المحتوى الرئيسى

حوار| اللواء سيد غنيم: آن الأوان لتتحول مصر إلى حليف استراتيجي لأمريكا

11/13 22:25

ترامب قد يتعرض للإقالة إذا اتخذ إجراءات تتعارض مع الدستور والقانون الأمريكي.

 لا يستطيع ترامب طرد المسلمين من أمريكا وإلا صُنف بالعنصرية في دولة الديموقراطية العظمى.

الإتحاد الأوروبي لن يسمح أبدًا بنشوب حرب عالمية ثالثة، فهم يتعلمون من اخطائهم.

ترامب سيتخذ اجراءات حاسمة ضد داعش و أوباما قد يحاسب على دعمه للإخوان ومساعدتهم للوصول إلى الحكم في بعض دول الربيع العربي.

قلل اللواء سيد غنيم من التكهنات باتباع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لسياسة دامية تجاه المنطقة العربية قائلًا: "ايدلوجيات السياسة الأمريكية الخارجية لا تتغير بتغير رؤساء أمريكا، فقط يتم التناوب فيما بينها بحسب المصالح الأمريكية السياسية والإقتصادية".

وأشار استشاري الأمن القومى والدفاع، ورئيس فريق المفكرين الدوليين متعدد الجنسيات «معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع» في حواره الخاص لـ"دوت مصر" إلى أن ترامب لا يمكنه طرد المسلمين من بلاده وإلا صُنف كأمريكي عنصري بقوله:"التصريحات الخاصة بالحملات الإنتخابية شيء والتطبيق في الواقع شيء آخر، وترامب ابدًا لا يستطيع أن يفعلها"

وكشف غنيم الذي يعمل كمحاضر زائر بأكاديمة دفاع حلف الناتو بروما ورئيس أركان بعثة الأمم المتحدة السابق بنيبال عن أن "نيوت جينجريتش" هو الأقرب لتولي حقيبة الخارجية الأمريكية وهو وذو رؤية متقاربة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نيتنياهو "منتهجًا السياسة الإسرائيلية المتطرفة حيال القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، بينما يُعد الفريق المتقاعد"مايكل فلين" هو الأقرب لمنصب مستشار الأمن القومي الأمريكي.

و إلى نص الحوار ..

تتحدث بعض التكهنات عن أن حقيبة الخارجية الأمريكية الجديدة هي الأقرب إلى"رودي جولياني" أو"نيوت جينجريتش"، لماذا هذين الإسمين تحديدًا؟

حسب ما جاء في"البي بي سي"البريطانية يوم 9 نوفمبر أن"نيوت جينجريتش"هو الأوفر حظاً لإستلام حقيبة الخارجية، وقد شغل منصب المتحدث الرسمي لمجلس النواب الأمريكي ويعد ذو رؤية متقاربة مع السياسة الإسرائيلية في المنطقة وتحديدًا سياسة"نتنياهو"المتطرفة تجاه العرب ويرى الفلسطينيين كإرهابيين وأنهم شعب تم إختلاقه، كما يتفق مع الرئيس المنتخب ترامب في تشدده ضد المسلمين حيث يطالب بمراقبة المساجد ووضع قيود عليها، أما"رودولف جولياني" فهو الحاكم السابق لمدينة نيويورك، وأحد أبرز المرشحين للرئاسة الأمريكية لانتخابات عام 2008 عن الحزب الجمهوري، وكان حاكمًا لولاية نيويورك أثناء وقوع أحداث 11 سبتمبر 2001، كما يُعرف جيولياني بالمواقف الليبرالية اجتماعياً، مثل إقراره بحق المرأة بالإجهاض ودعمه لقوانين التحكم بامتلاك الأسلحة النارية، وهو يعتنق فكر المحافظين الجدد واليمينيين الصهاينة في السياسة الخارجية، ويفتخر بطرده للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من قاعة للمسرح في نيويورك.

إلى أي مدى سيؤثر اختيار أي من المرشحين على طبيعة السياسة الأمريكية الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط ومصر على وجه الخصوص؟

تصريحات ترامب خلال حملته الإنتخاية كانت تذهب كلها في اتجاه معاكس لسياسات أوباما بلا إستثناء، لكن هل قراراته ستتفق مع ما قاله في حملته الإنتخابية؟ في المجمل علينا أن نتفهم أن السياسة الأمريكية مؤسسية لها هدفين رئيسيين هدف اقتصادي هو الربح، وهدف سياسي وأمني بحيث تبقى أمريكا قوى عالمية منفردة، وهذا يعني أن سياسات ترامب القادمة والراسخة مسبقًا في اذهاننا على أنها جديدة ما هي في الحقيقة إلا إستمرارًا لبعض سياسات أوباما، وفي غالب الأمر لن تخرج سياسة ترامب أو أي رئيس امريكي آخر عن السياسات العامة للمؤسسة الأمريكية و التي تخدم أهدافها مع التغير في الإستراتيجيات المؤدية لذلك.

ما أهم الأيدولوجيات السياسية الخارجية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية؟

تنتهج أي إدارة أمريكية في العادة أحد أربع أيدولوجيات رئيسية في سياساتها الخارجيةهي :أولًا/ الإنعزالية Isolationism والتي قد أنتهجتها من قبل ألمانيا واليابان وسويسرا لظروف خاصة، ولكنها تعتبر اليوم الأكثر إستبعادًا من وجهة نظري لدولة مثل أمريكا فالعالم لن يتركها بمعزل عنها، ثانيًا/ التدخل الليبرالي Liberal Interventionism وتنتهج فكرة التدخل سواء السياسي أوالإقتصادي وقد تصل للعسكري لإسقاط ما بعتبرونه (حكومات دكتاتورية) لمنح الحريات لشعوب تلك الدول، كما حدث في العراق وأفغانستان وغيرها، ثالثًا/ العالمية Internationalism وهي إستراتيجية عظمى قد لا تختلف كثيراً مع (التدخل الليبرالي) وتنتهجها الأنظمة السياسية ذات التوجه الدولي الرامي للتطبيع، إلا أنها تعتمد على التدخل السياسي في شئون الدول مع الحد من التدخل العسكري. ويعد أكبر عائق قد يقابلها هو إختلاف الثقافات بين الشعوب رغم تكرار محاولات إستيعابها، وقد حاولت إدارة أوباما مع بدء فترته الرئاسية الأولى إنتهاجها ولم تحقق النجاح المطلوب، رغم تحول حلف (الناتو) من أداة للعنف العسكري لنهج (التدخلي الليبرالي) وإلى أداة تواصل لنهج (العالمية)، رابعاً/ الواقعية Realism وهي الإستراتيجية المتوقعة من أمريكا والدول العظمى وبعض القوى الإقليمية وتختلف جذريًا مع (التدخل الليبرالي)، حيث تعتمد السياسة (الواقعية) على التفكير ليس فقط من زاوية منتهجيها ولكن من كافة زوايا الأطراف الأخرى، في محاولة للتفاعل مع إرادات دول الإهتمام وإحترام ثقافاتهم وإراداتهم دون تدخل سياسي أو عسكري حاسم قد تتسبب تداعياته في أزمات تجر لما هو أسوأ.

  أي من هذه الأيدولوجيات إتبعها أوباما في سياسته الخارجية ؟

باراك أوباما أنتهج في فترته الرئاسية الأولى الإستراتيجية الأيدولوجية (العالمية) وهو ما أعلنه شخصيًا في حواره الصحفي المعروف بـ(عقيدة أوباما)، ولكنه أقتنع في نهايتها، وتحديدًا في اغسطس 2013 أنها سياسة غير مجدية وعليه أن يرفع يده عن الشرق الأوسط تدريجيًا و ترك أمورهم لأنفسهم، متوجهًا لآسيا وأمريكا اللاتينية، منتهجًا الإستراتيجية (الواقعية) فيما بعد.

ماذا عن سياسة دونالد ترامب؟

أعلن ترامب خلال حملته الإنتخابية أنه سيرفع يده عن شئون دول العالم متفرغًا للداخل الأمريكي، فهل يعنى بذلك إنتهاجه للإستراتيجية الإنعزالية؟ مستحيل، فلن يترك العالم أمريكا بمصالحها ونفوذها المتشابك دولياً معها، وأعتقد أن ترامب قد يستكمل ما أنتهى له أوباما من منطلق أنه لا بديل له غير ذلك الآن، كما لا يمكن الحياد عن السياسات الأمريكية العامة.

من هو الإسم الأقرب كمستشار للأمن القومي الأمريكي؟ وتبعات هذا الإختيار لاحقًأ؟

نشرت"البي بي سي"أن أقرب المرشحين قد يكون الفريق المتقاعد "مايكل فلين"، والذي كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية الأسبق وكان أيضًا يعمل بالعمليات الخاصة الأمريكية، وفي حالة ما اذا كان هو الإختيار الأمثل لترامب فقد يتفق ذلك مع تصريحاته التي اشار فيها في وقت سابق لوجوب أن تكون منظومة الإستخبارات الأمريكية (الأفضل)حول العالم خاصة فيما يتعلق بتعامله مع داعش والإرهاب بشكل عام في المنطقة.

ذكرت في احد مقالاتك أن الكثيرين في مصر تحدثوا عن توقعاتهم بشأن سياسة ترامب القادمة تجاه المنطقة ومصر تحديدًا، بينما لم يتحدث أحد عن طبيعة الدور الذي يجب أن تقوم به مصر تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة!

هذا أمر شديد الأهمية، فمصر في هذه المرحلة الجديدة من الإدارة الأمريكية يجب أن تأخذ موضعها كحليف إستراتيجي مع أمريكا وليس حليف تابع، حيث يجب أن نفكر سويًا في الشكل المستقبلي للمنطقة ولا ننتظر لنتلقى إجراءات مُخططة كي تُنفذ على أرض الواقع ليس لنا أي دور أو رأي فيها، أي أن على مصر أن (تبادر) بطرح إستراتيجيات شاملة قابلة للتنفيذ تحقق الإستقرار بالمنطقة و بما يخدم المصالح المشتركة، خاصة أن ترامب الجديد على الساحة السياسية يحمل أفكار موائمة لسياساتنا العامة وأفراد حزبه الجمهوري مسيطرين تمامًا على الكونجرس ومجلس الشيوخ وبما يسهل تمرير قراراته المُتخذة فيما بعد .

الحزب الجمهوري له مواقف سابقة خدع بها العرب مثل موقفه من القضية الفلسطينية، وهو ما أكد عليه وزير التعليم نفتالي بينيت "زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتشدد"بقوله إن انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة يعني عمليًا نهاية فكرة الدولة الفلسطينية!

هذا أمر متوقع لعدة أسباب لعل في مقدمتها إنشغال العرب بقضاياهم وأزماتهم المتراكمة والذي أثر بشدة على إهتمامهم بالقضية الفلسطينية، ناهيك عن السمعة شديدة السوء التي لحقت بحركة حماس وإنقلابها على السلطة الفلسطينة، فضلًا عن دورها الجوهري التابع لتنظيم الإخوان وربما ما يحدث في سيناء من أنشطة إرهابية وتهديد مصر والمنطقة العربية ككل كذلك.

الحزب الجمهوري ايضًا كان صاحب القرار في حرب الخليج الأولى، غزو العراق، ظهور تنظيم القاعدة، غزو افغانستان، بداية تدمير ليبيا بقضية لوكربي، هل الحزب الجمهوري هو الأشد خطراً ام الديموقراطي؟

أمريكا هي أمريكا بغض النظر عن الحزب الحاكم، دولة المصالح والربح والهيمنة المطلقة وكلا الحزبين وإن اختلفا في الاستراتيجيات ولكنهما سيبقيان متفقان على السياسة الأمريكية العامة ومن بينها الدعم المطلق والمفتوح لإسرائيل والنفوذ في كافة أقاليم العالم مهما كانت الإستراتيجيات والوسائل.

بم تفسر تجاهل ترامب في الكونجرس لسؤال مباشر عن نواياه تجاه المسلمين، حيث قاطع المتحدث بكلمة شكرًا وانصرف؟

يحضرني هذا الموقف بما توقعه "آلان ليشتمان" أستاذ التنبؤ الأمريكي والذي توقع فوزًا كبيرًا لترامب، بما قاله بعد فوز ترامب :"سيتم اقالة ترامب"!، الأمر ليس هينًا، ومعاداة ترامب للتطرف تبدو كأنها عداءً للإسلام مثلما خرجت تصريحاته أثناء الحملة الإنتخابية، لكن أعتقد أن ترامب بدأ التريث والتفكر في كل كلمة يقولها قبل نطقها بعد توليه كرسي الرئاسة، فالحساب اليوم مختلف، فلا يمكن أن تتحمل أكبر دولة تنادي بالديمقراطية رئيسًا يمكن اتهامه بسهولة بالعنصرية والتمييز ومعاداة الأقليات ببلاده.

مع ذكرى الحرب العالمية الأولى هل نحن على اعتاب الحرب العالمية الثالثة بقدوم ترامب؟

مستحيل ولن يسمح أحد بذلك خاصة دول الاتحاد الأوروبي، فهم يتعلمون من أخطائهم ويتذكرونها كل يوم، وترامب بالتحديد لن يذهب لذلك، خاصة انه ذكر روسيا العدو الرئيسي لأمريكا بانها لا تمثل تهديداً على بلاده، كما أن الصين وكوريا الشمالية يأملون فيه ما في صالحهم.

ما تفسيرك لحالة الاستقبال الفاترة التي استقبلت بها اوروبا خاصة روسيا، نجاح ترامب؟

يبدو أن لها علاقة بتصريحاته المعادية للديمقراطية وحقوق الإنسان خلال حملته الإنتخابية، ولكن الأهم انهم متخوفون من تخلي الولايات المتحدة عن الإتحاد الأوروبي في الفترة القادمة وقربها أكثر من بريطانيا التي في طريقها للخروج من الاتحاد خلال أقل من عامين.

هل تتوقع أن يقوم ترامب بالضغط على حلف الناتو للقيام بأي تحركات عسكرية في المنطقة وفق سياسة التدخل الليبرالي بالقوة العسكرية وتحديدًا في الملفين السوري واليمني؟

لقد صرح ترامب أن تشكيل حلف الناتو لم يكن من أجل مكافحة الإرهاب، كما ندد بالإفراط في النفقات العسكرية الأمريكية دون عائد، أعتقد أن ترامب سيسير في إتجاه الإستراتيجية الواقعية وليس التدخل الليبرالي كما فعل جورج بوش من قبل، بمعنى أنه سيبدأ في الخروج من بؤر المشاكل بدول الإهتمام تدريجياً ولكنه لن يستطيع الإنعزال عنها بشكل تام، الفرق أن أوباما أضطر لذلك اما ترامب فسيعمل على ذلك بإرادة كاملة.

كيف تتوقع موقف ترامب تجاه داعش؟

أتوقع ان يفكر في التركيز على سرعة حسم الموقف ضد داعش بتنفيذ عمليات نوعية ضد عناصره لسرعة القضاء عليه مستغلًا قوات التحالف الدولي العاملة بالمنطقة حاليًا، دون إقحام حلف الناتو في شؤون أي دولة مع العلم أن الدول الأعضاء في الحلف ربما ستوافقه في ذلك ولو في الفترة القريبة.

هل يمكن أن يتخذ ترامب قرارات حاسمة ضد تنظيم الإخوان المسلمين و إستكمال التشريع المقترح من المرشح الجمهوري "تيد كروز"- عضو الكونجرس عن تكساس لإعتبارهم تنظيماً إرهابياً؟

نعم أتوقع ذلكً، وهو ما يقلق الإخوان بشدة الآن في أمريكا ومصر وفي جميع أنحاء العالم.

ذهب البعض إلى أن هذا القرار يعني بشكل مباشر توريط أوباما في ملف الأخوان!

نعم، هذا صحيح فمن مشتملات تشريع تجريم تنظيم الإخوان وإعتبارهم تنظيم إرهابي، محاسبة أوباما لدعمه لهم ومساندتهم في جلوسهم على كراسي الحكم في بعض دول الربيع العربي رغم علمه بعنفهم.

هل سيمنع ترامب المسلمين فعلًا من دخول أمريكا، كما سيشرع في بناء سور بطول الحدود مع المكسيك لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين؟

لا يستطيع أي رئيس أمريكي أن يوقف دخول من يحملون ديانة معينة لبلاده فهذا مخالف للدستور، وإلا سيُعتبر أمريكيًا عنصريًا كارهًا للإسلام والمسلمين، أما عن السور الفاصل مع المكسيك فقد صرح رئيس المكسيك أن من يريد أن يبنيه عليه أن يدفع تكاليف بنائه!

خرجت تصريحات دبلوماسية تتحدث عن أن ترامب ليس مُلزم باتفاقية الملف النووي مع ايران، فإلى أين سيسير مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل