المحتوى الرئيسى

"خفافيش الإخوان تأكل نفسها".. شباب الجماعه يعلنون التمرد المسلح ضد عواجيز التنظيم بالسودان.. واتهام القيادات بالتوطؤ مع المخابرات.. ومراقبون: التنظيم الدولي يتفكك داخليًا

11/13 21:15

أزمة جديدة لاحت في الأفق ربما تسطر أحرفها الفصل الأخير من عمر واحدة من أكثر التنظيمات الدولية ذات الطابع السري والغامض إلى حد كبير، بعد أن تداعت عليه الانقسامات والصراعات الواحدة تلو الأخرى في أعقاب الضربة القوية التي تعرضت لها جماعة الإخوان بسقوطها في مصر.

من السودان بدأت ملامح الأزمة الأقوى تتضح جليًا في منشورات غاضبة لشباب الجماعة الفارين من الملاحقات الأمنية جنوبًا حيث الامتداد التاريخي للتنظيم الدولي هناك، بعد أن وقع الكثيرين منهم في قبضة الأجهزة الأمنية السودانية، تحت مرأى ومسمع قيادات الجماعة التي آثرت الصمت فيما يبدو وكأنه ينطوي علي ترحيب ضمني لما يحدث.

لكن الأمر تعدى ذلك إلى حدود إلقاء المجموعات الشبابية هناك باتهامات عدة للقيادات الإخوانية في السودان بالتواطؤ مع الأجهزة الأمنية السودانية لتسليم شباب الجماعة مغضوب عليهم، وتسهيل عملية إلقاء القبض عليهم، حيث اتهم القيادي الإخواني عز الدين دويدار مسؤول الإخوان بدولة السودان بتمرير القبض على عدد من شباب الجماعة بالخرطوم".

وقال "دويدار" في تدوينة عبر حسابه بـ"فيس بوك": "رسالة عاجلة إلى الحاج الحلوجي مسئول الإخوان المصريين (حتى الآن) بالسودان :بناء على نقاش وحوارات مع العديد من شباب الإخوان بالسودان رأيت أن أنقل لك هذه الصورة التي يبدو أن بعد المسافة بين القيادة والصف وكثرة المطبلين والمتقربين حالت دون وصولها لك : - هناك شابين اعتقلتهم الدولة السودانية من الشارع خلال الأيام الماضية .. وحضرتك عارف دا . ولولا أنك رفعت الغطاء عن شباب السودان لما خطفتهم الأجهزة الأمنية السودانية مرة بعد المرة خلال الشهور الماضية" حسب قوله.

وأضاف: "شرعية موقع حضرتك الذي وضعك فيه صف الإخوان تأتي من قيامك بمهام منصبك في توفير غطاء رسمي للشباب والإخوان مع الدولة السودانية ، فإن انسحبت عن القيام بمهام موقعك وتفرغت لمتابعة استثماراتك والطبطبة على من يقبلون يديك طلبا لعطاياك وتظبيط الانتخابات الداخلية القادمة لضمان نتائجها . فهذا حقك ربنا يبارك لك في مالك وحوارييك .. أما وأنك مازلت المكلف الوحيد (حتى اليوم) بتوفير غطاء وحماية للشباب وأن الدولة السودانية لا يمكن إن تقدم على اعتقال الشاب تلو الآخر إلا بعلمك وتمريرك . وكلنا يعلم موقعك من هذه المسألة . فإنك مطالب اليوم قبل الغد بالخروج للصف إما برد واضح تقول فيه تهمة هؤلاء الشباب التي خالفت قواعد وجودهم في السودان وأبلغتك الدولة بها .. أو أن تتدخل لدى أعلى سلطة سودانية للإفراج عن الشباب فورا" حسب تعبيره".

وإزاء ذلك يؤكد الدكتور ثروت الخرباوي القيادي الإخواني المنشق، أن الانقسامات العميقة داخل التنظيم الدولي للإخوان بين القيادة الشرعية والمجموعات الشبابية، تدفعه نحو تفكيك نفسه من الداخل، وأن يتلاشي في غضون سنوات قليلة ليصبح مجرد جزء من التاريخ.

وأشار الخرباوي، في تصريح لـ"الدستور"، إلي أن الأزمة الأخيرة بين الشباب والقيادات في السودان ما هي إلا انعكاس لخلاف اشمل ما بين جماعه تأسست جديدة داخل الإخوان أطلقوا علي أنفسهم أبناء التأسيس الثالث أو الكماليين التابعة لمحمد كمال والتي تعتبر اكبر حالة تمرد داخل الجماعة عبر تريخها والتي نجحت في اجتذاب أعداد كبيرة من أعضاء الجماعة، مقابل ضئالة المجموعة الاخري التي تسير خلف القيادة الشرعية أو الرسمية.

وأوضح أن الخلاف في الأصل بين المجموعة الشبابية والقيادات ينحسر حول أولويات استخدام القوة، حيث تري القيادة الشرعية أنه ليس الوقت المناسب لاستخدام القوة لأن الجماعة في حالة ضعف ولا تمتلك أدوات القوة، في حين يري الشباب أنهم مأمورين باستخدام القوة ي أي وقت.

وأضاف: أن الفريق الأخير المؤمن باستخدام القوة يتمثل في الشباب الذين غادروا مصر الي السودان، الذين أقاموا معسكرات تدريب علي السلاح والمواجهة العسكرية هناك، لكن نظرا لأن الأمر يختلف عن منهج المجموعة الأخرى، تخلوا عنهم ، لاسيما وان الحكومة السودانية وجدت في تلك المليشيات المسلحة ليس خطر علي امن مصر فحسب وإنما يهدد أمنهم أيضا خوفا من اجتذاب إخوان السودان في صفوفهم و الانقلاب علي النظام الحاكم هناك.

وتابع: لذلك مسألة القبض عليهم في السودان تقابل بارتياح من القيادات الشرعية للجماعة علي أسهم محمود عزت وعمرو دراج ومحمود حسين، ووصلت إلي اتهام الشباب القيادة أنهم بييلغوا عننا وبيرتكبوا خيانة عظمي وهو ما اعتبره عاصفة عاتيه قد تقتلع جذور الجماعة من الداخل.

أما سامح عيد الباحث في شئون الحركات الإسلامية والعضو المنشق عن جماعه الإخوان، فقد أعزي الأزمة تلك إلي وجود تعاون أمني بين مصر والسودان فيما يخص ملف الإخوان المسلمين، والذي بمقتضاه تقوم السلطات السودانية بالقبض علي العناصر المطلوبة أمنيًا في مصر.

وأشار "عيد" في تصريح لـ"الدستور"، إلي أن القبض علي شباب الإخوان المصريين تم بناءًا علي تنسيق بين الأمن المصري والسوداني، خاصة بعد أن أصبح هناك تقارب شديد بين النظامين المصري والسوداني بعد فترة عاشت خلالها علاقة البلدين حالة من التراجع علي خلفية أزمة سد النهضة، لكنها سرعان ما عادت أكثر دفئًا، علي نحو دفع السودان إلي التعاون مع الجانب المصري علي صعيد تسليم العناصر الإخوانية المطلوبة أمنيًا.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل