المحتوى الرئيسى

أحمد شفيق.. ومن الجدل ما قتل

11/13 10:30

إطلالة شبابية ممثلة في بلوفر كحلي ووعود معسولة، يُبشر المصريين بإنتهاء عصر الهوان، وبداية عهد جديد من الرخاء، يرفع شعار "طلباتك أوامر" في وجه المواطنيين.

الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر السابق، والمرشح الرئاسي الأسبق وغيرها، والتي حصدها طيلة مسيرة مهنية، تنوعت خطاها بين العمل العسكري وإنتهاءًا بحقل السياسة بما يحمله من ألغام وصراعات.

وزير الطيران الأسبق الذي قضي في منصبه تسع سنوات، في الظل يعمل دون أي ضجيج إعلامي بعيدًا عن الأضواء، لكنه اشتهر بكونه من المنتسبين لمعسكر الصقور المحسوب علي الرئيس المخلوع حسني مبارك.

بدأ التوهج السياسي ل "شفيق" في اللمعان مع البشائر الأولي لثورة يناير، حينما استعان به الرئيس الأسبق حسني مبارك، لأجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعدما عينه رئيسًا للوزراء خلفًا لأحمد نظيف، لعل اختياره يحدث في نفوس الثوار المرابطين في الميادين أمرًا.

بدأ رئيس الوزراء في حملة من العلاقات العامة بهدف كسب ود الجميع، بدأها بإعلانه الإستعداد للذهاب إلي ميدان التحرير للحديث مع المتظاهرين، تلاها الإفراج عن الناشط السياسي وائل غنيم ، أتبعه الإعلان عن توجه الدولة لتطبيق الحد الأدني من الأجور.

لكن تلك التصريحات الوردية، لم تلق صدي لدي كثيرين معتبرين أنها عبارة دس السم في العسل، لحين تجاوز الأزمة التي يمر به النظام، وتعود الحكومة لعادتها القديمة، مؤكدين بأنه لا مفر سوي غير رحيل النظام بأركانه.

حاول رئيس وزراء مصر الأسبق المقاومة حتي اللحظة الأخيرة، قبل أن تأتي مناظرته الشهيرة مع الروائي علاء الأسواني، لتدق المسمار الأخير في مسيرته السياسية، بإعلانه الإستقالة من منصبه.

بتلك الاستقالة توهم البعض بأن رئيس الوزراء الأسبق، صار من مفردات الماضي، الحكم عليها في ذمة كتب التاريخ، لكنه حطم تلك الأوهام، بعدما أثبت أنه سياسي بسبعة أرواح، معلنًا تقدمه للمنافسة في الإنتخابات الرئاسية لعام 2012.

عد المتابعين تلك الخطوة بمثابة القفزة في الهواء، ستنتهي بسقوط الفريق فاقدًا للحركة، لكنه واصل هواياته في تحطيم كل التوقعات، ناجحًا في الوصول إلي جولة الإعادة أمام مرشح الأخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي.

صار الاعتقاد جازمًا لدي الغالبية بأن شفيق هو رئيس مصر القادم لا محالة، وبدأ الحركات الثورية ورموز يناير في التكتل ضده، بينما هو يكيل الاتهامات يمينا ويسارا، متوعدًا الجميع بالعقاب.

انتهي المطاف بالمرشح الرئاسي بالتحليق في ركاب الفشل، بعدما خسر جولة الإعادة، ليحزم حقائبه مغادرًا الأراضي المصرية، متجها صوب دولة الإمارات العربية.

بدأ "شفيق" مرحلة جديدة من الدخول في مرحلة النزيف السياسي، عشية اتهامه في عدد من القضايا تتعلق بالاستيلا ء علي المال العام، ليتم وضعه علي قوائم ترقب الوصول، ليدخل في موجة عاتية من الجدل، محاولًا الدفاع عن نفسه، مؤكدًا أنها تأت في إطار تصفية الحسابات السياسية.

ظل رئيس الوزراء الأسبق مطاردًا طيلة عهد الأخوان، حتي جاءت ثورة يونيو، والتي اعتبرها بمثابة طوق النجاة، بعدما أظهر تأييده التام لها، غير أن توقعاته ذهبت سدي.

عاد "شفيق" لسيرته الأولي مع الجدل، محاولا الدفاع عن نفسه باستماتة، مؤكدًا بأن الانتخابات الرئاسية تم تزويرها لصالح الأخوان، موضحًا بأن النتائج تم التلاعب بها بواسطة بعض الأيادي الخفية.

حاول رئيس وزراء دولة مبارك، استخدام كل قواه لأجل العودة إلي مصر، مبينا بأنه يتعرض لضغوط تدفعه لخوض ماراثون الانتخابات الرئاسية من جديد، وهو ما قوبل بعاصفة من الاستهجان من قبل كثيرين.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل