أمل؛ بسبب اندلاع ما يسمى بـ«الربيع العربي» وسلسلة «الثورات الملونة» التي هزت قلب المنطقة. فقد استثمرت الصين بكثافة في منطقة الشرق الأوسط، وقدمت قروض للحكومة السورية، تلك القروض التي لعبت دورًا محوريًا في مساعدة دمشق على مواصلة تغذية شعبها في وقت حاجتها الحالي. ومع ذلك، تفضل بكين عدم التدخل بشكل مباشر في النزاع السوري بسبب المصالح المتنوعة في المنطقة. من جهة، الصين في شراكة مع إيران، ومن جهة أخرى، للصين عقود تجارية واستثمارية ضخمة مع الدول السنية القوية وكذلك الأنظمة الاستبدادية مثل المملكة العربية السعودية وقطر.

ولكن إذا اعتادت الصين على الاقتصار في تزويد عربات مدرعة خفيفة وأسلحة خفيفة إلى الجيش السوري، والآن قررت أخيرًا مساعدة دمشق في تدريب أفرادها في الجيش. ومع ذلك، ليس للجيش الصيني خبرة كبيرة في مثل هذه الصراعات، لذلك يبدو من غير المحتمل أن تكون قادرة على تدريب ضباط، ولكن يمكنها التدريب في مجال المدفعية والإشارة والسائقين والميكانيكيين والمتخصصين في الإصلاح. بعد كل شيء، بعض أنظمة المدفعية السوفيتية، التي لا تزال دمشق تستخدمها، يستخدمها الجيش الصيني على نطاق واسع.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب على المرء أن يضع في الحسبان أن الصين تريد حقًا أن تزود قواتها بخبرة قتالية حقيقية، والتي اقتصرت حتى الآن على عمليات خاصة ضد الانفصاليين في عمليات شينجيانغ وعمليات حفظ السلام، على سبيل المثال في مالي وجنوب السودان. لا يمكننا استبعاد احتمال أنه في المستقبل القريب سيتم نشر قوات خاصة صينية في سوريا. وبعد كل شيء، الخط الفاصل بين تدريب الأفراد العسكريين المحليين وبين المشاركة الخفية في الصراع ضئيل للغاية هذه الأيام.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل