المحتوى الرئيسى

اكاديمي عماني"للدستور".. المجتمع العربي يعاني حالة من الإنهزام الحضاري وفقدان الهوية.. الشاطر..دعم اللغة العربية يحتاج قرار سياسي من القائمين علي الأمر

11/12 19:06

ضعف العربية انعكاس لضعف أهلها وضياع هويتها.

جفاء أهل العربية لتعلم لغتهم أدي إلي تغول اللغات الأخري عليها.

مواقع التواصل الإجتماعي سلاح ذو حدين ويمكننا الإستفادة منها إذا أحسنا استغلالها.

هناك مجموعة من المتسلقين الذين يرغبون في طمس الفصحي.

الوطن العربي محاصر فكرياً وسياسياً وأمنياً.

يعاني الوطن العربي من العديد من المشكلات الداخلية و الخارجية التي أثرت سلباً علي وجوده في مصاف الدول المتقدمة ، فعلي الرغم من الإمكانات امادية و البشرية التي يتمتع بها إلا أنه يعاني من حالة إنهزام حضاري وفكري، إنعكست بالسلب علي ضعف هويتها و ضعف لغتها الذي بات واضحا للجميع وهو ما أكد عليه الدكتورغسان الشاطر استاذ اللغويات التطبيقية ومدير معهد الضاد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة نزوي بسلطنة عمان ومع نص الحوار ..

ما هو دور المراكز والمعاهد لتقويم و تقوية اللغة العربية ؟

المراكز هذه لها دور كبير،فعلي سبيل المثال معهد الضاد في سلطنة عمان والذي أقوم علي إدارته، له ثلاثة أهداف نشر تعليم اللغة العربية من خلال إقامة دورات ومنح شهادات علمية و تدريب معلمي اللغة العربية وإعطائهم دورات في ذلك، الدور الثالث المجال البحثي من خلال تشجيع البحوث ووضع الإطار النظري والعملي لممارسة اللغة العربية بالشكل السليم.

برأيك ما هي المخاطر التي تهدد اللغة العربية في الوقت الحالي ؟

المخاطر التي تهدد اللغة العربية أبرزها جفاء أهل اللغة لتعلمها وهو ما أدي إلي تغول العامية وأدي أيضا إلي تغول اللغات الأخري، فالعربي يتحدث نصف إنجليزي أو فرنسي ونصف باللغة العربية، هذا أمر مشاهد لنا جميعا ، لكن هناك مخاطر أخري في الواقع الذي نحياه وتعدي من أشد المخاطر التي تواجه العربية وهي نقص الدعم لإجراء الأبحاث التي تعمل علي مواجهة مثل هذه المشاكل، أضف لذلك أن

الفرقة الموجودة بين العرب أدت إلي ضعف مستوي اللغة العربية، فقوة العرب تؤدي إلي قوة لغتهم و إنتشارها بالشكل السليم والفرقة إذا هددت اللغة العربية بالتالي ستهدد الهوية العربية وتهدد معها الدين الإسلامي لإن الطريق إليه يكون من خلال اللغة العربية.

كيف نغزي روح حب العربية في نفوس الشباب العربي ؟

هناك أطر كثيرة لتحقيق الهدف أولها إطار تخطيطي سياسي و تخطيط لغوي سليم، وأعني هنا بالتخطيط السياسي أن يكون علي مستوي صناع القرار وتصدر قرارت سياسية تدعم نشر و تمكين اللغة العربية،

أما علي المستوي اللغة نفسها فلا نستطيع فعل ذلك في ظل وجود وزارة التربية و التعليم بوضعها الحالي وسياستها الحالية، و لا نستطيع تشجيع الشباب علي اللغة العربية و الإقبال عليها ووضع اللغة علي ما هي عليه في وزرات التربية سواء من ناخية المحتوي أو من ناحية وسائل التدريس فكل هذا يحتاج إلي تعديل.

ولا أعني التعديل فيما يتعلق بالمناهج والمحتويات هو إستلال المحتوي الديني و الثقافي الذي يتحدث عن هوية العرب، فهذا لايتعارض أبدا مع تطوير اللغة العربية، وإنما أعني بذلك غرس مضمون العربية لدي المتعلم للغة العربية من أبنائها وغير أبنائها ونبتعد عن التلقين ونهتم بالوظيفة ، فمثلا بدلاً من تدريسه أهم الخطب انعلم الطالب كيف يلقي خطبة سليمة في الإلقاء و الأداء والمحتوي.

هل تمثل مواقع التواصل الإجتماعي خطراً يهدد اللغة العربية ؟

بالتأكيد، لأن لغة التواصل الإجتماعي أصبحت لغة عامية أوعامية مخلوطة بالأجنبية وهذا يؤدي إلي ضعف إستخدام العربية، لكن في ذات الوقت هي سلاح ذو حدين، ونحن نستخدمه لدينا في التعليم أحياناً، فتكمن المكشل في كيف يمكن الإستفادة منها في التخطيط والسياسية والمناهج التعليمية وأساليب التدريس الحديثة .

ظاهرة تنامي تسمية المحال التجارية بالأسماء الإنجليزية وكذلك إنتشارها علي الملابس بشكل مكثف – هل نستطيع القول بأن المجتمع العربي أصبح يعاني حالة من التغريب ؟

المجتمع العربي قبل ان يعاني حالة التغريب هو يعاني من حالة إنهزام حضاري و فقدان الهوية، لافتات المحال تمثل جزء بسيط من الحالة، لكن دعني أقول لك المدارس التي من شأنها تعليم العربية تسمي بأسماء أجنبية ليكون عليها إقبال أكثر، لذلك القضية ليست مجرد تغول اللغات الغربية إنما هو إنهزام حضاري وثقافي في العالم العربي.

حالة الإنهزام هذه كيف تؤثرعلي الشباب العربي ؟

الحقيقة أنها أثرت بالفعل وأنتهي الأمر، نحن الأن في قلب المشكلة وعلي العقلاء أن يبدأوا العمل علي معالجة المشكلة.

لكن دعني أقول هنا أن الشباب معذور – لاسيما أن تعدد اللغات شرط للعمل؟

في الحقيقة لا نلوم الشباب، بل نلوم صناع القرار في العالم العربي والعالم الإسلامي بشكل عام، نلوم الأشخاص الذين يوجهون التيار العكسي نحو اللغة العربية، الذين يدعون إلي نشر العاميات، عد للوراء 20 عاما ستجد علي سبيل المثال أن برامج الأطفال وقتها كانت باللغة العربية الفصيحة، الأن معظمها باللغة العامية، فهذا نوع من الحرب علي العربية ، لكن من انتبه لهذا الامر.

ذكرت أنها حرب علي اللغة العربية-فهل تعتبر هذا الأمر نوع من المؤامرات ؟

إذا قلنا مؤامرة يتهموننا بنظرية المؤامرة، لكن دعنا نقول أن حالة الضعف استغلها بعض الإنتهازيين المتسلقين الذين يستفيدون من وضع اللغة العربية الضعيف ولهم مصالح كثيرة مادية وربما فكرية وهي الأخطر ، ولهم نفوذ في الوطن العربي .

حالة ضعف العربية هل تجدها إنعكاس لضعف العرب ؟

مؤكد ذلك، وهو ناتج الضعف العام والإنهزام العام والتفكك الإقتصادي والعروبي، نحن نبتعد عن الهوية العربية شيئاً فشيئاً، وعند الحديث عن اللغة العربية ينبغي الحديث أيضا عن العالم الإسلامي لأن اللغة العربية هي السبيل لفهم الدين.

وهل هناك أدوات لعلاج هذا الأمر ؟

الوضع الأن أفضل من السابق خصوصا مع الإجراءات التي تتخذ لإعادة تمكين اللغة العربية، وصرنا نسمع الأن عن مراكز لتعليم اللغة العربية مثل مركز الملك عبدالله و جمعيات الحفاظ علي العربية، لأن العربي لا يتخلي عن لغته بأي حال من الأحوال، لذا أنا متفائل بالمستقبل الخاص باللغة العربية وهي محفوظه بحفظ القرأن.

نخرج من الحديث عن اللغة العربية ونتحدث الأن عن المشهد السياسي فقد شهد الخليج في الأونة الأخيرة حالة من الشد و الجذب - تري ما السبب في هذ الأمور ؟

هذا إنعاكس للوضع العام، فالعالم العربي بأثره محاصر إقتصادياً وأمنياً و سياسياً وعقائدياً، و الخليج ليس منفصلاً عن العالم العربي، انظر ما يحدث في الدول العربية بمجملها وما يحدث بها .

هل ثمة دول تسعي لإحداث مثل هذه القلاقل في الدول العربية والإسلامية ؟

الدول كثيرة، لكن ما دورنا نحن بصفتنا عرب و مسلمين، لا ألوم الدول، إنما ألوم العرب والمسلمين الذين منحوهم الفرصة.

برأيك أي السبل تكون وسيلة لغزو المنطقة العربية حالياً – الغزو السياسي أم العقائدي؟

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل