كارثة جديدة تهدد محدودي الدخل.. حذف 22 مليون مواطن من بطاقات التموين قريبًا.. رئيس الوزراء: نهدف الوصول بالدعم للفئات الأكثر احتياجًا.. والعسقلاني يحذر: ثورة جياع قادمة

"تنقية بطاقات التموين".. خطوة جديدة ضمن القرارات الصعبة التي اتخذتها الحكومة، لتقضي على ما تبقى من صبر للمواطنين، ففي ظل موجة ارتفاع الأسعار بعد قرار تعويم الجنيه، ووسط عدة تحذيرات من غرق الطبقة المتوسطة في خط الفقر، إلا أن الدولة تتجه لتنقية بطاقات التموين، ضاربة بالغلابة عرض الحائط.

وفي اجتماع عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، ضم رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، وعدة وزراء من بينهم وزيري التموين والمالية، وجه بأهمية الانتهاء خلال شهر من تنقية قوائم الحاصلين على بطاقات التموين بشكل كامل ونهائي، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه.

وأكد رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، في اجتماع موسع للجنة الوزارية للعدالة الاجتماعية، أن تحديد ضوابط تنقية قاعدة بيانات التموين وما تنتهي إليه اللجنة الوزارية من توصيات يستهدف تنفيذ برامج الحماية الاجتماعية، من خلال وصول الدعم للفئات الأكثر احتياجًا والأولى بالرعاية.

وطالب بالتنسيق بين الجهات المعنية لتحديد مؤشرات تنقية البطاقات لكون مجهودات تلك الجهات مكملة لبعضها البعض، الأمر الذي يعمل على تحقيق الهدف المنشود في أقصر فترة زمنية ممكنة، مشددًا على أهمية الإسراع من تحديد المؤشرات الخاصة بتحديث بيانات التموين تمهيدًا لعرضها على مجلس الوزراء في اجتماع مقبل لمناقشتها.

وعرض وزير التخطيط تقريرًا حول كيفية تطبيق مؤشرات ضمان وصول الدعم السلعي لمستحقيه من خلال منظومة الخدمات الحكومية المتكاملة، والتي انتهت الوزارة من تصميمها وتنفيذها في فترة وجيزة، حيث يتم من خلالها ربط البيانات إلكترونياً بين الجهات الحكومية المختلفة بغرض دقة وسرعة تقديم الخدمة للمواطن وتم ذلك عن طريق تصميم وتنفيذ وحدة اتصال مركزية بوزارة التخطيط تعمل على تفعيل وتسهيل الاتصال وربط البيانات بين الجهات الحكومية المختلفة.

وكان وزير التموين، محمد على مصيلحي، أعلن منذ عدة أيام عن بدء المرحلة الأولى من تنقية البطاقات التموينية الشهر المقبل، على أن تبدأ التنقية من المتوفين والمسافرين، وأن المرحلة الثانية ستتم وفقًا للمعاييرالتي ستضعها اللجان المختصة، لتحديد من المستحق للدعم على أسس يتم دراستها جيدًا.

وأعلن مرتضى العربي، عضو مجلس النواب، حذف 22 مليون مواطن من بطاقات التموين، وكتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، "قريبًا البدء في تخفيض المستفيدين من الدعم من 72 مليون إلى 50 مليون مواطن، وذلك من خلال تنقية بطاقات التموين، لن يحصل على الدعم إلا من يستحقه".

"المصريين يستحقون الدعم بعد غلاء الأسعار"

وعلق محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، على قرار تنقية بطاقات التموين، قائلًا "إن هناك عدد من الناس لا يستحقون بطاقات التموين، لكن هذا كان في وقت سابق قبل زيادة الأسعار، لكن بعد الأحداث الأخيرة، وحجم الزيادات الرهيبة في الأسعار والمنتجات، أصبح كل المصريين يستحقون الدعم، باستثناء طبقة الأغنياء.

وتابع "العسقلاني"، في تصريحات لـ"الدستور"، "قبل الخريف الأسود الذي جرى في مصر من تعويم الجنيه ورفع أسعار المحروقات، والزيادات التي ليس لها سابق منذ 40 عامًا، أصبح من لا يستحق الدعم فيما قبل، يستحقه الآن، وعلى الدولة إذا أرادت أن تأمن ثورة جياع حقيقية أن تراعي الفقراء والطبقة المتوسطة، لان الطبقة المتوسطة دخلت الآن في خط الفقر.

وحذر رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، من تراكمات الغضب داخل المواطنين، قائلًا "حينما يرى الفقراء أن الدولة تدعم وتساند طبقة الأغنياء ورجال الأعمال، وترفع الدعم عنهم، ستتفاقم حالة الغضب عند المواطنين، حتى تقع كارثة ليس لها موعد، ولا يمكن لحركة شعبية أو جماعة سياسية أو قوى معارضة أن تحدد موعد الغضب القادمة.