المحتوى الرئيسى

«الوفد» فى قلب تطوير منطقة آثار الأهرامات

11/12 20:17

أهرامات الجيزة الثلاثة «خوفو ـ خفرع ـ منقرع» واحدة من عجائب الدنيا السبع وأهم المزارات العالمية.. ودائماً إذا ذكرت مصر ذكرت الأهرامات أو العكس فى كل العالم.. وكانت ولازالت أهرامات الجيزة محل اتهام محاولات تشويه وتسعى كل الحضارات الأخرى لدس أنفها فى تاريخ هذه الآثار العظيمة سواء من الغرب أو إسرائيل سواء بنسبها لحضارتها أو إظهار عيوب وهمية فى بنائها للتقليل من قيمتها الأثرية والتاريخية العظيمة.. لكن تظل أهرامات الجيزة شامخة قائمة ومثالا لأم الحضارات والعجائب يأتى إليها العالم كله لزيارتها.. تتغير الأزمان ويتبدل البشر وتظل الأهرامات عنوان حضارة مصر على مر آلاف السنين.. ومع تطور الزمن وتطور معطيات السياحة كان لابد أن تتطور المنطقة المحيطة بالأهرامات فى الشكل والمضمون لتواكب مكانة مصر وقيمة الأهرامات.. من هذا المنطلق جاءت فكرة تطوير منطقة هضبة الأهرامات على يد الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الاسبق وأكمل المهمة الخبير الأثرى العالمى الدكتور زاهى حواس منذ عام 2009 لكن  حالت ثورة يناير دون اكتمال منظومة التطوير حتى وقتنا هذا وحتى نبه الرئيس السيسى نفسه على أهمية وضرورة استكمال منظومة التطوير بعد أن ظلت الموارد المالية عائقاً طوال هذه السنوات حيث تصل فاتورة التطوير لـ«350» مليون جنيه دفعت منها الدولة ممثلة فى وزارة الآثار «150» مليون جنيه ووزارة السياحة «51» مليون جنيه وبدأ يعود مجدداً إحياء المشروع.. «الوفد» ذهبت للمنطقة ورصدت ملامح التطوير على الأرض ورصدت أهميته ومكاسبه وعوائقه وكيفية تطور العقول التى تدير وتعمل فى هذه المنطقة من خلال جولة مع الأثرى أشرف محيى مدير منطقة آثار الأهرامات والاستشارى الدكتور طارق والى استشارى المشروع.

فى بداية الجولة رافقنا الأثرى أشرف محيى مدير آثار منطقة أهرامات الجيزة الذى وصف التطوير بأنه نقلة حضارية كبيرة تعظم العائد من أهم منطقة أثرية فى العالم. وأضاف «محيى» مشروع التطوير تم التعاقد عليه عام 2009 مع شركة «دلتا» ويتضمن عدة محاور أهمها:

نقل مدخل الأهرامات من المدخل الشرقى أمام فندق «مينا هاوس» الى مدخل طريق الفيوم من الجهة الغربية وبمجرد الدخول عبر البوابات التى ستكون على أعلى مستوى نجد مبنى الزوار وهو عبارة عن تحفة معمارية وأثرية مهمة فى شكل متحفى تضم قاعة لتاريخ الأهرامات بالصور وقاعة سينما تحكى بانوراما الأهرامات وتاريخها وقصة بنائها وأهم مقتنياتها وصالة عرض لماكيت مجسم للمزار ولوحات تحاكى واقع المنطقة وكل آثارها وهى عبارة عن «11» مزارا هى الأهرمات الثلاثة ومقبرتان واحدة فى الجهة الشرقية وأخرى فى المنطقة الغربية ومعبد الوالى للملك خفرع ومركب  الشمس وأهرامات الملكات.

وأضاف: التطوير الجديد تضمن انشاء مطعم متكامل بإطلالة رائعة على أعلى تبة بمنطقة الأهرامات وتم إنشاء منطقة التريض خارج منطقة السور الأثرية ترتبط بمدخل لمبنى الهجانة والخيول لمن يعشقون ركوب الخيول والجمال وتضم بازارات  صغيرة ومحلات صغيرة أيضاً حتى يمكن للسائح الاستمتاع بالآثار من خلال جولة بالطفطف دون مضايقات ويمكنه الاستمتاع بركوب الخيل والجمال خارج المنطقة الأثرية أيضاً.

وأشار مدير منطقة آثار الأهرامات أنه تم إنشاء مبنى لشرطة السياحة والآثار ومبنى للدفاع المدنى وآخر للإسعافات بجوار مدخل الباب الرئيسى من مدخل طريق الفيوم.

وأوضح «محيي» أن التطوير يتضمن انشاء مبنى إدارى حضارى للموظفين بالمنطقة من الناحية الشمالية وتم التعاقد مع شركة نظافة عالمية تضع «باسكت» فى كل منطقة لعدم إلقاء المخلفات فى الأرض وكذلك للحد من حركة السيارات داخل المنطقة للحفاظ على طبيعة الأثر وعمل لوحات إرشادية تغطى المنطقة بالكامل تضمن شرح تفصيلى لمواقع المزارات وطبيعتها.

وقال: التطوير يتضمن انشاء مهبط للطائرات متسع لأربع «طائرات مروحية» للزيارات الرسمية وهناك اقتراح تحت الدراسة لإنشاء شركة متخصصة لإدارة المكان سياحياً واستغلال وتنمية موارده بالتعاون مع الآثار وندرس أيضاً عمل بانوراما ضوئية تكسى الأهرامات ليلاً لتتمكن الطائرات الوافدة والمغادرة لمصر من مشاهدتها وكل هذه الأمور تحتاج لرعاة وتمويل وهو ما تتم دراسته حالياً بجانب دراسة عمل ممشى سياحى عالمى يربط بين الأهرامات والمتحف الكبير.

ـ قال «محيى» تطوير البشر الذى يعمل فى هذه المنطقة هو الأزمة الكبرى ولكن التطوير الجديد سيعيد المنظومة بشكل حضارى فمثلاً يتم نقل «الجمالة والخيالة» خارج سور المنطقة الأثرية وإلزامهم بزى موحد عليه منع بطاقة وزارة السياحة والآثر ولن يستمر منهم من لم يجتاز الدورات التدريبية والتثقيفية والتوعية فى كيفية التعامل مع السائح والأثر فى التطور الجديد ومن لم يجتز هذه الدورات يتم إلغاء تصريحه، وهذا تم الاتفاق عليه مع وزارة السياحة ومحافظة الجيزة المسئولة عن الخيالة والجمالة ومن جانبنا والكلام لـ«محيى» ستتم إعادة تأجيل وتدريب الأثريين المتعاملين مع السائح بالمنطقة، كل ذلك يتم قبل بدء التطبيق الفعلى للتطوير.

ـ قال: حققنا 70٪ من تطوير المرحلة الثانية، وسيتم التطبيق الفعلى بداية العام القادم، ويتم العمل الآن على قدم وساق فى كل المبانى، خاصة أن المشروع الآن تحت الإشراف المباشر لرئيس الوزراء، ووزيرى السياحة والآثار ويقومون بتذليل كل العقبات لإنجاز المشروع على أكمل وجه ليكون بداية لمثلث التنمية السياحية والأثرية فى مصر لأهم ثلاثة مشروعات أثرية وسياحية فى الألفية الجديدة وهى مشروع المتحف الكبير مع منطقة الأهرامات اللذان يكونان قاعدة المثلث مع رأس المثلث وهو متحف الحضارة فى مصر القديمة.

وأنهى أشرف محيى جولته قائلاً: التطوير بعد العمل الفعلى يمكن أن يجذب حتى «20» ألف سائح يومياً، وسيكون بداية الفتح السياحى لمصر إن شاء الله.

وفى لقاء مع الاستشارى العام لمشروع تطوير منطقة هضبة الأهرامات الدكتور طارق والى، قال لـ«الوفد» المشروع يتضمن ثلاث نطاقات أساسية، الأولى٬ وهى النطاق الأساسى والمباشر للمنطقة الأثرية، ويضم كل الآثار المبنية أو الظاهرة والمناطق الخاضعة للتنقيب الأثرى أو المحتملة بجانب مناطق البيئة الطبيعية التى شهدت نشاطاً فى المراحل التاريخية المتعاقبة أو المتتابعة.

النطاق الثانى: المجال الأثرى كمنطقة عازلة، حيث قد تؤثر متطلبات التطوير والأنشطة الخدمية والسياحية على المنطقة الأثرية نفسها بشكل سلبى مادياً أو بصرياً.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل