المحتوى الرئيسى

''العليمي''.. رصاص الثأر يغتال المنوفي الثائر

11/14 16:33

كتبت- هبة سالم ويسرا سلامة:

انتهت بالأمس مباراة مصر وغانا، الفرحة دبت في قلب المصريين، لكن "محمد عيسى العليمي" كانت يملأ قلبه شعوران: الفرحة بالنصر والخوف من المجهول.كان ذلك قبل ساعات من ملاقاة بارئه ويصبح بطلا في عيون بعض أهالي المنوفية.

قصة العليمي، 45 عاما، بدأت بصراع حول الثأر؛ ذلك المارد اللعين الذي لا يزال منتشرا في عدد من قرى مصر. في قصتنا هذه يواجه العليمي عائلة أبو حريرة التي تريد الثأر من إحدى العائلات في قرية شما في أشمون بالمنوفية. أبو حريرة عائلة اشتهرت في المنطقة بتجارة السلاح والبلطجة، حسبما يقول أهالي.

"العائلتين قتلوا 11 شخص من قرية شما، أشعلوا النيران بمنازلنا، عادوا للانتقام مننا".. كانت تلك كلمات للعليمي لـمصراوي، عن بطش "أبو حريرة". يعمل العليمي مزارعا بالقرية، قبل ساعات من أن تخطفه رصاصات الثأر، حسبما أكد خيري السيسي، أحد شهود العيان على واقعة القتل.

في قصة الثأر، كان "العليمي" يتبنى القضية، يعمل على إصلاح ذات البين بين العائلة الصغرى و"المتجبرة"، حتى بعد أن وصلت الأزمة إلى ساحات القضاء في يوليو 2011، بعدما قُتل أبناء أبو حريرة أحد شباب القرية فثارت ثائرتها وجرت اشتباكات قتل فيها خمسة اخرون بينهم سيدة فضلا عن إصابة عشرات. بقت القضية متداولة في المحاكم حتى قضت محكمة جنايات شبين الكوم ببراءة 22 من المتهمين من أبناء "أبو حريرة".

ووفقا لما يقوله الأهالي، استمر بطش "أبو حريرة" ثأرا لما جرى معهم. كان "العليمي" شاهدا على ذلك، فيما أخذ على عاتقه مع عدد من الأهالي عقد الجلسات العرفية لرأب الصدع، بحضور مدير أمن مديرية المنوفية السابق.

لكن أبناء "أبو حريرة" لم يوفوا بعهدهم.

شكاوى عدة واستغاثات أرسلها "العليمي" إلى وزارة الداخلية، من أجل تنفيذ ما تم في آخر جلسة عرفية بين العائلتين. وصل به الأمر إلى إرسال استغاثة عاجلة إلى رئاسة الجمهورية، وأن يتم حماية أهل القرية من بطش العائلة، بحسب ما روى في حديث سابق مع مصراوي.

وفي طريق الاستغاثة كانت تهديدات بالقتل تصل إلى العليمي، "إذا رحل النهار فلابد من دخول الليل، وإذا عاش الإنسان فانتهاء عمره بدخوله القبر،" هكذا قال لمصراوي.

يذكر خيري السيسي أنه بالقرب من كوبري حمام، على مدخل القرية، كان خلف المجني عليه، العليمي، وشاهد أحد الأشخاص من عائلة أبو حريرة، يدعى سامح، يطلق النار عليه. وحتى يتأكد من مقتله قام بتفريغ باقي خزانة السلاح ليلفظ العليمي أنفاسه بعد نقله لمستشفى أشمون.

غضب على غضب، هكذا كان الحال في القرية. لم يجد الأهالي أمامهم سوى قطع الطريق احتجاجا وتنفيسا لما بداخلهم من غضب. قتل الرجل وترك ورائه زوجة و4 فتيات وابن يبلغ من العمر ثمانية أشهر. ترك أيضا سيرة طيبة يتذكره بها أهالي قريته.

يقول خيري، أحد أبناء القرية عن العليمي: "كان خدوما.. أفنى حياته في مساعدة الناس، وتجهيز الأيتام والتبرعات، وإقامة مدرستين في القرية، وساعد في بناء مرشحة مياه ووحدة غسيل كلوي".

في مسجد آل طاحون بالقرية، كانت الجنازة، وتم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير، فيما تعالت هتافات "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله". هتاف اخر جاوره: "لن نترك حق محمد الذي قام بفداء جميع الأهالي".

يطالب الأهالي وكذلك أصدقاء المجني عليه بضرورة ضبط الجناة، وتقديمهم للعدالة، وتطهير القرية منهم.

تجمهر العشرات صباح اليوم وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين ومنعهم من الاستمرار في قطع الطريق. خلال ذلك ألقت الشرطة القبض على 55 شخص من الأهالي، بعدما فشلت جهود مساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الدلتا اللواء محمد مسعود ومحافظ المنوفية هشام عبد الباسط، ومدير أمنها، خالد ابو الفتوح، من إقناعهم بفتح الطريق.

تطورات الأمر لم تنته حتى كتابة هذه السطور؛ فالمحتجون الغاضبون تجمعوا أمام نقطة شرطة القرية وحاصروها وحاولوا اقتحامها لإطلاق سراح من قبض عليهم خلال الاحتجاجات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل