المحتوى الرئيسى

الآلات الموسيقية تغنى مع عاشور وسرور والجبالى

11/13 11:54

سنوات طويلة، والوسط الغنائى مشغول فى مصر والعالم بالمطربين سواء أصحاب الصوت السليم أو النشاز، وتم تجاهل نجوم فى العزف على الآلات الموسيقية بعضهم له حفلات منتظمة خارج مصر، وفى مهرجانات دولية لها سمعتها وقيمتها، وظلوا فى مصر محبوسين بين صفوف الفرق الموسيقية مثلهم مثل أى عازف آخر، وبعضهم عرفناه كقائد لفرقة موسيقية تحمل اسمه دون أن نتعرف على أهميته كعازف له أهميته فى مصر لم يعد هناك العازف النجم، كما كان فى الماضى مثل عمر خورشيد وهانى مهنا ومجدى الحسينى وعمار الشريعى، رحمه الله، قبل أن يحترف التلحين وفاروق سلامة وآخرين، لأن الآلة الإعلامية دائماً تركز على المطرب النجم، وكأن الأغنية مطرب فقط، فى مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ25 التى تختتم اليوم شهد لياليه مجموعة من أهم العازفين فى مصر والعالم العربى، والتجربة أثبتت أن بعضهم أكثر فناً من أى مطرب.

فى الليلة الثالثة من المهرجان ظهر المايسترو عماد عاشور عازف التشيللو وقدم على آلته قصيدة «أيظن» كاملة، وبدت الآلة فى يده وكأنها صوت بشرى يغنى وهو ما يؤكد مدى الإمكانيات التى يتمتع بها هذا الفنان الكبير.

وأجمل ما فى المشهد الذى قدمه عماد عاشور بمصاحبة الفرقة الموسيقية قيادة المايسترو الكبير عبدالحميد عبدالغفار، هو استقبال الناس لعزفه رغم أنه حل بآلته ذات الصوت الملىء بالشجن محل صوت السيدة نجاة، وما أدراك ما صوت نجاة. استمتاع الناس يعكس حالة الدهشة الجميلة التى صنعها عماد عاشور، فالتشيللو معه عزف بطعم الغناء تشعر بأن الآلة تنطق الكلمات والحروف تمنحك الإحساس بالمعنى، نعم الآلة مع عماد عاشور تشعر وتتجاوب مع أحاسيسه.

عماد عاشور عزف فى تترات كثيرة من حياته كقائد لفرقة موسيقية تحمل اسمه وصاحب العديد من النجوم العرب أبرزهم محمد عبده.

فى الليلة الرابعة كان هناك لقاء مع عضو آخر من فصيلة الموهوبين، وهو عازف العود والملحن ممدوح الجبالى الذى قدم فاصلاً مع الفرقة الموسيقية قيادة المايسترو محمد الموجى، حيث لعب أغنية «أروح لمين» للسيدة أم كلثوم، حيث امتزجت براعة الجبالى فى العزف وبين لحن شجى وضعه الراحل الكبير رياض السنباطى، مما خلق حالة من الدفء ليست بجديدة على الجبالى الذى شارك بآلته فى مهرجانات دولية كثيرة فى تركيا والخليج وبعض بلدان أوروبا، والجبالى صاحب مدرسة فى العزف على العود، وسبق له أن قدم تجارب مهمة جداً، أبرزها كونشرتو العود للراحل الكبير عمار الشريعى، إلى جانب مؤلفاته الشخصية وتبحره فى أداء قوالب موسيقية مختلفة، وهو ما يجعل وجوده فى المهرجان يخلق حالة من الثراء الغنى.

وفى الليلة التاسعة كان اللقاء مع ماجد سرور عازف القانون وقائد فرقة موسيقية صاحب مشاهير المطربين، أبرزهم السيدة وردة رحمها الله. قدم ماجد أكثر من  عمل خلال وصلته بمصاحبة المايسترو حازم القبيصى قائد الفرقة القومية العربية للموسيقى، منها «حكايتى مع الزمن» لبليغ حمدى ووردة وتقاسم وهابية، و«حبك نار» لعبدالحليم حافظ، ولحن الموسيقار الكبير محمد الموجى. وخلق ماجد جواً مختلفاً مع آلة القانون المحببة للجمهور الشرقى، لأنها تعبر عن موسيقانا خير تعبير، وماجد سرور من أهم العازفين على هذه الآلة وله مشاركات دولية فى العديد من المهرجانات.

وفى الليلة التاسعة كانت جماهير المهرجان على موعد مع سفير جديد للعازفين المصريين المهمين الذين أخذوا على عاتقهم تقديم الفن المصرى فى دول كثيرة، وهو عازف الكمان محمود سرور، وهو فنان يعطيك طعماً ومذاقاً مختلفاً لآلة الكمان، فهو يتمتع بمواصفات شديدة الخصوصية، ولديه ثقة شديدة فى النفس تؤكد موهبته وحيويته فى هذه الليلة. ظهر محمود بآلتين، الأولى الكمان، والثانية هى آلة الربابة التى تعبر عن فنوننا الشعبية خير تعبير. على الكمان قدم رائعة بليغ حمدى وأم كلثوم «الحب كله»، وقدمها بأداء جعل الجمهور يمنحه الحب كله، فالجمهور كان شديد التجاوب معه، ولم لا وهو يغنى بالكمان على نحو فريد. وفى الجزء الثانى من وصلته قدم كوكتيلاً على موسيقى الضوء الشارد للرائع والمؤلف الموسيقى والملحن الكبير ياسر عبدالرحمن، وقدم سرور الربابة بطريقة تجمع بين تكنيك عازف الربابة الشعبى، وبين الأسلوب الشيك لعازف الكمان الذى عرفناه. ومع أنغام الضوء الشارد اشتعل المسرح بالتصفيق يعكس حالة التناغم التى خلقها هذا العازف البارع.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل