المحتوى الرئيسى

الفن مسكن آلام أطفال 57357| رحلة 3 ساعات سعادة بالورقة والألوان

11/13 21:07

ألم مبرح يصل لكل خلية في جسدك، يقتل روحك ألف مرة قبل أن تعتدل من موضعك، حقنة واحدة من الكيماوي تعادل آلامًا مضاعفة من الكثير من الأمراض التي يعايشها الأصحاء في الأمراض العادية، لكن تجدهم صامدين يتحملون، لا ينكسرون أمام رهبة الأجهزة وضعف جسدهم.

هناك تجدها، بعد أن خرجت من جلسة علاجية أخرى تضاف إلى سابقيها، بشعر قصير أسود وفيونكة بسيطة تزين ما تبقى من شعرها، يصاحبها خمسة غيرها منهم من فقد شعره تمامًا حتى آخر رمش يزين شعرها، ومنهم من ما زال يحاول الصمود أمام جلسات علاج الكيماوي، تختلف درجات المرض في كل حالة منهم لكن يتفقون في روح البهجة التي تصحب دخوله مباشرة على أي مكان تلك الروح الصامدة أمام أقوى أمراض العالم.

سرعان ما تجدهم يذهبون إلى غرفة المسكن لهم، ليس مسكنا علاجيا بقدر كونه جانبًا من المرح ومسكنًا روحيًا لما تبقى منهم في محاولة لهزيمة ذلك المرض، ينقسمون بين محب للرسم بالرصاص، وآخر تلوين ويجتمعون حول تعلم أسس الرسم، لكن كل حسب سنه، قد تجد غرفة إبداعهم مفتقدة لمعلم في كثير من الأحيان، لكن بعض الفنانين يأبون أن تكون بلا طاقة مبهجة لهم، واحد منهم كان الفنان الشاب علي أحمد.

بدأ الأمر لدى أحمد بتواصله مع قسم العلاج بالفن، فهو واحد من أهم الأقسام العلاجية، لكن ليست بالحقن والمهدئات فقط بالفرش والأقلام والتلوين والبحث عن السلام والراحة، التي يحملها الفن داخل كل طفل، ليشرع أحمد بعد موافقة المستشفى لتجميع بعض الفنانين الراغبين بالقضاء بعد الوقت مع أطفال مستشفى 57357 ليدون على صفحته الخاصة منشورًا يطالب فيه بمشاركة فناني معه آخرين على أمل 10 فنانين كمثال، لكن النتيجة كانت المفاجأة.

ويصرح أحمد لـ"التحرير": «بدأ الموضوع ببوست على الفيسبوك وقلت اللي حابب يشارك يكتب كومنت المفاجأة إنه وصل عدد الفنانين اللي عايزين يشاركوا حوالي 4000 تعليق لكن طبعًا العدد كبير جدًا إنه يكون في يوم مع الأطفال تواصلت بالفعل مع 10 منهم، وحددنا معاد بعد الاتفاق مع إدارة المستشفى».

وعلى الرغم من أن العشرة أفراد لم يكونوا على تواصل معًا من قبل إلا أن جميعهم التزموا بالموعد، ليبدأوا رحلة مع الأطفال كان من المقرر لها أن تكون ساعة واحدة فقط في المشفى لكن استمرت لثلاثة أضعاف كاملة، حسب تعليق أحمد، "الأطفال اللي هناك كلهم ربنا مديلهم قبول وحب للناس عالي جدا، والنَّاس اللي موجودة معاهم في حالة حب حلوة جدا".

وبدأ الفنانون يقسمون أنفسهم بالفعل على كل طفل، حسب فئته العمرية ومدى استيعابه أسس الرسم، التي يحتاج تعلمها، وكان الأطفال يتبدلون كل نصف ساعة بآخرين، فوقت المرح لديهم ليس بطويل وعلى كل مجموعة أن تعود للعلاج من جديد، فهم يحتاجون للعلاج بشكل متتابع لا يعطيهم الكثير من المرح، حتى باتت المستشفى بيتهم. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل