المحتوى الرئيسى

العلاقة مع الخليج

11/13 00:14

فى ختام أسبوع المفاجآت الذى غادرناه أعلن أبومازن فى رام الله أنه يعرف من قتل عرفات، حدث ذلك أثناء مشاركته فى فاعلية إحياء الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد الزعيم الفلسطينى الذى لفظ أنفاسه الأخيرة فى ١١ نوفمبر عام ٢٠٠٤ بأحد مستشفيات باريس، ومنذ ذلك التاريخ والاتفاق منعقد على أن أبوعمار مات مسموما وأنه لم يمت ميتة طبيعية. وحتى اللحظة الراهنة فإن جريمة قتل الرجل لايزال يكتنفها غموض مريب، فالسلطات الفرنسية التى استقبلته فى أحد مستشفياتها تكتمت على أسباب الوفاة، فى حين كشف تقرير استقصائى بثته قناة الجزيرة عن أن سما تسرب إلى جسد الرجل، وأن آثاره ظهرت فى بعض متعلقاته، وبالأخص غطاء رأسه، إلا أن السؤال الذى ظل بلا إجابة أصبح من قتل الرجل وليس كيف قتل؟.

طوال ١٢ عاما ظلت الجهات المختصة فى السلطة الفلسطينية تجرى تحقيقاتها بحثا عن إجابة السؤال، إلى أن وقف أبومازن متحدثا فى رام الله يوم الخميس الماضى «١١/١٠» وقال إن التحقيقات فى استشهاد أبوعمار مستمرة، وسوف تتواصل حتى نصل إلى معرفة القتلة، ثم أضاف: إذا سألتمونى فإجابتى أننى أعرف من قتله، ولكن شهادتى لا تكفى، ثم استطرد قائلا إنه لابد للجنة التحقيق أن تنجز مهمتها، وسنصل إلى النتيجة فى أقرب وقت وحينئذ ستدهشون حين تعرفون من الفاعل.

حين أطلق أبومازن قنبلته ــ أضافت وكالة صفا الفلسطينية للأنباء ــ تعالت هتافات الحضور ضد القيادى المفصول من حركة فتح محمد دحلان، فى إشارة موحية بأنه أحد الضالعين فى جريمة قتل أبوعمار بالسم.

هذه المعلومة الخطيرة التى احتفظ بها أبومازن طوال ١٢ عاما، ثم أعلنها على الملأ فى مناسبة إحياء ذكرى وفاة الزعيم الفلسطينى تثير الحيرة والدهشة ذلك أن مصدرها هو رأس السلطة الفلسطينية، وما كان له أن يعلنها إلا إذا كان واثقا مما يقول. إذ يفترض فى هذه الحالة أن الرجل مطلع على مجريات التحقيق الحالى فى الموضوع، وإذا كان متأكدا مما يقول فذلك معناه أن التحقيق وصل إلى نهايته أو كاد. وما يحير فى الأمر أن السيد عباس فجر الخبر فى أجواء صراعه المحتدم مع غريمه محمد دحلان الذى تعالت هتافات الحضور ضده بعدما قال أبومازن كلامه. وهو ما لا يدع مجالا للشك فى أن الذين هتفوا لديهم اقتناع بأن الرئيس الفلسطينى يشير إليه فى كلامه دون أن يعلن عن اسمه صراحة. وإذا صح ذلك فإنه يثير سؤالا كبيرا عن علاقة الإعلان الذى احتفظ به أبومازن طوال ١٢ عاما بمعركته الراهنة مع دحلان التى استخدم الطرفان فيها العديد من الأسلحة المشروعة وغير المشروعة.

تزداد حيرتنا حين نعلم أن أبومازن نفسه اتهمه أبواللطف «فاروق قدومى» فى عام ٢٠٠٩ بالاشتراك فى قتل عرفات (كان أبواللطف رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير وأمين سر حركة فتح، وقد سحب كلامه لاحقا بعد إعفائه من منصبه واسترضائه)، ثم حين نعلم أن أبومازن ومحمد دحلان كانا فى السابق على خلاف وخصومة مع أبوعمار، ويقول المقربون من القائد الراحل أن الإسرائيليين كانوا وراء تحدى الرجلين له، وقد نشر فى رام الله فى الأسبوع الماضى الخطاب الذى قدمه أبومازن إلى أبوعمار للاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء فى عام ٢٠٠٣، وفيه اعتبر أن عرفات يشكل عقبة أمام عمل حكومته، الأمر الذى فتح الباب لشن حملة تحريض أمريكية وإسرائيلية ضد القائد الراحل. ومما ذكره أبومازن فى خطابه أن حكومته تعرضت لأبشع أنواع التحريض والتشويه. واتهم أبوعمار بأنه أراد الإبقاء على حكومته لتصبح مشجبا تعلق عليه الأحقاد باستخدام أسلوب التضليل وحرق الحقائق، وختم صاحبنا خطاب استقالته لعرفات بقوله مادمتم مقتنعين بأننى كرزاى فلسطين وأننى خنت الأمانة ولم أكن على قدرالمسئولية فإننى أردها إليكم لتتصرفوا بها.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل