المحتوى الرئيسى

مستشار أكاديمية ناصر: معركة المياه بدأت منذ بناء السد العالى فى عهد «عبدالناصر»..

11/13 10:20

أكد الدكتور لواء دكتور أركان حرب مصطفى كامل، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أنه كثيراً ما يكون الإعلام عبئاً، ونجد له أحياناً مخططات لتشويه الصورة، فهناك خطط إعلامية مركزة تم إعدادها بدقة متناهية، تتولاها وسائل الإعلام التى تتمتع بمشاهدة عالية جداً، سواء الدولية أو المحلية، ومنها الـCNN وBBC والجزيرة وغيرها. وعندما تترابط وتجتمع الضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية، هنا تحدث المشكلة، والجيش يعمل لصالح مصر سواء من الناحية العسكرية أو بمساعدة الحكومة فى الأمور المدنية، لحل الأزمات التى تواجهها الدولة، والسؤال هنا ما المكسب الذى يعود على القوات المسلحة من هذا الدور المدنى؟ لا شىء إلا حل المشاكل ورفع الأعباء، والناس لا بد أن تعى أنه عندما يتدخل الجيش فى أزمة لبن الأطفال، فما هو إلا وسيط يعمل بشكل أسرع لحل الأزمة، كما أن الجيش لا ينفذ بنفسه المشروعات القومية، إطلاقاً، فمن يعمل فيها شركات مصرية وطنية فى مجالات التشييد والتعمير، إلا أن القوات المسلحة تُشرف عليها لإنجازها فى أوقاتها المحددة، ولضبط العمل، وعلينا أن ندرك ذلك جيداً ولا ندع الفرصة لأحد ليفكك ترابط الشعب وتلاحمه مع مؤسساته، حتى لا نهدم أنفسنا بأيدينا.

وتابع في حواره لـ"الوطن": "التحدى كبير، وما تمر به البلاد يحتاج منا إلى توحيد الرؤى والجهود لمواجهته، ويحتاج من الإعلام المسئول عن تشكيل الرأى العام الداخلى، وهو أهم من الرأى العام الخارجى، أن يُعلى مصلحة الوطن، وعندما نُعرِّف مفهوم السياسة الخارجية، نقول إنه مجموعة من القرارات التى تخرج من نظام سياسى محدد وفقاً لسياسات يتبعها هذا النظام، تتخذ فى اعتبارها الرأى العام الداخلى والخارجى، والرأى العام الداخلى هو الأكثر ضغطاً على أى قيادة، وهو الذى يستطيع التأثير على الأحوال والاتجاهات أكثر من الخارجى، فالضغوط الخارجية مهما كانت على مجتمع متوحد الصفوف، يبقى تأثيرها ضعيفاً، وغير مُجدٍ، ومن هنا فإن المطلوب هو أن نتوحد أكثر فى مواجهة التحديات والضغوط، فالقوات المسلحة وما تفعله وتاريخها العسكرى لا يمكن أن نفصله عن التاريخ العام لمصر على الإطلاق، منذ توحيد قطريها على يد «مينا» وقواته المُسلحة، ويشهد على ذلك الجداريات، فمنذ فجر التاريخ حتى الآن لا يمكن أن نفصل بين الوطن وقواته المسلحة.

وفى التاريخ العسكرى لدينا كذلك إبراهيم باشا، الذى حارب فى المكسيك، وإسماعيل باشا عندما وصل إلى حدود تنزانيا، ورفع علم مصر فقال «هنا تقبع الحدود المصرية»؛ استشعاراً منه لارتباط الأمن القومى المصرى بمياه النيل، والغرب يتبعون معنا سياسة الغريق، فهم لا يريدون لنا الغرق، وإنما الشعور بالاختناق حتى نخضع لقراراته، وهذا لن يحدث. خصوصاً أنه لا يمكن الاستغناء عن مصر لكونها قلب العالم، والجميع يحتاج إلينا لبناء مخططاتهم واستراتيجياتهم العالمية، فى ظل موقعها الفريد وقدراتها الحضارية وقوتها البشرية، فتلك اعتبارات استراتيجية.

واستطرد: هناك كتائب إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، لبث سمومها وأفكارها غير المنطقية أو المعقولة، وعلى الشعب أن يحذر تلك المجموعات، لأن الوقيعة لن تجرنا إلا إلى أذيال الخيبة والندامة، وأنا لا أعرف ما هى مشكلة رجل مثل الدكتور محمد البرادعى، أو عصام حجى وغيرهما، هل هى مشكلة انتمائية أم عدائية تجاه مصر، ونفس الأمر بالنسبة لأيمن نور الهارب إلى الخارج بعد أن حصل على 47 مليون دولار كما قيل، وأتصور أن «السوشيال ميديا» أدوات تساعد فى تشويه الصورة الذهنية، وإضعاف الدولة، والصراع الأخير على كرسى الحكم فى أمريكا، كشف لنا الكثير من أوجه التآمر، فمن ألقى القنابل النووية ودمر ناجازاكى وهيروشيما، هو من أرسل الجيوش لتخرب بلاد وتفنى عزتها فى العراق وسوريا، وهو من استعبد مواطنى أفريقيا وأخذوا 180 مليون أفريقيا مات منهم 150 مليوناً وألقوهم فى المحيط الأطلنطى.

وتابع: هذا أمر طبيعى، عندما نجد فجأة من يريد الإصلاح، خصوصاً أن هناك نفوساً ضعيفة تتاجر فى مشاعر المواطن البسيط، وتستغل الأزمات لتحويلها إلى مكاسب مادية وأرباح بنكية، باحتكار السلع الأساسية التى لا تمثل أى أزمة من أجل الربح على حساب المواطن البسيط، فنحن نمر باستنزاف لقدرات عسكرية، ولكننا قادرون على أن نستعيد تلك القدرات العسكرية، كما أن مصر مستهدفة اجتماعياً، عبر إضعاف النفوس وجعلها واهنة، ولجعل الشعور بالولاء والانتماء أقل بين الشباب بسبب البطالة وغيرها من التحديات والمشاكل التى تواجهها الدولة. ونحن نحتاج الآن إلى بناء المصرى نفسه، فلا يمكن بناء الهرم من القمة إلى القاعدة، وعلى الحكومة توجيه جهودها نحو القاعدة، وأن تسعى لفكرة التنمية البشرية والتنمية الشاملة فى الصحة والتعليم والعمل، وفى المقابل مطلوب منا أن نخلص، فلا نكتفى فقط بمدة الـ8 ساعات عمل، فمن يستطيع أن يعمل فى هذه المرحلة 24 ساعة يومياً فليعمل، فمصر تحتاج إلى هذا الآن وبقوة.

وأكمل: إذا توافرت لدينا الإرادة القومية، وهى تلك الإرادة والإدارة التى حولت الهزيمة إلى انتصار فى حرب أكتوبر، وعلينا أن ننتصر الآن فى حربنا لبناء الدولة وتنميتها، فالحرب الآن اختلفت فى شكلها وأساليبها عن المفهوم التقليدى، ومخطئ من يظن أننا كنا نتفوق على العدو الإسرائيلى، على الإطلاق، إنما كانت هناك إرادة مصرية قومية متأججة هى التى أحدثت النصر، وكان هذا الفارق الكبير بيننا وإسرائيل، والآن نحن بحاجة إلى تعظيم الإرادة والالتفاف حول مصر، فحتى الرئيس نفسه لا يريد منا أن نلتف حوله، إنما حول المصالح القومية العليا، ومصر باقية إلى يوم الدين.

وأضاف: لا بد أن نثق فى قيمة وكلام القيادة السياسية، فالرئيس السيسى لديه من الحكمة ما يحدث توازناً فى العلاقات المصرية الخارجية، ويحافظ على مصالح مصر العليا، مع التمسك جيداً بعلاقات الأشقاء، فهذا الرجل أنقذ مصر من حالة ميؤوس منها، وأرجو أن نستحضر صورته عندما كان فى منصب القائد العام للقوات المسلحة، وهو يستمع لخطاب الشرعية الذى نادى به مرسى المعزول، فقد أنقذ الرجل مصر مرة، وهو قادر على إنقاذها مرات ومرات، ونحن الآن فى عنق الزجاجة وعلينا أن نخرج من هذا الضيق إلى مكان أرحب لتحقيق مكانة مصر كما نتمناها.

وبسؤاله عن إمكانية محاسبة أمريكا على وحشيتها ودمارها وأضرارها كما تحاسب هى السعودية بقانون «جاستا»، قال: هذا الأمر خطأ كبير، لما فيه انتقاص من سيادة الدول، ومن غير المقبول أن نحاكم مواطناً فى دولة أخرى ثم نفرض العقوبة على الدولة التى ينتمى إليها، وأتصور أن «جاستا» يكشف الرغبة الأكيدة لدى الإدارة الأمريكية فى إدخال السعودية ضمن مخطط ما يسمى الربيع العربى، خصوصاً أن هناك قوائم مالية كثيرة توضع كودائع فى الولايات المتحدة للدول الغربية الأخرى، وبالتالى هذه الفوائض المالية هى المستهدف الأول.

وعن وبسؤاله عن الأمن القومي المائي، قال: الفكرة بدأت عام 1956 عندما أصر جمال عبدالناصر على بناء السد العالى، وكنت طالباً فى الكلية الحربية وقتهاً، وقرأت مقولة لأحد القادة الأمريكيين رداً على قرار عبدالناصر، قال فيها «سنجعل المياه أغلى من لتر الوقود المستخرج من أراضى العرب»، ومن يومها بدأ المخطط المستمر حتى الآن، ويخطئ من يظن أن تلك المشروعات المائية التى تمت فى أفريقيا مشروعات ضئيلة، فهناك 3 مشروعات فى منابع النيل، وعلينا ألا ننسى أن الغرب هو صاحب مقولة أن من يريد السيطرة على مقاليد الشرق الأوسط، لا بد أن يسيطر على مصر، ومن يريد السيطرة على مصر لا بد أن يسيطر على النيل الأزرق، علينا أن نضع الأمر فى الحسبان، وهذا يفسر تعنت السياسات الإثيوبية تجاه مصر، والتسويف وإطالة أمد المباحثات فى شأن سد النهضة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل